الواقع التعليمي
في مخيم اليرموك خلال النصف الأول من عام 2015
الأربعاء، 19 آب، 2015
رغم ما تعرض له مخيم اليرموك
من قصف وجوع وعطش، إلا أنّ أبناءه أصروا على متابعة العملية التعليمية فيه من خلال
إنشاء مراكز ومدارس تعليمية بديلة، حيث تحولت المساجد وصالات الأفراح ورياض الأطفال
إلى مراكز تعليمية، ووصل عددها إلى 6 مراكز موزعة بين الابتدائي والإعدادي والثانوي.
ومن هذه المراكز، على سبيل
المثال لا الحصر، روضة "براعم الظلال" التي أنشأها عدد من الناشطين في مخيم
اليرموك، حيث عملوا على تأمين المكان وتجهيزه وتأمين الكادر التعليمي والمستلزمات والأدوات
التعليمية، وجاهدوا للتغلب على كافة المعوّقات، استعداداً لاستقبال الأطفال الذين وصل
عددهم إلى 120 طفلاً، وذلك بهدف رفع السوية التعليمية والاجتماعية والنفسية للأطفال
من أجل الاستمرار بالعملية التعليمية. فقد شهدت تلك المراكز التعليمية إقبالاً كبيراً
من أبناء المخيم، واستحساناً ودعماً من الأهالي، للدور الذي تقوم به لأطفالهم، وشعور
الأهالي بأن أولادهم مواكبون لحركة التعليم، وكأنّ المخيم في أحسن أحواله.
وفي يوم السبت 24 كانون
الثاني/ يناير 2015، خرج 66 طالباً من أبناء المخيم الراغبين في التقدم لامتحان طلاب
البكالوريا على خلفية قرار وزارة التربية باشتراط وجود تسلسل دراسي لدى الطلاب أو تجاوز
هذا الامتحان، بعد موافقة الأجهزة الأمنية السورية على خروجهم من مخيم اليرموك، فيما
سُجلت عودتهم يوم 27 كانون الثاني/ يناير 2015.
أما في يوم 15 شباط/ فبراير
2015، فقد نظم متطوعو ثانوية اليرموك لتدريس المرحلة الثانوية داخل المخيم وقفة احتجاجية،
طالبوا فيها كافة المنظمات الدولية والهيئات والمؤسسات التي تعمل خارج المخيم بتقديم
الدعم لهم، وذلك كي تستمر المسيرة داخل المخيم.
معوقات التعليم
في اليرموك
معوقات عديدة واجهت العملية
التعليمية داخل مخيم اليرموك، وقد أثرت بدورها وأضعفت العمل التعليمي وأوقفته في بعض
الأوقات، من أهمها:
أولاً: استمرار الحصار المفروض
على مخيم اليرموك من قبل الجيش النظامي السوري والمجموعات الفلسطينية الموالية، ما
حدا الأهالي إلى البحث عن المأكل والمشرب، وضرورة توفير مصدر رزق للأطفال، فيما خرج
جزء من الأطفال يبحثون عن أعمال تسدّ رمقهم، ولو بشيء من الحشائش.
ولم يقتصر الحراك على الطلاب
فقط، فقد عاد معلمو مدرسة "الجرمق" في اليرموك إلى الدوام يوم 8 شباط/ فبراير
2015 في مدرستهم، وذلك "لسعي معلمي المدرسة لرزقهم" حسب ما جاء على لوحة
إعلانات المدرسة.
ثانياً: عدم اعتراف الأونروا،
الراعية الأولى لتعليم اللاجئين الفلسطينيين، بحركة التعليم ونتائج الطلبة داخل المخيم،
فيما اتهمها البعض بأنها مشاركة في حصار أبناء المخيم. لكن تحت ضغط أبناء المخيم، اعتُرف
بنتائج تلك المدارس، فأُدخلت الكتب الدراسية. إلا أن عمل الأونروا لا يزال خجولاً
– بحسب ما أفاد به ناشطون – ولا يصل إلى ما التزمته أمام اللاجئين الفلسطينيين وضرورة
تعليمهم وتشغيلهم.
ثالثاً: قصف الطائرات السورية
وسقوط قذائف الهاون وأعمال القنص، وتداعيات ذلك من سقوط للضحايا والجرحى، وصولاً إلى
تهدم الأبنية والمدارس، التي كان قد بدأها النظام بقصفه مدرسة الفالوجة منتصف كانون
الأول 2012، مروراً بالآثار النفسية لذلك القصف على الأهالي والأطفال.
رابعاً: انتشار الأمراض
والأوبئة، كاليرقان والقمل، مع عدم توافر العلاجات اللازمة، نتيجة الحصار المفروض على
المخيم، الذي قضى بسببه ما يقارب 176 ضحية.
خامساً: خوف الكثير من طلاب
الشهادة الثانوية والجامعية من مغادرة المخيم لتقديم امتحاناتهم (إن سمح لهم) من الاعتقال
والتصفية، وقد سجلت حالات اعتقال وتعذيب لطلاب فلسطينيين في السجون السورية تتهمهم
السلطات السورية بالعمل الإغاثي والطبي داخل المخيم. ففي يوم 22 كانون الثاني/
2015، اعتقل الأمن السوري أربعة طلاب، بينهم ثلاث طالبات عند مدخل مخيم اليرموك، وذلك
أثناء خروجهم من اليرموك لتقديم امتحانات الشهادة الثانوية ضمن 66 طالباً وطالبة من
اليرموك، بعد موافقة الأجهزة الأمنية السورية على أسمائهم، وبضمانات منظمة التحرير
الفلسطينية. كذلك، أقدم عناصر حاجز الجيش النظامي عند حاجز بيت سحم يوم 30 أيار/ أبريل
2015 على اعتقال أربعة طلاب خرجوا من المخيم لتقديم امتحاناتهم الرسمية. ووفق الناشطين،
فقد أنزل عناصر الأمن الطلاب من حافلة وكالة "الأونروا"، واعتقلوهم دون إبداء
الأسباب، وبعد ذلك أفرج عنهم.
المصدر: مجموعة العمل
من اجل فلسطينيي سورية