نفاد الأدوية يضاعف آلام المرضى بغزة

المركز الفلسطيني للإعلام
ما أصعب أن يصاحب معاناة المرض
همّ التفكير في الحصول على حبات الدواء، ورغم حق المريض في كل العالم بالحصول على الدواء
والعلاج، لكن الأمر مستعصٍ على المريض الغزي الذي يحرم من أبسط حقوقه جراء الحصار.
ومن بين آهات المرضى في قطاع غزة التي كادت أن تتفطر بها
جدران المستشفيات الغزية، نطق المريض المصاب بفشل كلوي محمد عليوة بأوجاعه لـ"المركز
الفلسطيني للإعلام" قائلا:ً "ألم المريض لا ينتهي من وجع الجسد وعملية غسيل
الكلى التي تأخذ ساعات بشكل متواصل، لكنه يتضاعف حين لا تتوفر أدوية مهمة لمريض الكلى
جراء الحصار".
وتابع: "الأمر في غاية الصعوبة على المريض خاصة حينما
يدرك أن وضعه الصحي رغم صعوبته، فهو كذلك يعجز عن الحصول على الدواء للتخفيف من ألمه
فهذا يؤثر ليس على صحته فقط إنما يتأثر الوضع النفسي لديه بشكل مباشر".
ويذكر أن مريض الفشل الكلوي يعاني من تراكم السموم التي لها
تأثير على أجزاء جسده وخاصة المخ والمعدة وأجزاء أخرى تشكل خطرا على حياته، ما يتطلب
منه الحصول على أدوية إضافة إلى عملية غسيل الكلى التي يحتاجها المريض "3 مرات
أسبوعياً".
وأدى تواصل الحصار على قطاع غزة منذ أكثر من 6 سنوات إلى
نقص كبير في الكثير من أساسيات الحياة وخاصة الأدوية لمرضى الكلى، والسرطان، والأمراض
المزمنة، والعديد من الأدوية التي دقت من خلالها وزارة الصحة الفلسطينية ناقوس الخطر
بأن (160) صنفا من الأدوية رصيدها صفر في مخازن وزارة الصحة.
وحذرت وزارة الصحة في بيان صادر عنها، من انهيار الوضع الصحي
وتوقف الخدمات الصحية جراء النقص الحاد في الأدوية الضرورية، وأشارت إلى أن عدد الأصناف
التي وصل رصيدها إلى صفر من الأدوية بلغ 160 صنفاً، ومن المستهلكات الطبية 442 صنفاً.
وأكدت، على أهمية هذه الأدوية التي تعد ضرورية ولازمة لأقسام
العناية المركزة والجراحة والتخدير والاستقبال والطوارئ إضافة للفشل الكلوي.
ولفت مدير عام الادارة العامة للصيدلة أشرف أبو مهدي في البيان
ذاته، إلى أن الأزمة الصحية الدوائية في غزة ما زالت تتفاقم منذ "6 سنوات"،
خاصة مع العجز في أصناف مهمة لقسم العناية المركزة والجراحة التي يؤدي القصور فيها
لتأخر العمليات الطارئة.
وأشار، إلى أن العجز في الأصناف الضرورية لمرضى الكلى وزراعة
الأعضاء سيعرضهم لمضاعفات قد تصل إلى الوفاة، وذكر، أن الكثير من الأدوية نفذت والتي
تعد في غاية الأهمية لأمراض الدم، ونفاد أدوية لمرضى السرطان، ونقص الأدوية المهمة
لأمراض العيون مما أدى إلى توقف إجراء عمليات العديد منها.
وحذر من توقف عمليات القسطرة القلبية وأمراض القلب، بعد وصول
العجز الدوائي إلى المستهلكات الطبية والأدوية اللازمة لجراحة القلب وعمليات القسطرة
والذي سيؤدى لوقف هذه العمليات مما سيزيد في معاناة المرضى.
ولفت، إلى المخاطر التي سببها العجز في الدواء والمستهلكات
الطبية خاصة اللازمة للحضانات المواليد الخدج وحضانات الأطفال حيث أثر بشكل كبير وخطير
على صحة الأمهات والأجنة والأطفال.