الأحد،
06 حزيران، 2021
أفادت
صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن الولايات المتحدة تخطط لمواجهة "تحدي
إعمار غزة من دون التواصل مع حركة حماس"، من خلال توجيه المساعدات عبر وكالة الأمم
المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ("الأونروا").
والتزمت
إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المساعدة في إعادة بناء غزة بعد الدمار الذي خلّفه
القصف الإسرائيلي على القطاع، ولكن "من دون تقديم أي دعم لحماس" التي تعتبرها
الولايات المتحدة "منظمة إرهابية".
وقالت
مديرة مكتب الـ"الأونروا" في واشنطن، إليزابيث كامبل، إن "الأمم المتحدة
ستعمل بموجب مجموعة من القواعد بشأن إعادة إعمار غزة"، بما في ذلك "إبقاء
التواصل مع حركة حماس عند أدنى حد".
وأضافت
إليزابيث كامبل لـ"وول ستريت جورنال" أن "الأمم المتحدة لديها سياسة
عدم الاتصال مع حماس"، معترفة بوجود بعض الاستثناءات لتنفيذ الخدمات الأساسية،
بما في ذلك توفير التعليم والرعاية الصحية ومساعدات الطوارئ الأخرى، ولكنها أكدت أن
مسؤولي "حماس" في القطاع "لا يتدخلون بأي شكل من الأشكال في عملياتنا".
وتأسست
الـ"الأونروا" في 1949 بعد عام من
"النكبة الفلسطينية"، وهدفها توفيرالتعليم والرعاية الصحية والإغاثة وغيرها من الخدمات للاجئين الفلسطينيين.
وتقدم
الوكالة خدماتها لقرابة 1.4 مليون لاجئ فلسطيني في غزة، وتوظف 13 ألف شخص في القطاع
أيضاً، وفق الصحيفة الأميركية. وتساعد أيضاً اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية
وسوريا ولبنان والأردن.
والثلاثاء
الماضي، دعا 17 عضواً ديمقراطياً بمجلس الشيوخ الأميركي وزير الخارجية أنتوني بلينكن
إلى الضغط على "إسرائيل" للسماح بدخول المواد اللازمة لإعادة إعمار قطاع
غزة، فضلاً عن المساعدات الإنسانية، بحسب موقع "أكسيوس" الأميركي.
وأفاد
الموقع الأميركي بأن أعضاء مجلس الشيوخ كتبوا في رسالة إلى الوزير أنه يجب على إدارة
الرئيس جو بايدن أن تصر على إعادة فتح معبرين حدوديين "حتى يتمكن العاملون المهمون
في المجال الإنساني من الدخول وإحضار الوقود ومواد البناء لمعالجة الاحتياجات المتزايدة
للسكان المدنيين".
انتقادات
وشهدت
الـ"الأونروا" انتقادات كبيرة في مايو الماضي، بعد مقابلة أجراها مديرها
في غزة ماتياس شمالي مع التلفزيون الإسرائيلي، ووصف فيها القصف الإسرائيلي على غزة
بـ"الدقيق". واحتج موظفو الـ"الأونروا" في غزة وطالبوا باستقالته،
قبل أن تعلن الوكالة استدعاءه.
ولكن
شمالي أثار أيضاً غضباً في "إسرائيل"، بعدما قال في المقابلة ذاتها إن
"على الأمم المتحدة التعامل مع حماس، نظراً لمكانتها في غزة".
وأشارت
إليزابيث كامبل إلى أن "الأونروا تبذل قصارى جهدها للبقاء على الحياد، وتوظيف
أشخاص يحافظون على حيادها"، مؤكدة أنه "بسبب تسييس البيئة التي نعمل فيها،
لن يكون لدينا عدد كافٍ من الموظفين".
ووفق
"وول ستريت جورنال"، تبلغ ميزانية الوكالة نحو 1.5 مليار دولار لعام
2021، ويتم تمويلها بالكامل، تقريباً، من المساهمات الطوعية للدول الأعضاء في الأمم
المتحدة.
وفي
عام 2017، كانت الولايات المتحدة أكبر مانح للـ"الأونروا"، إذ ساهمت بقيمة
360 مليون دولار، ولكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قام بقطع التمويل عن الوكالة
الأممية.
ومن
أجل استمرار نشاطها، اضطرت الوكالة إلى إجراء تخفيضات كبيرة في عدد الموظفين، ما أعاق
جهودها لتوفير التعليم والرعاية الصحية. والعام الماضي، كانت ألمانيا والاتحاد الأوروبي
والمملكة المتحدة أكبر ثلاثة مانحين للوكالة، وفقاً للصحيفة.
وأعلنت
إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، في أبريل الماضي، العودة إلى تمويل الـ"الأونروا"
مجدداً.