القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 24 كانون الثاني 2025

فلسطينيو سورية

اللاجئون الفلسطينيون في "النيرب" يعيشون أوضاعًا صعبة

اللاجئون الفلسطينيون في "النيرب" يعيشون أوضاعًا صعبة

الخميس، 05 أيار، 2016

حذَّر مسؤول قسم الأبحاث والدراسات في مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، إبراهيم العلي، من الأوضاع الصعبة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، بمن فيهم اللاجئون في مخيم "النيرب" بمدينة حلب التي تتعرض لقصف عنيف.

ووفقًا لإحصائيات أجرتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في 2012، بلغ عدد اللاجئين في حلب وريفها الشمالي حوالي ١٠٣٥٦ بما يعادل ٢٥٥٧ عائلة، وبالتحديد، بلغ عدد سكان مخيم النيرب في حلب ٢٠٩٧٨ شخصًا بما يعادل ٤٨٩٣ عائلة، وبلغ عدد سكان مخيم حندرات ٦٣٥٩ شخصا بما يعادل ١٤١٠ عائلات.

لكن بحسب إبراهيم العلي، فإن مخيم حندرات هو خال حاليًا من اللاجئين الفلسطينيين، بينما يتواجد في مخيم النيرب بحدود خمسة آلاف لاجئ فلسطيني، يعيشون أوضاعًا وصفها بـ"الصعبة".

وقبل بدء الأزمة السورية، كانت "أونروا"، تشير إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، يبلغ نحو 560 ألفًا، بينما كانت الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين (تعد جهة حكومية سورية) تقول إن العدد بحدود 620 ألفًا، فيما تبين إحصائيات لمجموعة العمل، أن أكثر من 200 ألف لاجئ فلسطيني هم خارج سوريا الآن، بحسب العلي.

وقال العلي، لصحيفة "فلسطين"، أمس، إنه "يوجد في حلب مخيمان فلسطينيان أساسيان: مخيم النيرب وهو مخيم معترف به من قبل وكالة أونروا، ومخيم آخر اسمه حندرات وهو أيضًا من التجمعات الفلسطينية التي تعاملها أونروا كتجمع وليس كمخيم، أي أنه توجد فيه خدمات أونروا ولكن في حدها الأدنى".

وأوضح العلي، أن مخيم النيرب شهد حالة انتقال للسكان لأماكن أخرى، ولكن ما زال هناك عدد من اللاجئين الفلسطينيين فيه، بحدود خمسة آلاف.

ويخضع مخيم النيرب، وفقًا للعلي، لسيطرة النظام السوري، منوهًا إلى أنه يتعرض لسقوط قذائف وشظايا داخله.

وعن الوضع الميداني داخل النيرب، قال: "إن هذا المخيم يقع في منطقة تعتبر استراتيجية لطرفي الصراع، فهو يتعرض لإغلاق بين فترة وأخرى، وأحيانًا لا يستطيع السكان الدخول والخروج منه، وتنقطع المواد الغذائية بين الفينة والأخرى، وأحيانًا انقطاع الكهرباء".

ونبه إلى أن قذيفة سقطت مؤخرا خلف المركز الثقافي داخل المخيم، الذي هو حاليًا بمثابة مشفى، وتسبب ذلك بأضرار مادية، عدا عن وجود ارتفاع في الأسعار وغلاء في المعيشة.

وأكد المسؤول في "مجموعة العمل"، أن اللاجئين الفلسطينيين يتعرضون "لتداعيات خطيرة بسبب الأزمة السورية، انعكست سلبًا على كل اللاجئين داخل المخيم وفي سوريا بشكل عام، فشأن مخيم النيرب شأن المخيمات الأخرى في سوريا".

وأردف "مخيم النيرب يعتبر أيضًا استراتيجيًا بالنسبة لطرفي الصراع، باعتباره يقع ملاصقًا لمطار حلب العسكري والمطار المدني في حلب، وبالتالي المخيم بين الفينة والأخرى يتعرض لسقوط بعض القذائف ومحاولات دخول المعارضة، ودائمًا يشهد اشتباكات متقطعة".

وبلغ عدد ضحايا مخيم النيرب، حتى شباط/ فبراير 2016، 51 ضحية، بينما بلغ عدد ضحايا حندرات 40، من اللاجئين الفلسطينيين، وفقًا للعلي.

"شبه مدمر"

وقال: "هذان المخيمان (النيرب وحندرات) يقعان في منطقة حساسة جدًا في حلب"، متابعًا: "مخيم حندرات (حاليًا) لا يوجد فيه لاجئون نهائيًا".

وبشأن "حندرات" بيّن أنه يقع تحت سيطرة المعارضة السورية منذ حوالي 1000 يوم، "لأنه يعتبر منطقة استراتيجية بالنسبة لها في منطقة حندرات في حلب، بالتالي كان هناك صراع قوي بين النظام السوري وبين المعارضة على هذه المنطقة باعتبارها منطقة استراتيجية".

وأفاد بأن هذا المخيم، "شبه مدمر، ولا يوجد فيه لاجئون"، لافتًا إلى أن النظام السوري "يسعى بكل جهد للسيطرة على هذه المنطقة التي تقع على الطريق الذي يصل بين الريف الحلبي مع مدينة حلب، وبنفس الوقت المعارضة تتمسك بها".

وأشار إلى أن أغلب سكان حندرات، وحتى النيرب، هاجروا باتجاه الشمال، باتجاه تركيا، ومنها إلى أوروبا.

وأوضح أن سكان حندرات، "أغلبهم انتقلوا إلى أحياء حلب، وتمَّ استيعاب جزء من السكان في المدينة الجامعية لحلب، وقبل أيام سقطت قذيفة هاون داخل المدينة الجامعية وكان هناك بعض الجروح الطفيفة".

كما قال، إنه بالإضافة إلى ذلك، هناك "لاجئون فلسطينيون في حلب كمدينة وفي الأحياء، اللاجئون الفلسطينيون يتوزعون على المدينة يعني يوجد جزء منهم في المخيمات، ولكن هناك لاجئون داخل حلب المدينة وأحيائها المختلفة".

وبشأن مخيم اليرموك، جنوب العاصمة دمشق، أوضح العلي أن الاشتباكات المتقطعة ما زالت قائمة بين المسلحين داخل المخيم، من جبهة النصرة وتنظيم الدولة، وكلا الطرفين يحاولان وضع سواتر ترابية ويتحصنان في المواقع التي يسيطران عليها"، منوهًا إلى تنظيم الدولة يسيطر على جزء أكبر من المخيم.

ولفت إلى أن اليرموك، ما زال مغلقًا منذ منتصف يوليو/ تموز 2013، إغلاقًا كاملاً، مبينًا أنه لا توجد إغاثة للاجئين في المخيم، نظرًا "لاستهداف الناشطين الإغاثيين من قبل (تنظيم الدولة) والنصرة".

ويواصل النظام السوري منذ منتصف يوليو/ تموز 2013، فرض الحصار على مخيم اليرموك كما يفرض تنظيم الدولة، وجبهة النصرة حصارًا على المخيم.

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين استشهدوا في "اليرموك" منذ بداية الأزمة السورية، حوالي 1244 شهيدًا، فيما يبلغ المجموع العام للاجئين الفلسطينيين الشهداء في سوريا، 3205 شهداء، منهم نحو 436 حالة قضت داخل سجون النظام السوري نتيجة التعذيب، وأيضًا هناك بعض الحالات قضت تحت التعذيب لدى المعارضة السورية، و186 ضحايا الجوع والحصار، بحسب إحصائيات "مجموعة العمل".