الفلسطينيون العالقون على الحدود
اللبنانية السورية يستصرخون الضمير الانساني
إنهم فتية أحبوا الحياة فانطلقوا
يطلبوبنها يوم أصبح الموت إليهم أقرب، وظنوا أنهم سيكونون بمأمن عما واجهه ويواجهه
أقرانهم في مخيمات سورية .
لقد خططوا وحلموا بغدٍ جميل استفاقوا
منه على وقع السباب والشتائم عندما خدعوا مرتين، مرةً يوم دفعوا الغالي والثمين
لتأمين ثمن تذاكر السفر إلى ليبيا فكانت التأشيرات مزورة، ومرةً يوم وضِعوا في حافلات
خاصة نقلتهم من المطار إلى جهة يستوفون فيها بعض الاجراءات ليجدوا أنفسهم في
المنطقة المحايدة بين الحدود السورية اللبنانية.
أدهم الموعد والشقيقان مصطفى وأسعد اليتيم
لاجئون فلسطينيون من سورية إلى لبنان أبعدتهم السلطات اللبنانية قسرياً بتاريخ 3/
أيار – مايو 2014 ضمن مجموعة مكونة من (49) لاجئاً فلسطينياً سورياً وسورياً ألقي
القبض عليهم في مطار رفيق الحريري ببيروت أثناء توجههم إلى إحدى الدول العربية حيث
كانت سماة الدخول التي بحوزتهم مزورة – حسب البيان الصادر عن الأمن العام اللبناني
.
لقد خال للشباب اللاجئين أن لن تطول
إقامتهم ولن يُتركوا في تلك الأرض كثيراً، وأن أخوة الدم والعروبة لن يتخلوا عنهم،
إلا أن ذلك الخاطر كان ضرباً من الخيال، فلقد مضى عليهم شهراً كاملاً لم يستطيعوا
فيه التقدم خطوة باتجاه الدولة التي قامت بترحيلهم، في ظل تخلٍ واضح من القريب
والغريب، فلم تتمكن المؤسسات الدولية أو الإغاثية من تقديم العون أو الإغاثة أو
الحماية .
ناشد اللاجئون الثلاثة عبر الرسائل
الصوتية وباللغتين العربية والإنكليزية وسائل الإعلام والمنظمات الدولية الحقوقية
والإنسانية وكذلك منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل المنبثقة عنها وجامعة الدول
العربية و السفارات العربية والغربية، فتلقوا وعوداً لم ترق الى مستوى التطبيق أو
التنفيذ بادخالهم إلى لبنان .
لقد استجابت الأونروا فأرسلت شخصاً
ما فتئ أن غاب بدون أي إنجاز على أمل أن يتابع الملف شخصاً آخراً ظل في علم الغيب،
أما منظمة الصليب الأحمر الدولي برغم ما تتمتع به من صفة دولية فلم تستطع تقديم
العون أو الحماية لهم بحجة وجودهم بمنطقة خارج نطاق عملها شأنها في ذلك شأن بقية
المؤسسات !!!!!
أما السفارة الفلسطينية فقد أعلنت
على لسان مندوبها إلى هناك عدم علمها بقضية العالقين على الحدود وسارعت بتقديم
إعانة مادية خجولة على أن يتبع ذلك حراكاً عاجلاً لإدخالهم إلى لبنان كموعد أقصاه
الثلاثاء 3/ حزيران – يونيو إلا أنه عند السؤال عن النتائج قيل أن المعاملة تسير
أصولاً .
يشار أن تفاعلا شعبياً مع قضية
اللاجئين على الحدود عبر وسائل التواصل الاجتماعي على شكل حملات تضامنية وكذلك
نداءات بعض المؤسسات المعنية بحقوق الانسان، الا أنها حتى اللحظة لم تحرك ساكناً
أو ضميراً أو تؤثر في آخذي قرار الترحيل لمراجعة ما اقترفته أيديهم بحق أبناء
جلدتهم .
إن قرار اللاجئين الثلاثة بعدم
العودة الى سورية، له ما يبرره حسب تصريحاتهم، فمازالت حالة الحرب هي السائدة في
مناطق إقامتهم الطبيعية في سورية ما يجعل حياتهم مهددة ومعرضين للاختفاء القسري أو
التعذيب من طرفي النزاع، كما إن في قرار الإعادة الذي اتخذته الحكومة اللبنانية
بحقهم مخالفة واضحة للمادة الثالثة من اتفاقية مناهضة التعذيب التي تعتبر لبنان
طرفاً فيها والناصة على عدم جواز إعادة أو رد أي شخص تكون حياته مهددة
بالخطر" لا يجوز لأية دولة طرف أن تطرد أي شخص أو أن تعيده ("أن
ترده") أو أن تسلمه إلى دولة أخرى، إذا توافرت لديها أسباب حقيقية تدعو إلى
الاعتقاد بأنه سيكون في خطر التعرض للتعذيب.
المصدر: مجموعة العمل من أجل
فلسطينيي سورية