اللاجئون بمخيم اليرموك يعانون
الحصار ويخشون الاقتحام
سلافة جبور- دمشق: يستدعي الحديث عن الأوضاع الحالية
لمخيم اليرموك -أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا- معاناة سكان هذا
المخيم المغلوبين على أمرهم من الجوع والخوف الذي بات يعم الجميع هناك، مع حديث
الصفقات وتمهيد النظام لإنشاء لواء يحمل اسم المخيم.
بعد مرور أكثر من عامين على حصار
مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، وثماني اتفاقيات فاشلة لتحييده عن
الصراع، تبدو جميع الأطراف اليوم عاجزة عن حل معاناة سكانه.
وارتفعت عدد حالات الوفاة بسبب الجوع
في المخيم الواقع جنوب العاصمة دمشق إلى أكثر من 160 شخصا آخرهم رضيع توفي السبت
الماضي، مما دفع سكان المخيم إلى اتهام النظام السوري والجبهة الشعبية بقيادة أحمد
جبريل وفتح الانتفاضة بحصارهم ومنع إدخال الغذاء والدواء من قبل المفوضية العليا
لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
كما يتهمون تلك الجهات أيضا بقطع
مياه الشرب عنهم منذ أربعة أشهر، إضافة إلى عدم الالتزام بإنجاح أية مبادرة لإنهاء
مأساتهم، الأمر الذي يزيد من معاناة عشرين ألف مدني داخل المخيم، يعانون ارتفاع
أسعار المواد الغذائية -إن وجدت- بسبب إغلاق معبر ببيلا جنوب دمشق واحتكار عدد من
التجار للبضائع والأغذية.
لواء
وبموازاة الحصار والتجويع، تزايدت
المواجهات بين مقاتلي النظام والفصائل المعارضة المقاتلة داخل المخيم، وأهمها
كتائب "أكناف بيت المقدس" وجبهة النصرة، في ظل حديث إعلام النظام عن
تشكيل "لواء اليرموك" للقتال إلى جانب اللجان الشعبية الفلسطينية بهدف استعادة
المخيم.
ويذكر الصحفي أحمد عوض أن اتفاقا جرى
بين منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة بالسفير أنور عبد الهادي، والنظام السوري
لتشكيل لواء من عناصر الجبهة الشعبية القيادة العامة وفتح الانتفاضة وفصائل
التحالف الفلسطينية إضافة لبعض المعتقلين الفلسطينيين في سجون النظام.
وقال عوض إن ما تردد بشأن هذا
الاتفاق "أثار مخاوف المدنيين في المخيم من استمرار المعاناة والصراع وإطالة
أمد الأزمة الإنسانية التي يعيشونها، وتظاهروا رفضا للموت جوعاً وهتفوا ضد هذا
اللواء الجديد وموقف منظمة التحرير التي اعتبروها شريكاً في جريمة قتل الفلسطينيين
جوعاً".
وأكد عوض أن أهالي المخيم يريدون
"تحييده عن الصراع السوري وعودة المهجرين إلى منازلهم"، مضيفا أن هناك
"معلومات عن لقاء جمع السفير عبد الهادي وممثلين عن دول أجنبية لإعادة توطين
فلسطينيي سوريا في دول أوروبية، وإجبار أهالي المخيم على الخروج مما يعني تهجيرهم
وإنهاء حق العودة، وهو ما يخدم المشروع التفاوضي لمنظمة التحرير مع سلطات الاحتلال
الإسرائيلي".
فقاعة
ورغم ذلك، قلل عوض من أهمية تشكيل
"لواء اليرموك"، واعتبره "مجرد فقاعة إعلامية تهدف إلى شحذ همم
قوات النظام اليائسة من دخول المخيم بعد فشل الجبهة الشعبية وفتح الانتفاضة
والدفاع الوطني في ذلك، وخسارتهم الكثير من الأرواح خلال عامين ونصف من
المعارك".
أما أبو العبد القائد الميداني
لـ"كتائب أكناف بيت المقدس" في المخيم، فيقول إن "العجز البشري لدى
النظام بعد مقتل وجرح العديد من الشبيحة وهروب آخرين خارج البلاد دفعه لتجنيد
معتقلين بعد مساومتهم على حريتهم، وتقديم إغراءات مالية لشباب مخيمات أخرى مثل
جرمانا وخان دنون والشمالنة، في خطوة تمثل حالة من الحرب النفسية ضد المجاهدين
المرابطين على جبهة المخيم".
واستبعد أبو العبد أن يحدث اللواء
المزمع تشكيله "فرقاً أو يتمكن من النجاح بما فشل به سابقوه، فمجندوه ليسوا
مؤهلين لقتالنا، وحالتهم النفسية لن تكون أفضل من معنويات مقاتلينا المرتفعة، ونحن
لا زلنا نخوض معارك يومية متخذين كافة التدابير العسكرية لصد محاولات النظام
بالاقتحام، وقد نفذ مجاهدونا سلسلة من العمليات دفعت بالنظام لإعلان تشكيل لواء
اليرموك".
وخلص إلى القول إن النظام "يسعى
من خلال الزج بفصائل التحالف الفلسطينية وعناصر منحزب الله في إدارة معركة المخيم
إضافة لتشكيل لواء اليرموك، إلى زيادة الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني بين أبناء
المخيم، مما سيكون له دور سلبي بزيادة الشرخ الاجتماعي بين الأهالي وتحقيق مآرب
النظام في تدمير المخيم بأيادٍ فلسطينية، مع بقائه بعيداً عن المحاسبة
والمساءلة".
المصدر : الجزيرة