الثلاثاء، 20 أيلول، 2022
خطر جديد بدأ يتسلّل إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري، بعد تحذير صدر عن منظمة "كير" الدولية للإغاثة الإنسانية العاملة في سوريا من خطر تفشي وباء الكوليرا شمال البلاد.
مديرة المنظمة جوليان فيلدفيك نبهت إلى أن انتشار الوباء خطير؛ لكون 70% من سكان مناطق الشمال السوري، يعتمدون على مصادر مياه غير آمنة، ما يولّد خطراً مرتفعاً لـ"الانتشار السريع والواسع للمرض".
وقالتفيلدفيك في بيان صحفي:إنّ الأوضاع الاقتصادية والتحديات المعقدة التي يعاني منها سكّان مناطق شمال سوريا، ستعرض الملايين لخطر الإصابة وتزيد من ضَعف السكان.
ولفتت إلى أنّ الإصابة قد تكون قاتلة بسرعة في حال لم تتم الاستجابة السريعة للعلاج.
تخوفات في مخيمات الفلسطينيين
هذه التحذيرات أثارت خوف المئات من العوائل الفلسطينية التي تسكن مناطق متفرقة في الشمال السوري، لا سيما مخيمي دير بلوط والمحمدية للمهجرين، والتي يسكنهما مئات الفلسطنيين.
اللاجئ محمد غوراني من مخيم دير بلوط، قالأن المخاوف من انتشار الوباء حقيقية لاسيما في سياق واقع مائي وصحي معدم.
ويؤكد أن المياه تصل المخيم عبر صهاريج ضخمة، ولا يمكن التأكد من صلاحيتها، ونظافتها، وتعقيمها، أو أنها مطابقة للمواصفات الدولية.
ويشير إلى أن الأهالي لاحظوا تلوثًا داخل المياه وعدم نقائها.
ووفق مصادر وتقارير إعلامية، فإنه تتواصلأزمة الصرف الصحّي في المخيّم منذ سنة تأسيسه عام 2018، حيث تنتشر مستنقعات آسنة على أطراف المخيّم، ما يزيد من مخاطر انتشار الأمراض.
وكان تقرير صادر عن الأمم المتحدة قد دعا الدول المانحة إلى "تأمين المزيد من التمويل العاجل لاحتواء تفشي الكوليرا ومنعه من الانتشار".
مخاوف حقيقية
موسى سالم -مسؤول هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية- أكد أن هناك مخاوف حقيقية في ضوء تقارير دولية عن تفشي الكوليرا في مناطق بسوريا، مشيرا إلى أن الشمال السوري يعد منطقة خطر لافتقاده أدنى مقاومات السلامة، إذا انتشر الوباء.
وأضاف في تصريح له أن الفلسطينيين في الشمال السوري، مهمشون ويعانون الويلات.
وقال: في مخيم دير بلوط لا يوجد أي نقطة طبية، وإذا ما انتشرت الكوليرا فسيكون الوضع حرجًا خصوصا أن أقرب مشفى بعيد عن المخيم أكثر من 10 كيلومترات في مدينة عفرين.
ودعا سالم المنظمات الدولية المختلفة ذات العلاقة للتدخل قبل فوات الآوان؛ من حيث ضمان أنظمة النظافة والصحة، وتعقيم المياه.
ويعيش في مخيمي دير بلوط والمحمدية أكثر من 200 عائلة فلسطينية مهجّرة عن مخيمات اليرموك وخان الشيح ومناطق جنوب دمشق، منذ العام 2018، تعاني حرماناً وتهميشاً شاملاً، وسط غياب أي حديث عن حلّ لمشكلتهم، وغياب أي أفق لتغيير واقعهم نحو الأفضل.
وتضم مناطق الشمال السوري حوالي 1500 عائلة فلسطينية مهجّرة، بحسب أرقام غير رسمية، وتعود معظمها لمخيّمات اليرموك وخان الشيح وجنوب دمشق وحلب والغوطة وسواها، تقيم في مخيمات وبلدات شمالي سوريا الخارجة عن سيطرة النظام السوري، وتعيش أوضاعاً مأساوية وسط تنصل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وفصائل منظمة التحرير لأدوارها.