القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 23 تشرين الثاني 2024

فلسطينيو سورية

عام جديد وفلسطينيّو الشمال السوري بعيدا عن ذويهم


الإثنين، 02 كانون الثاني، 2023

عام يمضي وآخر يحل مكانه، ومازالت قصص البعد بين اللاجئين الفلسطينيين تزيد من مرارة التهجير الذي فرضته الحرب في سوريا، قصص كثيرة تزيد عاما بعد عام، يقلب الفلسطينيون صفحاتها.

في كثير من هذه القصص؛ لم تشفع المسافات القصيرة بين العائلات الذين تحجز بينهم البنادق والحواجز والتفاهمات السياسية، لتحرم الأب من رؤية بنيه، والأخ من احتضان أخته.

في مدينة "مارع” شمالي سوريا، والخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، تقيم اللاجئة الفلسطينية "أم أحمد” منذ عشر سنوات، لم تتمكن خلالها من رؤية والدتها رغم قرب المسافة بينهما، حيث تقيم عائلتها في مخيم "حندرات” شمال مدينة حلب، والذي يخضع لسيطرة النظام السوري.

توضح "أم أحمد” في حديثها لـ "قدس برس” أن المسافة بين مدينة "مارع” ومخيم "حندرات” تستغرق نصف ساعة بالسيارة تقريبا، ورغم ذلك لا يمكنني زيارة عائلتي وكأنها تعيش في دولة بعيدة.

وتضيف: أحاول دائما الحفاظ على الحرارة بين أولادي وعائلتي بحلب وخاصة أبي وأمي اللذين حرما من أحفادهما، عبر التواصل بالفيديو، ونكرر الاتصال مرتين بالاسبوع وبشكل دائم، ومازلنا نمنّي أنفسنا بلقاء قريب.

أما اللاجئ الفلسطيني حازم داوود فقصته أشد قسوة، فيقول: اضطررت لمغادرة مخيم "النيرب” (شرق حلب) عام 2012 قاصدا الشمال السوري، في محاولة للوصول إلى تركيا عبر طرق التهريب ثم أوروبا.

ويكشف في حديثه لـ "قدس برس” أنه غادر المخيم بعد الأحداث الأمنية في المخيم، وحملات الاعتقال التي طالت شبابه، مشيرا إلى أنه لم يودع والدته التي تقيم في البناء ذاته، خشية أن تأخذها العاطفة وتمنعه من السفر.

وأضاف خلال الأعوام العشرة الماضية وبعد استقراري في الشمال السوري؛ سعيت عدة مرات لإحضار والدتي كي تعيش معي، ولكن مرضها وعدم قدرتها على السير لمسافات طويلة عبر الطرق الوعرة حال دون تمكنها من الوصول إليّ.

يقول حازم، بينما كنت أعيش على أمل أن أرتمي يوما في أحضان أمي، وإذ بالموت يسبقني إليها قبل أيام من بداية العام الجديد.

وتسببت الحرب في سوريا بتشتت العائلات الفلسطينية بعد تعرض مخيماتهم للحصار والقصف وحملات التهجير، وخاصة عام 2018 عندما تم تهجير أهالي مخيم اليرموك (وسط دمشق) وبلدات الجنوب الدمشقي.

ويقيم في الشمال السوري قرابة 1500 عائلة فلسطينية؛ معظمهم وصل دون اصطحاب أهاليهم الذين يقيمون في مناطق سيطرة النظام السوري.