القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 24 كانون الثاني 2025

فلسطينيو سورية

أهالي مخيم "اليرموك" .. معاناة مستمرة من اللجوء إلى النزوح

أهالي مخيم "اليرموك" .. معاناة مستمرة من اللجوء إلى النزوح

الإثنين، 27 حزيران، 2016

تتجدّد فصول معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سورية مع تفاقم حدّة الأزمة التي اندلعت في البلاد قبل قرابة خمسة سنوات ونصف، في ظل عدم استجابة أي من الأطراف المتنازعة لدعوات تحييد الفلسطينيين عن الصراع الذي فاقم من تدهور الأوضاع الإنسانية في مخيماتهم المنتشرة داخل الأراضي السورية، والبالغ عددها 12 مخيماً.

وتزداد ظروف اللاجئين صعوبة وقساوة بفعل القصف وسياسات الحصار والتجويع الممارسة بحقهم بشكل ممنهج، لا سيما في مخيم "اليرموك" الذي أُنشئ عام 1956 في الضواحي الجنوبية للعاصمة دمشق، والذي شهدت زواياه على ولادة قصص ومآسٍ ازدادت بشاعتها مع فرض النظام السوري لحصار مطبق عليه عام 2013، وتوالي الجماعات المسلحة عليه إلى حين وقوعه تحت سيطرة "تنظيم الدولة الإسلامية".

ما عاينه اللاجئون في مخيم "اليرموك" من حصار وتجويع دفع بمن استطاع الفرار منهم خارج المخيم، إلى مواصلة رحلة اللجوء بحثاً عن الأمن والأمان في بقعة جغرافية أقل بشاعة.

تروي اللاجئة الفلسطينية "أم حسن" قصتها؛ فبعد أن أجبرت وعائلتها على النزوح عن مخيم "اليرموك" خوفاً على حياتهم، قصدت بلدة "يلدا" القريبة منه، وبات همها الأوحد البحث عن أي شيء تعيل به عائلتها المكونة من زوجها المقعد وأطفالها السبعة.

تقول الخمسينية الفلسطينية "أعباء العائلة كثيرة وقد زادت همومنا؛ فالغلاء وارتفاع الأسعار يحول دون مقدرتنا على توفير قوت يومنا في الكثير من الأحيان، كما أن المساعدات التي نتلقاها من الأونروا لا تكفينا ولا ترقى لحل أزماتنا، ونحن لم نعد نقوَ حتى على مساعدة أنفسنا".

وتضيف "بعد جهد جهيد استطعت توفير مسكن يأوي عائلتي، وبتنا نستعيض عن التيار الكهربائي ببطارية متهالكة للإنارة، كما نضطر إلى قصد أماكن توفر المياه ونقلها إلى المنزل؛ فالمسكن غير مدعوم بخدمات الكهرباء والمياه".

وتتابع اللاجئة الفلسطينية "نحن مدنيون لا دخل لنا بالنظام السوري ولا بالفصائل المسلحة، ونتمنى العيش بشكل طبيعي كما هو حال شعوب العالم، كل ما نطمح به هو الشعور بالأمن والأمان والحصول على حياة أفضل".

من جانبه، قال الإعلامي أحمد عوض "إن سبب نزوح عشرات اللاجئين الفلسطينيين عن المخيم رغم صمودهم الطويل فيه، يعود إلى دخول "تنظيم الدولة" للمخيم وضرب مقومات صمودهم بقتل الناشطين الإنسانيين، ومنع دخول المساعدات الانسانية إليه، وذلك بالتنسيق مع النظام السوري بهدف افراغ المخيم من قاطنيه"، وفق قوله.

واعتبر عوض وهو مدير مركز "فجر برس" الإخباري (أحد المواقع الإخبارية المتابعة لمخيم اليرموك)، أن ما يجري في مخيمات اللجوء في سوريا عي بمثابة "محاولة لإنهاء الوجود الفلسطيني في سوريا وتدمير المخيمات".

وأشار إلى أن مخيم "خان الشيخ" الواقع في منطقة الغوطة الغربية، يتعرّض لقصف عنيف وبشكل يومي من النظام، ما أدّى إلى ارتقاء العديد من الشهداء الفلسطينيين، كما أن نسبة الدمار في مخيم درعا تجاوزت 75 في المائة من منازله.

وفي السياق ذاته، وصف ناشط طبي من مخيم "اليرموك" الأوضاع فيه بـ "المأساوية".

وأوضح الناشط (م.ع) الذي رفض الكشف عن هويته، أن مخيم "اليرموك" يحتوي على مركزين طبيّين فقط يعالج فيهما المدنيين، وهما مشفى "فلسطين" ويتبع لمنطقة نفود "تنظيم الدولة"، والمركز الطبي في شارع حيفا ويتبع لـ "جبهة النصرة".

وأوضح أن هذين المركزين يعانيان أصلاً من نقص الكادر والمعدات خاصة بعد دخول "تنظيم الدولة"، وتسبّبه في خروج غالبية النشطاء الطبيين خارج المنطقة وخارج سوريا.

من جهته، أكد مدير مركز طبي في جنوب العاصمة دمشق، أن الأوضاع في مخيم "اليرموك" صعبة للغاية وتستوجب تحركاً عاجلاً، في ظل نقص حاد للمستلزمات الطبية، حتى الأساسية منها كوسائل التعقيم والخيوط والأدوات المستحدمة في العمليات الجراحية، في ظل الحصار المطبق على المخيم والذي تمنع حواجز النظام من خلالها إدخال أي مواد طبية إلى داخل المخيم.

وقال الدكتور المسؤول عن المركز والمكنى بـ "أبو عمر"، "لا زلنا بحاجة كبيرة للكادر الطبي المؤهل والمدرب؛ فالمنطقة للآن تفتقر إلى أطباء باختصاصات عدة كالنسائية والعظمية، وتأتينا حالات بحاجة ماسة إلى طبيب عينية مختص، والوعود المقدمة لنا مستمرة ولكن للآن دون أي نتيجة".

وأوضح أن الكادر التمريضي الموجود حالياً، غالبتيه غير حاصل على الشهادة التي تؤهله لممارسة العمل الطبي، منوهاً إلى أن معظم الكوادر الطبية في جنوب دمشق خضع أفرادها لدورات تدريبة في مجال التمريض واكتسبوا الخبرة خلال فترة الأزمة.

يشار أن العديد من النشطاء الفلسطينيين في مخيم اليرموك تعرضوا للاغتيال والملاحقة والاعتقال في سجون النظام، من بينهم المدرب الدولي في "الصليب الأحمر" يحيى حوراني الذي اغتاله "تنظيم الدولة"، والطبيب أحمد الحسن الذي استشهد في قصف لقوات النظام لمشفى "فلسطين"، ولا يزال مصير الطبيب هايل حميد مجهولاً في سجون النظام السوري.

كما استشهد ما يقارب 200 لاجئ من سكان المخيم نتيجة الجوع ونقص الرعاية الطبية بسبب الحصار التي تفرضه قوات النظام السورية للعام الرابع على التوالي.

المصدر: قدس برس