نصف مرضى غزة بلا دواء
الجمعة ، 21 حزيران ، 2019
حذرت وزارة الصحة من أن نصف مرضى قطاع غزة باتوا بلا دواء جراءَ العجز الدوائي الذي وصل إلى 52%، بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 12 عامًا.
وأوضح المتحدث باسم الصحة أشرف القدرة خلال لقاء نظّمته مؤسسة فلسطينيات بمقرها في مدينة غزة بحضور مسؤولين من وزارة الصحة وممثلين عن وسائل الإعلام أن نفاد 52% من الأدوية والمستهلكات الطبية هي نسبة غير مسبوقة تصل إليها مشافي قطاع غزة؛ "لذا هذه الأزمة طالت عصب الخدمات الصحية".
وأكد القدرة نفاد 14 صنفًا من الحليب العلاجي والمكملات الغذائية، يحتاجها أكثر من 50 طفلًا بمشافي غزة.
وأضاف: "هذا الأمر ليس مجرد أرقام عابرة وحكايات تحكى وتسرد؛ فجزء منهم يدفع ثمنًا قاسيًا من حياة أبنائنا وبناتنا حينما يتوجهون للعلاج ولم يجدوا حبةَ علاج".
يشار إلى أنه في عام 2018، توفي 56 مريضًا لم يجدوا علاجًا بغزة، ولم يسمح لهم الاحتلال بمغادرة القطاع؛ لاستكمال الرحلات العلاجية، في مخالفة لاتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي الإنساني.
وذكر القدرة أن 1150 مريضًا بالفشل الكلوي وزراعة الكلى لا يتوفر لهم "مثبطات الدم"، و39 طفلا لا يتوفر لهم أنابيب نقل الدم، "وبدأت بعض الطواقم الطبية باستخدام نوع يُعطى للكبار، ما يؤثر كثيرًا على صحتهم".
وأشار إلى أن هناك 125 مريضًا بالهيموفيليا 50% منهم من الأطفال يعانون من نقص عوامل التجلط "فاكتور 8 وفاكتور 9"، كما أن نفاد علاج زيادة ترسيب الحديد في الدم لمرضى التلاسيميا يهدد حياة العديد من المرضى.
وبسبب الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة تفاقم الوضع الصحي كثيرًا؛ إذ إنه حرم مئات المرضى من القوافل الإغاثية والإنسانية المقرر لها أن تدخل غزة، وأن تعزز الأرصدة الدوائية.
ولفت القدرة إلى أن ما وصل وزارة الصحة من مصاريف خاصة بالأدوية خلال النصف الأول من العام الجاري فقط 10 مليون دولار من أصل 20 مليون دولار؛ "وعلى الجميع أن يدرك حقيقة هذا لأمر".
وأضاف "لم تصل منذ بداية العام أي واردات دوائية على المستوى الرسمي والاغاثي إلّا بالشيء يسير، ونصف مرضى غزة باتوا بلا علاج؛ لذا لا مجال على الإطلاق أن ننتظر طويلاً، ويجب على الجميع العمل على حل هذه الأزمة".
وأكد المدير العام للصيدلة بوزارة الصحة منير البرش أنه "لا يمكن الانتظار طويلاً لتدارك الأزمة الدوائية بغزة، فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن تتوقف الخدمات الأساسية المقدمة في الرعاية الأولية للمرضى".
ووصف البرش عدم توفّر الخدمات الأساسية للمرضى وتقديم أدوية الضغط والسكري بالأمر الخطير؛ "إذ إن ذلك يوقف عمل أي وزارة في أي مكان بالعالم".
وأشار إلى أن أكثر من 60% من الأدوية المطلوبة لمرضى السرطان غير موجودة، كما توقف أكثر من 80% منها لأنها عبارة عن برتوكولات علاجية وليست صنفا دوائيا وحيدا.
وأوضح أن ذلك حرم 8 آلاف مريض من تناول جرعاتهم العلاجية، بالإضافة إلى 48 ألف حالة من الأمراض المزمنة غير متوفر لهم أدوية علاج الضغط والسكر.
وأجاب البرش تساؤلاتٍ حول: أين تذهب الأدوية والمستلزمات الطبية في غزة؟، مؤكدًا أن المجتمع الدولي وضع رقابة شديدة على الأدوية في القطاع "كيف تدخل وإلى أين تذهب".
وأوضح أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وعبر تفاهمات المنسق الخاص للأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف شكلت ما يسمى بـ"وحدة المراقبة" على الأدوية والمستلزمات الداخلة لغزة.
وأضاف "هذه الوحدة تراقب على كل حبة دواء في غزة، ونحن بالوزارة لسنا وحدنا بالميدان، يوجد كشوفات تأتي عبر المعابر تستلمها أولا وحدة مراقبة الأدوية والمستلزمات الطبية وهي كشوفات تطابق على المعابر، وحين تأتي مخازن الوزارة يتم جردها وحوسبتها من جديد".
ويوجد في قطاع غزة 10 مشافٍ و54 مركزًا للرعاية الأولية يقدمون الخدمة لمعظم سكان القطاع، تقدم الوزارة من خلالها 10 خدمات أساسية للمرضى.
المصدر وكالات