القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 10 كانون الثاني 2025

فلسطينيو سورية

سكان مخيم اليرموك: فلتسقط هذه الإنسانية وليذهب هذا العالم التافه للجحيم

سكان مخيم اليرموك: فلتسقط هذه الإنسانية وليذهب هذا العالم التافه للجحيم

بيروت ـ القدس العربي

يعيش سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في العاصمة السورية دمشق ‘كارثة إنسانية’ مع تزايد صعوبات فك الحصار المفروض عليه من قبل النظام السوري منذ أيلول/سبتمبر الماضي وسط دعوات لإخراج المسلحين منه، فمن لم يمت من الجوع يقتات مما يتوفر تحت يديه حتى الأعشاب المضرة.

وقال سامي الحلو، أحد سكان المخيم الذي لايزال داخله، أن الأوضاع التي يعاني منها السكان ‘تفوق تصور العقول البشرية بسبب المجاعة التي تهدد حياة الكثير من الشيوخ والأطفال والنساء’.

وأضاف الحلو في حديث لمراسل الأناضول عبر الانترنت أن ما تنشره وسائل الإعلام عن الأوضاع المأساوية للمخيم ‘قليل وضئيل’ مقارنة مع الواقع المزري، مشيرا الى تعرض مناطق مختلفة من المخيم يوم أمس الخميس لقصف مدفعي ‘عنيف وهستيري’.

وتحدث الحلو عن سقوط أكثر من 10 قتلى قضوا تحت أنقاض المباني التي سقط عليها البراميل المتفجرة خلال غارات شنها طائرات النظام السوري على المخيم.

وقال ‘هرعنا الى المباني المستهدفة وبدأنا بانتشال جثث النساء والأطفال من تحت الأنقاض’، معتبرا أن هذه الغارات ‘ليست إلا عقابا للمخيم وأهله وليس لما يسمى جماعات مسلحة كما يدعي النظام السوري ومنظمة التحرير الفلسطينية’.

وأضاف أنه بعد الانتهاء من انتشال الجثث، سار العشرات من المحاصرين في شوارع المخيم في مسيرة لم ترفع إلا شعارات الصمود بوجه ‘هؤلاء الظلمة الذين فاقوا إسرائيل وحكامها بإجرامهم وحقدهم’.

وقال الحلو أن ‘النظام السوري لا يكتفي بالقصف الجوي والمدفعي بل ينشر عددا من القناصة عند مداخل المخيم يستهدفون المدنيين والأبرياء بكل دم بارد’.

ويأتي هذا القصف ليزيد من المأساة التي يعيشها ما تبقى من أهالي اليرموك منذ 5 أشهر، فهم نسوا اليوم ‘معنى كلمة كهرباء أو دواء صالح أو طعام وذلك بسبب انقطاع الكهرباء المستمر وشبه انعدام للطعام والأدوية’، بحسب الحلو.

وختم قائلا ‘فلتسقط هذه الإنسانية كلها وليذهب هذا العالم التافه للجحيم’. وكان التواصل مع الحلو عبر الانترنت صعبا جدا وتطلب محاولات حثيثة خلال يومين، بسبب انقطاع الكهرباء عن المخيم ولجوء قليل من الأهالي لاستخدام المولدات الكهربائية الصغيرة لـ’أوقات محدودة جدا وعند الضرورة القصوى’، وبسبب رداءة خدمة الانترنت في المخيم.

من جانبه، حذر سامي حمود، مدير ‘منظمة ثابت’ لحق العودة الفلسطينية، من أن الأوضاع في مخيم اليرموك يزداد سوءا بسبب الحصار الخانق الذي يفرضه النظام السوري على كافة المداخل والمخارج بحجة وجود مسلحين معارضين.

وأوضح حمود، التي تتابع منظمته أوضاع أهالي اليرموك من خلال التواصل المستمر مع عدد من النشطاء في داخله، أن الوضع في المخيم ‘يزداد سوءا يوما بعد يوم… الموت من الجوع هو الخطر الأكبر الذي يهدد حياة أكثر من 30 ألف فلسطيني متواجدين حاليا داخل المخيم’.

وأشار حمود لوكالة الأناضول الى أن 48 شخصا لقوا حتفهم في المخيم منذ شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي بسبب ‘موجة الجوع، بينهم 21 شخصا قضوا خلال شهر كانون الثاني/يناير الجاري.

ولفت الى أن 80% من سكان المخيم نزحوا عنه مع انعدام المواد الغذائية والطبية الأساسية ومواد التدفئة في ظل انقطاع الكهرباء بشكل دائم. وأكد حمود أن المحاصرين في المخيم يلجأون حاليا ‘لأكل الحشائش الضارة’، متوقعا مزيدا من ‘ضحايا الجوع بسبب المجاعة المتفاقمة واستمرار الحصار.

وناشد السماح لقوافل المساعدات الإنسانية بالدخول للمخيم في أسرع وقت ممكن وبدون أي تأخير، مشيرا الى فشل جميع محاولات المنظمات الإنسانية الدخول إليه حتى اليوم.

واستغرب حمود ‘الصمت العربي والإسلامي والدولي على الجريمة الانسانية التي يشهدها مخيم اليرموك في هذا القرن من تاريخ البشرية’. ولفت الى أن منطقة قدسيا في ريف دمشق، تعاني أزمة تضاف الى أزمة مخيم اليرموك، حيث توجد 3750 عائلة فلسطينية نازحة تعيش حاليا في ‘ظروف صعبة جدا’.

وعن دور المنظمات والحركات الفلسطينية في هذه الأزمة، اتهم حمود ‘قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بالتقاعس عن القيام بواجباتها تجاه الأهالي المحاصرين، وتهربها من مسؤولياتها’.

وأشار الى أن ‘منظمة ثابت’ أحصت حتى اليوم سقوط 1925 قتيل فلسطيني جراء الحرب الدموية المندلعة في سوريا.

وتحاصر قوات النظام السوري مخيم اليرموك، ‘منذ أيلول/سبتمبر الماضي، بذريعة وجود مسلحين، وتُمنَع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من دخوله لإدخال المؤن والمساعدات الغذائية والأدوية، وفق مصادر حقوقية معارضة للنظام.

ويعد مخيم اليرموك بدمشق أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا حيث كان يضم قبل فرض الحصار عليه نحو 500 ألف لاجئ فلسطيني، إضافة إلى سوريين يقطنون هناك، وفق إحصاءات غير رسمية.

ونزح عدد كبير منهم باتجاه لبنان ومناطق سورية أكثر أمنا، هرباً من قصف قوات النظام المستمر عليه منذ أشهر.