الثلاثاء، 16
آذار، 2021
وصل عدد اللاجئين
الفلسطينيين الذين ينتمون إلى الفئات "الأشد عرضة للمخاطر” في سورية، إلى 135 ألف لاجئ،
وفقا للتقديرات الصادرة عن "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” (الأونروا)، أمس،
الإثنين.
ووفقا لـ”مجموعة
العمل من أجل فلسطينيي سورية”، فإن الفئات المعرضة للخطر في سورية هي الأسر التي تعولها
امرأة واحدة أو شخص كبير السن، أو الأشخاص ذوو الإعاقة، أو الأيتام والقصّر ممن لا
يوجد معهم مرافقون.
وقالت الوكالة
في بيان صدر عنها اليوم، إنه "بعد عشر سنوات من بدء التظاهرات في سورية، نزح أكثر من
نصف لاجئي فلسطين في البلاد مرة واحدة على الأقل بسبب النزاع الوحشي الذي أعقب ذلك،
بمن في ذلك 120 ألف منهم بحثوا عن الأمان في البلدان المجاورة، وخاصة لبنان والأردن
وخارجها”.
ولفتت الوكالة
إلى أن "الفلسطينيين شكل في ما مضى مجتمعا حيويا ضم أكثر من 550 ألف شخص، كانوا قد
جاءوا إلى سورية في موجتين رئيسيتين في عامي 1948 و1967 واستقروا في 12 مخيّما في جميع
أنحاء البلاد”.
وتابع البيان أن
"مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وهو أشهر هذه المخيمات، اكتسب اسم ‘عاصمة لاجئي
فلسطين في الشتات‘”. وأشارت الوكالة إلى أنها تنشط في سورية منذ عام 1950.
وأضافت أنه "منذ
بدء النزاع المسلح في عام 2011، كثفت أونروا عملياتها لضمان تلبية احتياجات لاجئي فلسطين
في البلاد. وتعد الوكالة المزود الرئيس للمساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية لما
مجموعه 438 ألف لاجئ من فلسطين ما زالوا داخل سورية – يعيش 91% منهم في فقر مدقع –
وكانوا من بين أكثر المتضررين من النزاع”.
ونقل البيان عن
المفوض العام لأونروا، فيليب لازاريني، قوله إنه "حين تكون لاجئا من فلسطين، فأنت مولود
أصلا بعلامة تقول أنك ‘نازح‘”، وأضاف: "إذا كنت لاجئا من فلسطين في سورية، فأنت على
أقل تقدير نازح بشكل مضاعف وتعيش على الأرجح في ضائقة شديدة”.
وأوضح البيان أن
"أونروا تعد شريان الحياة لما يقارب 420 ألف من لاجئي فلسطين الأكثر ضعفا في سورية،
حيث شكل النزاع والنزوح والمعاناة أزمة مركبة متعددة الطبقات، زادت من صعوبتها جائحة
كورونا في سورية وفي البلاد المجاورة. وغالبا ما تكون معونات الوكالة النقدية والغذائية
هي الدعم الثابت الوحيد الذي يحصلون عليه”.
وأشار البيان إلى
أنه "في الأردن ولبنان المجاورتين، يتلقى ما مجموعه 45 ألف لاجئ فلسطيني من سورية خدمات
صحية وتعليمية واجتماعية ومعونات نقدية من الأونروا للمساعدة في تغطية احتياجاتهم الأساسية.
إلا أن قدرة الوكالة على الاستجابة لاحتياجات لاجئي فلسطين القادمين من سورية قد تأثرت
بشكل كبير بأزمة التمويل التي عصفت بالأونروا في السنوات القليلة الماضية وحدت من فاعليتها”.
وأوضح البيان أنه
"تعذر الوصول إلى العديد من منشآت الأونروا داخل سورية، مثل المدارس والمراكز الصحية،
مع تعرض كثير منها لأضرار جسيمة منذ بداية الصراع، حيث خسرت الوكالة أربعين في المئة
من الصفوف الدراسية في مدارس الأونروا فيما بات نحو 25 في المئة من المراكز الصحية
التابعة للوكالة غير صالح للاستخدام حاليا بسبب النزاع. كما فقدت الأونروا في سورية
19 موظفا خلال الصراع المستمر منذ 10 سنوات”.
وقال لازاريني:
"لا تزال صور الدمار المخيفة في مخيم اليرموك ترافقني، حتى بعد بضعة شهور من زيارتي
لسورية”، وأضاف "كان مشهد الأطفال بزيهم المدرسي الوردي والأزرق وهم يخرجون من بين
الأنقاض لركوب حافلة مدرسية مشهدا سرياليا”.
وذكر البيان أن
أونروا تسعى إلى إعادة تأهيل بعض منشآتها في سورية لتكون قادرة على تقديم الخدمات في
المناطق التي يعود إليها لاجئو فلسطين. وهي تسعى بشكل أساسي إلى إعادة تأهيل مبنى في
مخيم اليرموك لاستخدامه كمركز متعدد الأغراض بعد عودة حوالي 500 عائلة من لاجئي فلسطين
إلى المخيم.
وأضاف المفوض العام
للأونروا: "حيثما يتمكن لاجئو فلسطين من العودة بأمان، ستبذل الأونروا كل ما في وسعها
لمنحهم إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية”.