450 عائلة في الأغوار تتمسك
بالأرض رغم الاحتلال والأجواء القاسية

طوباس - المركز الفلسطيني للإعلام
خيام من شعر وصفائح حديدية.. هي وحدها تؤوي 450 عائلة في
منطقة وادي المالح والمضارب البدوية في الأغوار الشمالية بشمال الضفة الغربية المحتلة،
وهي وحدها من تحتضن معاناتهم وظروف حياتهم القاسية، والتي توحي بمشهد الحياة البدوية
قبل عشرات السنين.
فإلى الشرق من مدينة طوباس شمال الضفة، يواجه أهالي تلك المناطق
أخطارا مضاعفة، حيث خطر التدريبات العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال، إضافة لخطر
السيول والرياح العاتية التي تقتلع الخيام من أماكنها.
وتضاعفت تلك الأخطار مع المنخفضات الجوية والأمطار والرياح
الشديدة التي تشهدها الأراضي المحتلة، لا سيما منطقة الأغوار، حيث تتشكل السيول تهديدًا
بجرف الخيم والحظائر التي يربي فيها السكان حيواناتهم.
رئيس مجلس قروي وادي المالح والمضارب البدوية عارف ضراغمة
وجه نداء عاجلا لكافة المسئولين والجهات المعنية لإنقاذ 450 عائلة تسكن في خيم مترهلة
في تلك المنطقة، وقال: "الناس هنا بحاجة لمن يدعم صمودهم ويساندهم ويقدم لهم أبسط
مقومات الحياة التي تمكنهم من الاستمرار في ظل الأجواء الجوية القاسية، إضافة لممارسات
الاحتلال ضدهم".
وقال ضراغمة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": قبل
أيام وجه جيش الاحتلال إنذارات خطية لسكان المضارب البدوية ووادي المالح بضرورة إخلاء
خيامهم لإجراء تدريبات عسكرية في المنطقة، على الرغم من أنها منطقة سكنية تعيش فيها
مئات العائلات، فهم يتركون المناطق القريبة من المستوطنات ويأتون للأماكن السكنية حيث
يعيش الفلسطينيون".
وأضاف: "الأهالي هنا متمسكون بأرضهم ولن يرحلوا، وعلى
الرغم من قسوة الظروف خاصة في فصل الشتاء، إلا أنهم مصرون على البقاء والصمود، فهذه
أرضهم وأرض أجدادهم".
ولفت ضراغمة النظر للخطر الذي يلحق بالأهالي نتيجة التدريبات
العسكرية في مناطق سكنهم، حيث يترك جيش الاحتلال مخلفات من قنابل وقذائف لم تنفجر بين
منازل المواطنين وحولها، مما يعرض حياتهم وحياة أطفالهم ومواشيهم للخطر.
وتابع: "عدا عن الخطر الذي يخلفه الاحتلال، الناس هنا
الآن وفي هذه الأجواء الجوية الماطرة والعاصفة في وضع مأساوي بكل ما تحمله الكلمة من
معنى، فهم يعيشون بخيام من شعر وبلاستيك ونايلون، وهذه لن تحميهم من العواصف والسيول".
وتشهد الضفة المحتلة منخفضًا جويًا عميقًا يُعد الأشد منذ
سنوات، حيث خلف الكثير من الخسائر المادية لا سيما في منطقة الأغوار.
وفي هذا السياق قال ضراغمة: "نحن نتواصل مع بلدية طوباس
للعمل على التخفيف عن أهالي وادي المالح والمضارب، لا سيما وأن عددا من الطرق المؤدية
لها قد أغلقت بسبب تشكل السيول.
وتعد منطقة الأغوار الشمالية هدفا للاحتلال ومحط أنظاره كونها
منطقة زراعية وغنية بالثروة الحيوانية والمائية، حيث تعد سلة فلسطين الغذائية.