شبكة
المنظمات الأهلية: لاجئو «اليرموك» يتعرضون لإبادة جماعية
غزة-
قدس برس
قالت
شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية إن الحصار المشدد على مخيم اليرموك للاجئين
الفلسطينيين في سوريا، ومنع دخول قوافل المساعدات وخروج اللاجئين يقود إلى إبادة
هؤلاء اللاجئين وتصفيتهم جسديًا عبر الجوع والحصار.
وذكرت
الشبكة في بيان لها أمس الخميس أن مخيم اليرموك يتعرض لإطلاق نار وقصف مستمرين
ولحصار ممنهج يطال كافة عناصر الأمن الإنساني؛ ما أدى بشكل خطير لسقوط عشرات
الضحايا ولانتشار المجاعة بينهم، ويترافق مع انتشار واسع للأوبئة والأمراض
المختلفة.
وأكدت
أن تعرض اللاجئين الفلسطينيين للقصف وللتجويع والحصار من قبل قوات الجيش السوري
الرسمي أو الجماعات المسلحة الأخرى، يعتبر جريمة ضد الإنسانية.
وشددت
على أن القانون الدولي للاجئين وفر حماية شاملة للاجئين والنازحين داخليًا، ترتب
واجبات والتزامات تجاههم من الدولة المضيفة ودول الجوار، داعية وكالة غوث وتشغيل
اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" للقيام بواجباتها والتحرك بكل السبل
لضمان تمتعهم بحقوقهم الإنسانية.
وطالبت
الشبكة المجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل والسريع لرفع الحصار عن المخيم بشكل
كامل، ومعالجة الأزمة الإنسانية بداخله بالاستجابة للحالة الواقعية عبر توفير
الخدمات الإنسانية والطبية المختلفة لهؤلاء المحاصرين.
يذكر
أن مخيم اليرموك يشهد حصارًا خانقًا ومتواصلًا منذ شهر تموز/ يوليو 2013، وقضى
عشرات اللاجئين جوعًا وقتلًا نتيجته، فيما نزح الآلاف منه نتيجة تواصل القصف عليه.
وفي
السياق ذاته، أوصى تقرير لجنة شئون اللاجئين بالمجلس التشريعي الفلسطيني بغزة حول
مخيم اليرموك في سوريا كل القوى والفصائل الفلسطينية في سوريا للتوافق حول خطة
عاجلة لفك الحصار عن مخيم اليرموك، وإمداد أهله بالمساعدات العاجلة.
وطالب
التقرير الذي أقره التشريعي في جلسة عقدت الخميس بغزة الأطراف المتنازعة في سوريا
بتجنيب مخيمات اللاجئين من الصراع الدائر هناك، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يقف موقف
المحايدة في أي صراع لأي دولة عربية.
كما
طالب حاملي السلاح المتواجدين في المخيم بالخروج منه، إنقاذا لأرواح آلاف المدنيين
وحقناً لدماء الأهالي من النساء والأطفال.
بينما
أوصى التقرير المجلس التشريعي بالتواصل مع البرلمانات العربية والاسلامية والدولية
لضرورة مضاعفة جهودها لإنقاذ اللاجئين في المخيم، مثمناً جهد بعض وسائل الاعلام في
كشف مأساة اللاجئين هناك.
وأوضح
رئيس لجنة شئون اللاجئين النائب عبد الفتاح دخان أن التقرير الذي قدمته لجنته يهدف
إلى إطلاع المجلس على واقع اللاجئين في مخيم اليرموك بسوريا، وكذلك الانتهاكات
التي يتعرضون لها في المخيم بعد حصار دام لأكثر من 200 يوم وموت نحو 50 لاجئا
جوعا.
وقال
دخان في كلمته خلال الجلسة: "مخيم اليرموك يتعرض لمجزرة بشرية غير مسبوقة
سلاحها الرئيس هو الجوع"، موضحا أن هناك أيد عابثة من جهات متعددة تستهدف قلب
الوجود الفلسطيني في سوريا.
واستنكر
موقف الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي تجاه الأزمة في
اليرموك، مبيناً أنه موقف "متخاذل" حتى اللحظة.
وطالب
دخان منظمة التحرير الفلسطينية ببذل جهد أكثر وضوحا يرقى لحجم المأساة التي يعيشها
المخيم بسوريا.
بدوره،
استهجن رئيس كتلة حماس البرلمانية خليل الحية ما وصفه بحالة العجز لدى المجتمع
الدولي تجاه ما يحدث لأهالي مخيمات سوريا.
وقال
الحية في كلمته خلال الجلسة: "إن تعدد المكاييل في سياسة المجتمع الدولي تبث
روح الكراهية بين المجتمعات والشعوب في العالم"، متسائلا عن الغاية من حالة
الصمت العالمي تجاه أهالي اليرموك.
وطالب
الفصائل الفلسطينية في الداخل والخارج لتسيير المسيرات الرافضة هذا الحصار، داعيا
المجموعة العربية في الأمم المتحدة بطلب عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن وإصدار قرار
برفع الحصار وتأمين دخول الغذاء والدواء لأهالي اليرموك.
من
جهته، عدّ النائب في المجلس التشريعي إسماعيل الأشقر ما يحدث في مخيم اليرموك
جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي، داعيا جميع أحرار العالم بالعمل الجاد لوقف
هذه الجريمة في أسرع وقت.
وقال
الأشقر في كلمته: "ما يحدث في اليرموك ظلم واضطهاد تحت سمع وبصر العالم أجمع
ومنظمات حقوق الإنسان"، مستنكرا حالة الصمت العالمي المطبق تجاه موت أهالي
اليرموك جوعا.
وناشد
السلطات السورية والجيش الحر وحزب الله بتحييد أهالي مخيم اليرموك في أي صراع،
مؤكدا أن من يحارب اللاجئين إنما يحارب القضية الفلسطينية.
وشدد
الأشقر على أن حق العودة إلى فلسطين مقدس لا يمكن لأي مسؤول التنازل عنه، منتقدا
ما أسماها "دولة كيري" التي تسعى لإنهاء قضية عودة اللاجئين -حسب قوله-.
وفي
شأن متصل، استشهد ثلاثة لاجئين فلسطينيين الأربعاء جوعًا؛ في مخيم اليرموك.
وقالت
مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية في بيان صحفي الخميس، إن المسنة مريم عبد
الرحيم، وتيسير الطباع، وريم عبد العزيز استشهدوا نتيجة نقص التغذية والجفاف
والرعاية الطبية في مخيم اليرموك المحاصر.
وأشارت إلى أن الموت جوعًا ما يزال يحصد أرواح
أبناء المخيم؛ نتيجة الحصار الخانق الذي يفرضه الجيش النظامي والجبهة الشعبية
القيادة العامة، ما أدى إلى سقوط 51 ضحية بسبب نقص الغذاء والجفاف.