القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

نكبة جديدة تهدّد النقب واحتجاج في أراضي الـ48: لن تمرّوا

نكبة جديدة تهدّد النقب واحتجاج في أراضي الـ48: لن تمرّوا

/cms/assets/Gallery/1055/1548107346.jpg

مخطط «برافر ــ بيغن» لا يستهدف فلسطينيي النقب وحدهم، وهو لا يختلف عن المخططات الإسرائيلية لاحتلال أرض فلسطين. خلال سنوات طويلة، لجأ الإسرائيلي إلى استراتيجيته المعتادة بتضييق الخناق على أهل الأرض ودفعهم للتخلي عنها، إلا أن أهل النقب لا يأبهون بتدمير قراهم، فقد بنوها مرات كثيرة، ولا يأبهون بقلة المياه وسوء المعيشة، فهم لن يسمحوا بمخطط جديد يعيد ذكريات النكبة. وتجاوباً مع الدعوة للمشاركة في «إضراب الغضب»، وتحت شعار «برافر لن يمر»، انطلقت التظاهرات وعمّ الإضراب العام أمس، في أراضي العام 1948.

ويعتبر مخطط «برافر – بيغن» من بين أخطر المخططات التهويدية، ويهدف إلى السيطرة على 850 ألف دونم من أرض النقب، وتهجير أكثر من 80 ألف من أهلها، وتدمير حوالي 40 قرية بدوية. أما الحجة الإسرائيلية فهو تنظيم وضع القرى العربية غير المعترف بها في النقب، من خلال حصر أهل القرى في تجمّعات سكنية تختلف تماماً عن واقعهم البدوي.

في الأسبوع الأخير من شهر حزيران الماضي، أقرت الكنيست الإسرائيلية القراءة الأولى لمشروع قانون «برافر ــ بيغن» بغالبية 43 عضواً، مقابل اعتراض 40 عضواً. ومن المفترض أن تمر القراءة الثانية للمشروع في الأيام القليلة المقبلة، ما يعني تحوله إلى قانون إسرائيلي بامتياز.

ويعيش في النقب بين 200 و250 ألف فلسطيني، إلا أنهم لا يسكنون سوى اثنين في المئة من الأراضي، حيث تحتل إسرائيل الـ98 في المئة المتبقية إما لأغراض عسكرية أو استيطانية. وبالتالي، فإن مخطط «برافر» يعني حصر الفلسطينيين في واحد في المئة فقط من الأراضي.

وتجاوب فلسطينيو الـ48 مع دعوة «لجنة التوجيه العليا للعرب في النقب» للإضراب العام بعنوان «إضراب الغضب»، حيث أغلقت المحال في المدن الفلسطينية كافة، ونظمت التظاهرات من الجليل إلى منطقة المثلث إلى النقب.

وتخللت التظاهرات الفلسطينية صدامات بين شرطة الاحتلال والمحتجين، وخصوصاً في بئر السبع، حيث تم اعتقال 15 ناشطاً. وانطلقت تظاهرة بئر السبع في حوالي الساعة العاشرة صباحاً من أمام جامعة بئر السبع باتجاه مبنى ما يُسمّى بـ«سلطة توطين البدو».

وبحسب المتحدثة باسم شرطة الاحتلال لوبا السمري «شارك حوالي 800 متظاهر في مدينة بئر السبع، أوقفت الشرطة 15 مشتبهاً فيه».

ووفقاً للسمري، فإن المتظاهرين أغلقوا أحد الشوارع الرئيسية، وأدت الاشتباكات إلى إصابة ثلاثة أفراد من شرطة الاحتلال.

ولكن عضو الكنيست عن «حزب التجمع» جمال زحالقة قال «نحن دعونا إلى تظاهرة سلمية شارك فيها أكثر من ألف متظاهر، ولكن الشرطة استعملت القوة. حاولوا ضرب فتاة بالهراوات وعندما حاولتُ حمايتها، هجموا عليّ وانهالوا عليّ بالضرب».

وبحسب زحالقة «تريد الحكومة (الإسرائيلية) تجميع البدو في المدن في مساحة واحد في المئة، وهدم القرى العربية وإقامة بلدات يهودية بدلاً عنها. سيهدمون قرية أم الحيران العربية، ويشيدون مكانها بلدة هيران اليهودية».

من جهته، قال عضو الكنيست عن «الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة» محمد بركة، خلال مشاركته في تظاهرة بلدة شفاعمرو في الجليل، إن «هذه بداية المعركة ضد هذا القانون الذي سنعمل على إسقاطه من الكنيست».

وأغلق المتظاهرون مفرق الناعمة قرب مدينة شفاعمرو، رافعين الشعارات الرافضة لمخطط «برافر» التهويدي. كما أغلق المئات الشارع الرئيسي في بلدة أم الفحم.

وتظاهر المئات في ساحة مدينة الناصرة، رافعين شعارات من بينها «لا لسلب أراضي أهالينا في النقب»، «الناصرة تقول: نعم للإضراب»، و«يا شعبي يا عود الند إننا باقون على العهد».

واعتدت شرطة الاحتلال، بالتعاون مع الوحدات الخاصة والخيالة، على تظاهرة شارك فيها المئات في غرب مدينة سخنين. وتم اعتقال حوالي 14 متظاهراً.

وبحسب السمري، فإن حوالي 400 شخص تظاهروا في سخنين، وقطعوا الشارع الرئيسي «عند مفترق طرق يوفاليم الذي يؤدي إلى البلدات اليهودية في الشمال».

وتضامنت الضفة الغربية مع أراضي الـ48، حيث شارك حوالي 300 متظاهر في مسيرة في وسط مدينة رام الله، رافعين شعار «من رام الله إلى النقب... برافر لن يمر». وحمل المشاركون لافتات كتب عليها «سيظل النقب فلسطينياً» و«يا نقب كوني إرادة.. كوني مجداً.. كوني درساً من دروس الانتفاضة»، و«من رام الله.. هنا النقب».

وشنّ المشاركون في المسيرة هجوماً لاذعاً على أمين السر للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، احتجاجاً على تنظيمه لقاء «تطبيعياً» في رام الله. وكان عبد ربه التقى أعضاء من حركة «شاس» وحزب «الليكود» في رام الله الأسبوع الماضي.

واعتدت قوات الاحتلال على مسيرة تضامنية مع النقب أمام مدخل مستوطنة «بيتار عليت» المحاذية لقرية حوسان في قضاء بيت لحم.

وفي غزة، أصدرت حركة حماس بياناً اعتبرت فيه أن «ما يسمى قانون برافر الصهيوني مخطط تهجيري خطير واستهداف للوجود الفلسطيني على الأرض». وطالبت الحركة السلطة الفلسطينية «بمقاطعة كل أشكال التفاوض مع الاحتلال».

وشارك العشرات في تظاهرة في غزة تضامناً مع أهل النقب، إلا أن النشطاء الفلسطينيين نقلوا على وسائل التواصل الاجتماعي أن شرطة حركة حماس منعت التظاهرة واعتقلت أحد المنظمين، بحجة عدم وجود ترخيص.

(«السفير» أ ف ب، رويترز)