النازحون الفلسطينيون
في بعلبك يهددون باحتلال مكاتب الـ «الأونروا»
الجمعة، 10 تموز، 2015
«افتحوا لنا البحر
لنموت في قوارب الموت، بدلا من المعاناة اليومية التي نعيشها بفضل سياسات المجتمع الدولي
والالأونروا»، تقول امرأة فلسطينية نازحة من سوريا الى لبنان. سمعت المرأة سابقاً عن
النزوح الأول لأهلها من صفد إلى سوريا، وهي تعيش النزوح الثاني، فتقارن بينهما: «الأول
حصل في ظل حالة من العطف والاحتضان الشعبي، أما النزوح الثاني الذي نعيشه اليوم، فهو
الاهانة والدوس على الكرامات».
هذه الصرخة وغيرها
اطلقت بعدما ان اتخذت «الالأونروا» قرارا منذ مطلع تموز الحالي، تم ابلاغه الى العائلات
الفلسطينية النازحة من سوريا، بوقف دفع بدلات الايواء وقيمتها مئة دولار للعائلة الواحدة،
حيث عمدت العائلات الى تجميع ما بين 3 أو 4 عائلات في شقة واحدة كي يتأمن قيمة ايجار
الشقة، وبذلك وضعت العائلات في نفق مظلم يصعب الخروج منه.
واستقر العدد النهائي
للعائلات الفلسطينية النازحة من سوريا الى بعلبك 640 عائلة، بعدما وصل سابقاً الى اكثر
من 2000 عائلة، منها من عاد الى سوريا مفضلا خطر الموت على المذلة التي وضع فيها، ومنها
من تمكن من الهجرة الى اوروبا.
العائلات النازحة
تعيش وسط اوضاع مأساوية لا يقدر على تحملها احد، وصلت الى حد رفض المطالبة بالعودة
الى فلسطين ولا الى سوريا، بل المطالبة الجدية بتأمين الهجرة الى بلاد تحفظ فيها حقوق
الانسان. فقد توزعت العائلات النازحة بين مخيم سقفه تنك، أقيم على عجل بجانب مخيم الجليل
يتسع لـ38 عائلة تتقاسم في ما بينها الحمام والمطبخ، والفاصل بين الغرف لوح من خشب
المازونيت حاجز للرؤية وموصل للصوت.
أما العائلات الاخرى
فقد تمكنت من اقتسام الغرف مع عائلات فلسطينية داخل مخيم الجليل، بايجار وصل الى
250 دولاراً للغرفة ومطبخ وحمام لا تصل مساحتها الى 16مترا مربعا، والقسم الاخر استأجر
شقق في مدينة بعلبك ومحيطها وصل قيمة ايجار الشقة الواحدة الى نحو 400 دولار.
ذبحة قلبية
لم تستوعب أم محمد
البكراوي قرار «الالأونروا» بعد. تعيش في شقة مع 3 عائلات، مجموع أفرادها 12 شخصاً،
بأجرة 300 دولار. وحين تم ابلاغها بواسطة رسالة نصية على الهاتف، لم تتأخر في اعلان
غضبها على كل الهيئات الدولية والسلطات اللبنانية والفلسطينية قائلة: «ألا تكفينا الحاجة
اجراءات الاقامة وأكلافها، حتى بتنا بلا اقامة؟ قبل هذا القرار كانت الجمهورية التي
يتحرك بها اطفالنا لا تتعدى 500 متر، أي من تعاونية النور جنوب المخيم حتى مقام السيدة
خولة شمال المخيم، تجنبا للمرورعلى الحواجز الامنية حتى لا يتم اعتقالهم». تهدد أم
محمد، باسم جميع العائلات الفلسطينية النازحة في بعلبك، باحتلال مكاتب «الالأونروا»
ومدارسها في المخيم، كي يسكنوا بها.
أما منير سويد،
فيعاني من من شلل نصفي أصيب به اثر استشهاد خمسة من اشقائه في مخيم اليرموك، ثم أصيب
بذبحة قلبية، فيحتاج لدواء دائم بقيمة 160 دولاراً. كان يؤمن بعض من ثمن الدواء من
قيمة بدل الايواء الشهري الذي تدفعه «الالأونروا»، لكن اليوم، بعدما توقف دفع البدل،
سيضطر سويد الى التوقف عن شراء الدواء.
يقطن سويد في
«مخيم المسبح» مع 38 عائلة، يتجاوز عددها 200 شخص في بناء مؤلف من هنغار مسقوف بالتنك،
لا تتعدى مساحته الخمسمئة متر مربع، أي ان حصة الفرد الواحد لا تتجاوز متران ونصف،
ويتقاسمون المطبخ والحمامات معاً. ترفض مريم طه الحديث عن واقعها، فيما يختصر ابنها
واقعهم بعبارة واحدة: «يا ريت الله ما خلقنا فلسطينيين!». تسكن دعاء لوباني مع أهلها
وشقيقها في شقة ايجارها 350 دولارا، لكن «بعد القرار الأخير يتم البحث عن شقة اصغر،
رغم ان عددنا 14 شخصا، كي نوفر بدل ايجار الشقة».
يؤكد مسؤول «اللجنة
الشعبية» في مخيم الجليل أن «قرار وقف دعم الايواء هو من أسوأ القرارات التي تعرض لها
النازح الفلسطيني، لكننا لن نسكت، سنصعد تحركنا الى ان يعاد النظر بالقرار». أما عضو
«اللجنة الشعبية» عماد الناجي، فيعلن «اننا سنواصل التحركات، وصولا الى احتلال مكاتب
الالأونروا في كل لبنان، وفتح المدارس لايواء النازحين فيها».
المصدر: السفير