القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

فلسطينيو سورية

أزمة النزوح في إدلب تلقي بظلالها سلبا على الطلاب الفلسطينيين


الإثنين، 24 شباط، 2020

تلقي أزمة نزوح اللاجئين الفلسطينيين بالشمال السوري، بظلالها سلبا على المستقبل التعليمي لمئات الطلبة، الأمر الذي يبدد طموحاتهم وآمالهم بغد مشرق.

يقول مسؤول ملف الطلاب في هيئة فلسطينيي سورية، بلال مقدسي، لـ"قدس برس" إن: "نزوح عائلات فلسطينية من مدينة إدلب وريفها الجنوبي تسبب بانقطاع عددا من الطلبة عن الدراسة، ما يهدد ضياع سنة دراسة كاملة عنهم".

ويقدر عدد الطلاب الفلسطينيين في كامل مناطق الشمال السوري بنحو 3000 طالب من مختلف المراحل التعليمية، يحاولون التغلب على انعكاسات موجات النزوح إلى الحدود.

ويروي الطالبان الفلسطينيان "أمجد" و"ياسر" من سكان قرية عقربات الحدودية، ويدرسان في معهد "إرادتي" في بلدة أطمة، والتي تقع في الزاوية الشمالية الغربية للحدود الإدارية لإدلب على الحدود مع تركيا، تفاصيل يوميهم الدراسي.

يقول "أمجد" لـ"قدس برس" نتشارك مع زملائنا السوريين من أهل القرية أو النازحين إليها أجرة "ميكرو باص" ذهابا وإيابا، لعدم وجود وسائط نقل داخلي في مناطقنا، ويكلفنا ذلك 11 دولارا للطالب شهريا.

وأردف: "مع موجة النزوح الكبيرة من مناطق جنوب إدلب باتجاه الحدود، شكلت مركبات النازحين أرتالا طويلة على الطريق من قرية عقربات إلى بلدة أطمة، حيث نخضع في الوقت الحالي للاختبارات النصفية للصف الثالث الثانوي العلمي".

ووصف "أمجد" الطريق إلى المعهد، قائلا: "كان الطريق عند قدومنا للمنطقة جميلا تمتد أشجار الزيتون على جانبيه، وكان ممهدا بشكل جيد، ولكن مع توالي موجات النزوح تقلصت المساحات الخضراء، لتحل محلها الخيام وبيوت الصفيح والمحال الصغيرة، وشيئا فشيئا بدأت البنية التحتية للطريق بالتردي بسبب الحفريات العشوائية، وعدم وجود شبكة صرف صحي نظامية، ما أدى إلى تهالك الطريق وانتشار الحفر والمطبات الكبيرة".

وأضاف: "كل هذه الأمور جعلت التنقل بين القريتين معاناة بحد ذاتها خاصة مع تزايد عدد النازحين".

وأشار إلى الاختناقات المرورية، نتيجة الأعداد الكبيرة لسيارات النازحين على الطريق والتي تسببت في تأخر الطلبة عن موعد الامتحان أكثر من مرة، منوها إلى أنه وزملاؤه بدأوا يفكرون بحلول أخرى للوصول إلى المعهد في الوقت المحدد، خاصة بعد اضطرارهم غير مرة للعودة مشيا على الأقدام مسيرة ساعة كاملة نتيجة توقف سير المركبات على الطريق الضيق والمزدحم في الوقت الذي تستغرقه السيارة من عقربات إلى أطمة 10 دقائق في الحالات الطبيعية.

بدوره، قال "ياسر" لحسن الحظ أننا نمتلك دراجة نارية، والتي يمكنها المناورة في الزحام بشكل أفضل من السيارة.

ويستقل كل دراجة ثلاثة طلاب، مشيرا إلى أن ذلك لا يخلو من مخاطر بسبب عصبية بعض السائقين نتيجة الزحام والحفر التي تعطب الدراجة ومياه الصرف الصحي المفتوحة على الطريق عند المخيمات، ناهيك عن حالة الطقس والمطر الذي يزيد الطين بللا.

واستدرك: "إلا أن كل هذه السلبيات تبقى أفضل من أن يستغرق طريق العودة من المعهد قرابة الأربع ساعات في مثل هذه الظروف حيث تنشط حركة النزوح أكثر من الصباح".