استمرار عمليات إدخال المساعدات إلى مخيم اليرموك..
وإخراج 3400 حالة مرضية
أكد المشرف على حملة إغاثة الشعب الفلسطيني في مخيم
اليرموك أبو كفاح غازي, يوم الاثنين, ان "عمليات إدخال المساعدات الغذائية
إلى مخيم اليرموك مستمرة", مشيرا إلى أنه "تم إخراج 3400 حالة مرضية من
المخيم".
وأوضح غازي لوكالة (سانا) الرسمية أنه "تم لغاية
اليوم توزيع أكثر من 7700 سلة غذائية وإخراج اكثر من 3400 حالة مرضية مع مرافقيهم
وطلاب لمتابعة تحصيلهم العلمي في الجامعات السورية وتقديم الخدمات الطبية
والإسعافات الأولية وإرسال الحالات الحرجة إلى المستشفيات في دمشق".
ويأتي ذلك تنفيذا للمبادرة السلمية الشعبية لحل أزمة
المخيم وتحييده من الصراع القائم في سوريا, حيث تم مؤخراً الاعلان عن الوصول إلى
اتفاق هدنة في مخيم اليرموك، ينص على انسحاب مسلحين غير فلسطينيين إلى خارج
المخيم، على أن تدير فصائل فلسطينية المخيم، في حين يسمح بدخول المواد الغذائية
والطبية إلى الداخل، وخروج الحالات المرضية.
وكشف المشرف على حملة الإغاثة عن "قيام المسلحين في
المخيم بالمماطلة في تنفيذ بنود المبادرة التي اتفق عليها" داعيا الموقعين
على "المبادرة الى الإسراع بتنفيذها للتخفيف من معاناة ابناء المخيم في
الداخل والخارج وإخلائه من السلاح والمسلحين لكي يعود الامن والأمان والحياة
الطبيعية اليه كما كان في سابق عهده.
وقال وزير الخارجية وليد المعلم, يوم الأحد, أن الصعوبات
والتحديات التي تواجهها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في
سوريا هي نتيجة الممارسات التي يقوم بها مقاتلو المعارضة في مناطق تواجد اللاجئين
الفلسطينيين, مؤكدا حرص الحكومة السورية على استمرار استضافة هؤلاء اللاجئين لحين
حصولهم على حق العودة إلى وطنهم وأرضهم في فلسطين, مشددا على ضرورة تحييد اللاجئين الفلسطينيين
عما يجري في سورية.
بدوره, أكد مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير
الفلسطينية في دمشق السفير أنور عبد الهادي أنه "تم صباح اليوم استئناف توزيع
المساعدات الغذائية إلى مستحقيها داخل مخيم اليرموك وإجلاء الحالات الإنسانية
منه" مبينا أن "لا حل لأزمة المخيم إلا بتنفيذ المبادرة وعودة الأهالي
إلى منازلهم".
ونوه عبد الهادي "بالتسهيلات التي قدمتها الحكومة
السورية لإغاثة الشعب الفلسطيني وإدخال المواد الغذائية إلى داخل مخيم اليرموك
بالتعاون مع الجميع", مشيرا الى ان "الحكومة السورية لم تبخل يوما بالتخفيف
من معاناة اللاجئين الفلسطينيين وخاصة الموجودين في المخيم".
من جهته, قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة
وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليبو غراندي "جئنا اليوم
حتى نرى التعاون لإدخال المساعدات الى مخيم اليرموك وما شاهدناه إيجابي ونأمل بأن
يكون المخيم خاليا من السلاح والمسلحين ليتم إدخال المزيد من المساعدات لكل الناس
وإعادة تأهيل المشافي والمدارس والعيادات".
وتفيد تقارير أن الوضع الإنساني في المخيم متدهور، حيث
سجل عشرات حالات الموت جوعا، في حين يعاني الكثير من المدنيين المحاصرين من حالة
جفاف وسوء تغذية، ما يهدد حياتهم، لافتة إلى الحاجة الماسة لدخول مساعدات إنسانية
فورية وبشكل منتظم، وخاصة أن ألاف المحاصرين يعتمدون في غذائهم على المساعدات بشكل
كامل.
واضاف غراندي " نحن بدأنا إرسال المساعدات في 17
كانون الثاني الماضي ونود تقديم المساعدات الطبية والغذائية" منوها
"بمواقف الحكومة السورية تجاه استمرار إدخال المساعدات إلى المخيم".
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة
مارتن نسيركي, في شباط الجاري, أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين "أونروا" تمكنت منذ
18 كانون الثاني الماضي وحتى الآن من توزيع أكثر من 6 آلاف و500 طرد غذائي على
المدنيين داخل المخيم, مضيفا ان "أونروا" أعربت عن أملها في أن تؤدي
التطورات الإيجابية في اليرموك إلى خلق زخم للحوار السلمي بين جميع الأطراف بحيث
يؤدي في النهاية إلى وصول المساعدات الإنسانية لجميع المدنيين في سوريا.
وقامت عدة وفود فلسطينية رسمية بزيارة سوريا، لمتابعة
أوضاع المخيمات وإجراء مباحثات حولها دون جدوى، فيما دعت فصائل فلسطينية من دمشق
إلى تحييد المخيمات الفلسطينية ولاسيما مخيم اليرموك عن الأزمة التي تشهدها سوريا
حاليا، كما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، جميع الأطراف إلى تسهيل دخول المواد
التموينية إلى المخيم.
ويبلغ عدد الفلسطينيين في سوريا 620 ألف فلسطيني، موزعين
على حوالي 10 مخيمات, تعرض عدد منها في دمشق ودرعا واللاذقية لقصف وعمليات عسكرية,
في ظل الصراع الدائر في البلاد.
ويأتي ذلك بعد موافقة مجلس الأمن الدولي، السبت ، على
مشروع قرار بإجماع الأعضاء بشأن الوضع الإنساني في سوريا، يقضي بتسهيل وصول
المساعدات الإنسانية إلى كافة أراضي البلاد, بعد أن تخلّت روسيا والصين عن حق
استخدام "الفيتو"، مقابل التخلي عن بند العقوبات في حال عدم التزام دمشق
بالقرار, حيث لقي القرار ترحيبا دوليا ففي حين دعت بريطانيا وأميركا وفرنسا دمشق
للالتزام بما يتطلبه القرار، أعربت روسيا عن ثقتها ان الحكومة السورية ستطبق
القرار بشكل كامل, داعية مجلس الأمن البدء بمناقشة قرار ضد الإرهاب في سوريا.
سيريانيوز