الثلاثاء، 14 شباط 2023
في مخيم دير بلوط في جنديرس في ريف مدينة عفرين نجا السكان من
الزلزال لأنهم يعيشون في خيام وليس في منازل من الخرسانة، وأصبح المخيم محطة
لمنكوبي المخيمات المجاورة الذين اضطروا إلى اللجوء إليه بعد وقوع الكارثة.
مئات العائلات تقطن في مخيم دير بلوط من بينها أكثر من 270 عائلة
فلسطينية، ونزحت إليه بعد الزلزال المدمر 30 عائلة من مناطق جندريس وأطمة
المنكوبتين.
اللاجئ محمد عسولي من مدينة جنديرس فقد منزله إثر الزلزال يقول إنه
اضطر إلى اللجوء إلى مخيم دير بلوط رغم كونه غارقًا في الأزمات الإنسانية.
يضيف أنه لم يجد خيارًا آخر فالخيمة في المخيم أفضل من وجهة نظره من
البقاء في الشارع في البرد القارس حيث درجات الحرارة تتهاوى إلى الصفر ودونه،
مستدركًا بالقول: "قدر أهون من قدر”.
وأشار إلى أن الزلزال أحال حياتهم قهرًا بعد قهر وعذابًا بعد عذاب،
يقول: "هذا قدر الله علينا وليس لنا إلا الرضى والتسليم”.
ودعا المؤسسات والمنظمات الدولية بالنظر إلى معاناتهم ومأساتهم، فحجم
احتياجاتهم كبيرة جدًا.
أما اللاجئة الفلسطينية وإحدى المهجرات في المخيّم ريما فواز، قالت
إنّ الخيام قد حمت سكان المخيم خلال الزلزال، الّا أنّه ليس بمنأى عن التبعات
الإنسانية نتيجة النزوح اليه، وشحّ الإغاثة.
وأشارت فواز، إلى أنّ العديد من المنظمات الإغاثية وزعت مساعدات على
الأسر النازحة حديثاً الى المخيم جراء الزلزال، إلا أنّ المخيم يعاني بالأساس من
أزمات إنسانية وقلة الإغاثة ما يجعله غير مؤهل لاستقبال المزيد من النازحين في ظل
المستوى الإغاثي الراهن.
وأوضحت اللاجئة التي تقطن المخيم منذ العام 2018، أنّ أهالي المخيم
سواء فلسطينيين أم سوريين لم يتلقوا إغاثة منذ 3 أشهر، سواء الحطب أو مواد التدفئة
في ظل موجات البرد الشديدة.
وأضافت، أنّ الجهد الاغاثي نشط مؤخراً جراء الزلزال، واستهدف
العائلات المنكوبة، إلا أنّ هذا الجهد يجب أن يتواصل، وخصوصاً في حال قدمت المزيد
من الأسر إلى المخيم من المناطق المنكوبة.
وتتوقع جهات إنسانية واغاثية، تفاقم الأوضاع الإنسانية لمئات الآلاف
من السكان في مناطق شمال غرب سوريا ومن ضمنهم 1500 عائلة فلسطينية، جراء نكبة
الزلزال، فيما أعلنت منطقة جنديرس منطقة منكوبة، وتضم العديد من العائلات
الفلسطينية المهجرة في الشمال السوري.
وتجاوزت حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال سوريا 36
ألفًا إثر انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة في البلدين، مع
استمرار العثور على ناجين رغم مرور أسبوع على الكارثة.