الثلاثاء، 03
آذار, 2020
منذ 55 عاما تواصل
المسنة الفلسطينية هادية قديح (64عاما) من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، صناعة” الكحل
الطبيعي”، باستخدام أدوات منزلية بسيطة لا تسبب الضرر لمن يستخدم هذا الكحل، كونه خالي
من أي مواد كيميائية.
و حول بداية تعلمها
صناعة ” الكحل العربي الطبيعي” تقول قديح في حديث لقناة ” الغد”: "حينما كنت في العاشرة
من عمرى تعلمت من أمي و جدتي سر هذه المهنة التي تعد جزء من تراثنا وموروثنا الفلسطيني
الأصيل ومن العادات و التقاليد التي يجب أن نحافظ عليها، و أتقنت هذه الصنعة بشكل دقيق
واحترافي حينما بلغت العشرين من العمر”.
مواصلة حديثها،
حيث يتم استخدام هذا الكحل للزينة و في نفس الوقت للعلاج لمن يصاب "بحساسية العيون
أو الرمد” ، ونحن صغار كانت جدتي و أمي تقوم بوضع الكحل على عيون كل أفراد العائلة
وخاصة الصغار، أو من كانت تصاب بالمرض في عينها، وكنا سعداء جدا ونفرح بذلك، الآن أنا
أقوم بنفس هذا الدور لأحفادي أقوم بتكحيلهم بشكل دائم”.
ففي ساحة منزلها
حيث كانت تجلس المسنة قديح وحولها حفيداتها، استخدمت أدوات بسيطة في علمها من أجل صناعة
” مكحلة واحدة” قائلة :” في البداية أقوم بإشعال نار بسيطة و أضع بها نوع خاص من القماش
يسمي” قماش التوبيت”، و أقوم بجلب صنية و استخدم زيت الزيتون أيضا الذى أضعه في ” صحن”،
وهذا يحدث” دخان أسود "، وهذا ” الدخان يتجمع في الصنية، وبعد أن تنطفئ النار، أقوم
بجمع هذا الدخان الذى تحول إلى "كحل عربي طبيعي”، و أضعه في ” المكاحل”.
وهذه المكاحل التي
تستخدمها المسنة قديح، تعود لأجدادها حيث عمرها وفق ما قالته يمتد لعشرات السنين ،
وهي وراثة عن الأجداد، و كل "مكحلة” تأخذ نصف ساعة للتجهيز، وأقوم ببيع بعض هذا الكحل
لمن يود شرائه ، حيث يشكل نوعا من مصدر للدخل القليل في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.
و يعرف ” الكحل
العربي الطبيعي ” باسم ” كحل الأثمد العربي "، ويعد أفضل أنواع الكحل العربي على الإطلاق،
وذلك لخلوه من عنصر الرصاص الذي يوجد في معظم أنواع الكحل الصناعي والتي تتسبب بالضرر
للعين عند استخدامها لفترة طويلة .