وفاة شارون...
الضابط "المتمرد والكذاب" ومرتكب الجرائم وصقر الاستيطان
الناصرة – اسعد
تلحمي: مات أريئل شارون، أحد أبرز الوجوه في تاريخ الدولة العبرية الذي تداخلت
حياته بتاريخ دولته منذ اغتصاب فلسطين وتأسيس الدولة العبرية وحتى يومه الأخير
واعياً، قبل ثماني سنوات حين غط في غيبوبة جراء جلطة دماغية لم يفق منها، لتُعلن
وفاته الرسمية أمس عن عمر 85 عاماً.
ويميّز
الإسرائيليون بين شارون العسكري المشاكس غير المنضبط العاصي على أوامر رؤسائه من
جهة ومنفذ جرائم تكاد لا تحصى بحق الفلسطينيين والعرب، وشارون الذي بدأ حياته
السياسية صقراً متطرفاً راعياً للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967
إلى أن أصبح رئيس حكومة لنحو خمس سنوات (انفصل خلالها عن حزبه "ليكود"
وأسس حزب كديما) حلّقت فيها شعبيته إلى رقم لم يعرفه أي من أسلافه، ربما باستثناء
أول رئيس للحكومة ومؤسس الدولة العبرية ديفيد بن غوريون.
وخلال حياته
العسكرية والسياسية الممتدة على أكثر من نصف قرن كان شارون "مثار جدل"
بين الإسرائيليين وفي فترات معينة "شخصية منبوذة" في العالم ولدى
غالبيتهم خصوصاً بعد إقحام إسرائيل كوزير للدفاع في حرب على لبنان عام 1982
بتضليله رئيس حكومته في حينه مناحيم بيغين ليوسع نطاق الحرب المحددة لـ40 كلم و48
ساعة حتى بيروت وليبقى الجيش محتلاً للبنان حتى عام 2000 بكلفة أكثر من ألف جندي
قتيل.
ودفع شارون ثمن
مسؤوليته عن مجزرة "صبرا وشاتيلا" بتنحيته من منصبه، ليواصل نشاطه
السياسي من خلال مواقف يمينية متطرفة وصفها البعض بالشيطانية انعكست في عدائه
المتواصل للفلسطينيين والعرب عموماً واهتمامه بتوسيع الاستيطان حتى من دون استئذان
الحكومة فعُرف "أبو الاستيطان".
وخلال السنوات
اللاحقة أعطى شارون الأوامر لمرؤوسيه بتنفيذ عمليات عسكرية من دون أن يتلقى الضوء
الأخضر لها من رؤسائه فعُرف بالمتمرد و "الكذاب"، خصوصاً بعد أن ورّط
جنوده في عمليات فاشلة حاول نفيها.
وكان شارون
المشارك الأبرز في إقامة أول مستوطنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1974،
"ألون موريه" ليطلق يده في بناء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية
وقطاع غزة خصوصاً بعد تعيينه وزيراً للزراعة والاستيطان.
الحياة، لندن،
12/1/2014