القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 11 كانون الثاني 2025

فلسطينيو سورية

الفلسطينيون في دمشق.. حصار بمخيم "الموت البطيء"

الفلسطينيون في دمشق.. حصار بمخيم "الموت البطيء"

بيروت – وكالات

المئات من الفلسطينيين ينتظرون تلقي المساعدات الغذائية في مخيم اليرموك المحاصر جنوب دمشق المئات من الفلسطينيين ينتظرون تلقي المساعدات الغذائية في مخيم اليرموك المحاصر جنوب دمشق.

يبحث اللاجئون الفلسطينيون في مخيم اليرموك بدمشق، عما يسد الرمق في حاويات القمامة، في حين ينتظر العجائز المسنون في الشوارع مستسلمين أن يودعوا هذا العالم.. إنه الموت البطيء في مخيم اللاجئين الفلسطينيين الضخم الواقع جنوب دمشق والمحاصر منذ أشهر من الجيش السوري.

مخيم الرعب

وفي مخيم الرعب، هذا الذي نشرت وكالة تابعة للأمم المتحدة صورا صادمة له هذا الأسبوع، تظهر آلاف السكان بوجوه هزيلة ينتظرون توزيع مساعدة، قال الناشط رامي السيد، "نحن نعيش في سجن كبير".

وأضاف الناشط، في اتصال معه عبر الإنترنت، "لكن على الأقل في السجن هناك الغذاء، هنا لاشيء، نحن نموت على نار هادئة".

وتابع، "أحيانا تكون من حولي مجموعات من الأطفال ويتوسلون لي قائلين (بالله عليك نريد أن نأكل أعطنا طعاما) وطبعا ليس لدي ما أوفره لهم".

وبعد أشهر من المعارك المحتدمة بين مقاتلي المعارضة السورية، والقوات النظامية، ومن القصف، لم يعد يقيم في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين سوى 40 الف شخص بينهم 18 الف لاجيء فلسطيني.

وكان يضم قبل الثورة السورية 150 ألف لأجئ فلسطيني.

ويقول الناشط رامي، "نأكل الإعشاب ونعد منها أحيانا حساء لكن طعمها مر، حتى الحيوانات لن ترغب في احتسائها (...) وإذا قصدنا حقلا لجمع إعشاب يطلق قناص علينا النار".

ويضيف الناشط الشاب، "الأمر مأساوي فعلا، في الشوارع ترى الناس وقد هزلت أجسادهم ووجوههم خالية من الحياة، ويمكن قراءة الحزن في كل مكان".

وحتى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التي توزع منذ يناير الغذاء بشكل متقطع على السكان المحاصرين، تبدو غير قادرة على مواجهة هذا الوضع الإنساني.

وجوه هزيلة

وقالت الأونروا في بيان، "تنتظر صفوف من الوجوه الهزيلة (...) وسط مجاعة أطفال، رزم مساعدات.

وجه امرأة يعتصرها الألم بعد فقدان طفلها، ودموع فرح والد يجتمع بابنته التي فقدها لفترة طويلة، هذه نماذج لحالات إنسانية (...) أضحت الشأن اليومي للأونروا".

وقالت الوكالة، أنها وزعت منذ يناير نحو 7500 رزمة غذاء للسكان المحاصرين في مخيم اللاجئين باليرموك، "ما يمثل قطرة في محيط"، حيث لا تكفي رزمة المساعدة أسرة من 5 أفراد إلا لـ 10 أيام.

ويقول الناشط رامي، "أمس (الأربعاء) تلقى 10% فقط من السكان المساعدة".

ويؤكد علي زويه الفلسطيني، أن "هذه المساعدة لا تكفي إلا لبضعة أيام".

وأصبح قسم كبير من مخيم اللاجئين الفلسطينيين، ركاما بعد المعارك بين مسلحي المعارضة السورية والقوات الحكومية.

وانسحب مسلحو المعارضة في الآونة الأخيرة بموجب اتفاق مع الفصائل الفلسطينية في المخيم.

وقضى أكثر من 100 شخص بسبب نقص الغذاء منذ أكتوبر 2013، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ظهور أشباح

وتحدث فيليبو جراندي، مدير الأونروا لدى زيارته الثلاثاء مخيم اليرموك عن ظروف الحياة "الصادمة" التي كان شاهدا عليها، واصفا رؤيته لسكان المخيم بما يشبه "ظهور أشباح".

ويذكر ياس، سكان مخيم اليرموك بوضع سكان أحياء محاصرة في حمص حيث استخدم النظام السوري الأسلوب ذاته لإخضاع مسلحي المعارضة.

وعلاوة على نقص الغذاء هناك نقص في العلاج.

ويقول الناشط رامي، "في المستشفيات هناك جرحى لا يمكن علاجهم لأنه لا يوجد أطباء ولا أدوية".

ويضيف الفلسطيني علي، "رأيت شابا جريحا أصيب بشظايا في الساق، لا يمكن أن يتحسن حاله إلا إذا غادر المخيم".

ويؤكد الناشط رامي أن سكان المخيم "منهكون تماما".

ويقول على لسانهم "إما اتركونا نخرج أو اقتلونا".