هنية: زيارة أردوغان لغزة تاريخية وكسر سياسي للحصار
غزة - الأناضول
التقى رئيس حكومة قطاع غزة إسماعيل هنية، أمس الخميس، برئيس مجلس إدارة وكالة
"الأناضول" للأنباء ومديرها العام، كمال أوزتورك، في مكتبه بمدينة غزة، وهنئه
بافتتاح مكتب "الأناضول"، متعهداً بتسهيل عمل ومهام المكتب.
وشارك في لقاء هنية وأوزتورك مدير عام القسم العربي في وكالة "الأناضول"
للأنباء توران كشلاكتشي، ووفد من صحفيي وإداري الوكالة، بالإضافة إلى يوسف رزقة مستشار
رئيس الوزراء في غزة، وغازي حمد وكيل وزارة الخارجية، ومستشار هنية لشئون العلاقات
الدولية باسم نعيم والأمين العام لمجلس الوزراء عبد السلام صيام.
وقال هنية خلال اللقاء الذي جاء بعد ساعات على الاحتفال بالافتتاح الرسمي لمكتب
"الأناضول" في غزة: "نحن سعداء بلقاء الإخوة في تركيا فنحن نلتقي بالعديد
من الوفود لكن اللقاء مع الأتراك له طعم خاص".
وأضاف: "أود أن أهنأكم بافتتاح مكتبكم على أرض غزة فهذا محل فخر واعتزاز
لنا في فلسطين"، متعهداً أن تكون "الأناضول" أول وكالة تنشر خبر المصالحة
بين حركتي "حماس" و"فتح" وإنهاء الانقسام الفلسطيني.
وتابع هنية: "سنقوم بكل ما يجب لتسهيل عمل فرع الوكالة في قطاع غزة وسنوفر
البيئة المناسبة للعمل والإنتاج، فنحن نتحدث عن وكالة عريقة يقترب عمرها من المائة
عام ويرى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان
أنها ستكون في عام 2020 وكالة عالمية ونحن نضم تمنياتنا إلى تمنياته ويسرنا أن تحقق
هذا الهدف".
وأعرب عن سعادته لمخاطبة وكالة "الأناضول"، الأمتين العربية والإسلامية
باللغة العربية، وأنها تتحدث بخمس لغات أخرى، موضحًا أن وجود الوكالة في مصر وامتدادها
لقطاع غزة يشكل حاضنة لموقع تركيا العربي والإسلامي.
وأكد، على أن اهتمام الوكالة بقضايا الأمة وقضية فلسطين أهم ما يميزها، متمنيًا
لإدارتها والعاملين فيها النجاح والتوفيق.
وقال هنية: "من يعمل في مكتب الوكالة في قطاع غزة سواء كان تركياً أو فلسطينياً
هو بين أهله في بلده وسنوفر كافة الأجواء المناسبة للعمل".
وفي السياق ذاته، أشار هنية إلى تزامن ذكرى حادثة سفينة "مافي مرمرة"
التي قتلت خلالها إسرائيل تسعة متضامنين أتراك في المياه الدولية خلال محاولتهم الوصول
إلى قطاع غزة المحاصر لإيصال مساعدات إنسانية، مع يوم افتتاح مكتب الوكالة في قطاع
غزة.
وقال: "شهداء مرمرة هم شهداء الشعب الفلسطيني وشهداء كسر الحصار عن غزة
وهي دماء على طريق التحرير للقدس والمسجد الأقصى".
وأضاف: "الكثير من الدول قدمت لغزة مساعدات اقتصادية ومالية وإنسانية وصحية
وشاركوا بإعادة إعمار غزة لكن تركيا قدمت كل ذلك وزادت عليه دماء شهداء مرمرة، لقد
دعمت الشعب الفلسطيني بالمال والدماء".
ووجه هنية تحياته إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وللشعب التركي،
ولفت إلى أنه يتابع الأخبار المتعلقة بزيارة أردوغان إلى قطاع غزة، معرباً عن أمله
أن تتحقق الزيارة لأنها ستشكل حدثاً تاريخاً بالنسبة للقضية الفلسطينية. وقال
"نحن جهزنا الاستعدادات لاستقبال أردوغان بما يليق بتركيا وتاريخها وشهداء مرمرة".
وأكد، على أن زيارة أردوغان لقطاع غزة ستكون كسر سياسي للحصار الإسرائيلي المفروض
عليه منذ عام 2007.
وعلى صعيد آخر، أكد هنية على حرص حركته "حماس" وحكومة غزة على تحقيق
المصالحة الفلسطينية وتنفيذ اتفاق القاهرة كرمزة واحدة.
وأشار، إلى أن لجنة انتخابات المجلس الوطني عقدت اجتماعات في العاصمة الأردنية
عمان لنقاش قانون الانتخابات وحصل نقاش جدي، معرباً عن أمله أن تحدث اختراقات جديدة
في ملف المصالحة.
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة "الأناضول" كمال أوزتورك: إن
"كلمات السيد إسماعيل هنية مثيرة جدًا وسعدت بها".
وأضاف: "نحن نقوم بنشر أخبار بخمس لغات، وجميع الدول الناطقة بالعربية
لنا مراسلين فيها وفي 50 دولة أخرى وفي عام 2020 سيصل عدد الدول التي لنا مراسلين فيها
إلى 80 دولة وسننشر بـ11 لغة وسيصل عدد العاملين بالوكالة إلى 3000 عامل في مجال الصحافة
والإعلام".
وتابع "لا نعرف كيف تنقل الوكالات الأخبار لتركيا لذلك قررنا أنه لابد
أن نقوم بأنفسنا بنقل الأخبار فهذا يليق بدولة كبيرة وبالمسلمين، ليس هناك وكالة (لدولة
مسلمة) من ضمن الوكالات العشر العالمية في العالم الإسلامي".
وأشار أوزتورك إلى أن القسم العربي في الوكالة يعمل منذ أكثر من سنة، مشيرا
إلى أن أي تصريح تصدره القيادة الفلسطينية يصل إلى الشعب التركي فوراً من خلال الوكالة.
وقال: "يجب ألا نكون محتاجين للغرب في الحصول على المعلومات، والعالم العربي
والإسلامي يمكنه الآن الحصول على المعلومات من خلال وكالة الأناضول".
ولفت، إلى أن "الأناضول" تمكنت خلال سنة من أن تكون إحدى الوكالات
العالمية العشرة وفي 2020 ستكون أحد الوكالات العالمية الخمسة وسنكون حينها قد أوفينا
بوعدنا لرئيس الوزراء أردوغان".
وقال أوزتورك: "نحن في تركيا والرأي العام التركي والحكومة التركية ننتظر
الخبر السار بإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة لننقله للعالم".
وأضاف "نرى أن القضية الفلسطينية واحدة وليس هناك فرق بين الأطراف على
الساحة الفلسطينية. لدينا مراسلين يتابعون أخبار قطاع غزة ومراسلين يتابعون أخبار الضفة
الغربية والقدس وينقلونها للعالم بشكل صريح".
وأكد على أن الأهم بالنسبة للوكالة نقل كل ما يدور على الساحة الفلسطينية بشكل
مباشر للعالم ولتركيا.
وأشار رئيس مجلس إدارة الأناضول إلى أن الوكالة نقلت أكثر من 1000 خبر مكتوب
و2000 صورة من قطاع غزة خلال الحرب الإسرائيلية عليه وتم ترجمة هذه الأخبار إلى خمسة
لغات.
وقال "جئت إلى غزة مع وفد وزراء الخارجية العرب ووزير الخارجية التركي
أحمد داود أوغلو ونقلنا بشكل مباشر أخبار غزة لحظة بلحظة".
وأوضح أوزتورك أن وكالة "الأناضول" ستكون صوت للفلسطينيين في العالم،
وقال "نريد أن ننقل أحداث الفرح من فلسطين".
وفي ختام الزيارة قدم هنية "درع الأقصى" لأوزتورك وفريق الوكالة،
وأكد على عمق العلاقة بين تركيا وفلسطين.
كما قدم أوزتورك هدية لهنية وهي عبارة عن صورة التقطتها أحد مصوري وكالة
"الأناضول" في قطاع غزة.