الثلاثاء، 24 آذار، 2020
تعاني مخيمات اللاجئين الفلسطينيين خاصة في سورية
ولبنان من غياب للجهات المسئولة في مواجهة خطر تفشي وباء "كورونا" المستجد،
وتأخرت حملات لتعقيم مخيمات منكوبة من الحرب الدائرة بسورية، والتي تتم بشكل تطوعي
من الأهالي وبعض الحملات الخيرية.
ففي سورية وتحديدًا في مخيمي دير بلوط وسبينة شمالها
بدأت فرق من المتطوعين من 23 مارس بحملات تعقيم أجزاء من المخيمين.
وحسب القائمين على الحملة في دير بلوط فإنهم بدأوا
بالعمل على تعقيم بعض أجزائه في منطقة عفرين ناحية جنديرس، في بادرة وقائية لمنع وصول
وانتشار فيروس كورونا بين قاطني المخيم.
وقالوا على صفحتهم بفيسبوك، إنهم يعملون ضمن الإمكانيات
المتاحة، في سعي حثيث لمنع وصول الوباء إلى المخيم، لأن وصوله سيشكل كارثة لجميع لسكانه
في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
وأشار أحد القائمين على النقطة الطبية في المخيم،
إلى أنهم يقومون بتوعية الأهالي من خلال توزيع النشرات والنصائح الشفهية.
لكن هؤلاء اللاجئين وخاصة في الشمال السوري يعانون
عجزًا كبيرًا في عدم توفر أدنى مقومات الحياة، وشحّ المساعدات الإغاثية وانتشار البطالة
بين صفوفهم، وعدم تقديم أي دعم مادي أو غذائي من قبل المنظمات الإنسانية وتخلي وكالة
الغوث "الأونروا" عن تحمل مسؤولياتها اتجاههم، كما تؤكد مجموعة العمل من
أجل فلسطينيي سورية.
وأيضًا شرع متطوعون فلسطينيون ومؤسسات المجتمع المحلي
في مخيمات النيرب وحندرات بحلب ومخيم العائدين بحمص، بحملات توعية وخطوات احترازية
من فيروس كورونا.
وشملت الحملات نظافة لشوارع مخيم العائدين وإزالة
القمامة، ورش المعقمات في المراكز وأروقة المخيمين ومدارسهما.
ويوم الاثنين بدأ عدد من المتطوعين أيضًا بتنظيم
عملية توزيع مادة الخبز من خلال المعتمدين في مخيم خان دنون للاجئين الفلسطينيين في
ريف دمشق.
التطوع وتخلي الوكالة والحكومة
وجاءت هذه المبادرة للتخفيف من حدة الازدحام والتدافع
على المخابز ولضمان منع انتشار وتفشي فايروس "كورونا" في الأماكن المكتظة،
ويتجمع العشرات من الأهالي يومياً ولساعات طويلة أمام الأفران للحصول على ربطة خبز.
ويشتكي أهالي خان دنون من ردائه صناعة الخبز الذي
يباع في المخيم ووجود حشرات وديدان داخل رغيف الخبز، كما يعانون من أزمة في الحصول
عليه، نتيجة تقليص كميات الطحين المقدمة لأفران المخيم.
وطالب نشطاء وأهالي المخيم من الجهات المعنية والحكومة
السورية توفير مادة الخبز وزيادة مخصصاتها لهم، والعمل بشكل جدي على محاسبة أصحاب الأفران
ووضع رقابة صارمة على الموظفين العاملين في المراكز المعتمدة لتوزيع مادة الخبز.
ويعاني سكان مخيم دنون من أوضاع معيشية صعبة نتيجة
انعدام الموارد المالية وانتشار البطالة وتواصل أحداث الحرب التي ألقت بظلالها السيئة
عليهم.
وفي مخيم جلين بدرعا تعيش العائلات الفلسطينية أوضاعاً
إنسانية وأمنية صعبة في ظل انعدام وجود أي من الجهات الرسمية أو الإغاثية المسئولة
عنهم، وهو ما يحول دون اتخاذ أي إجراءات للحيلولة دون وصول فايروس كورونا إليهم.
ففي الجانب الطبي يشكو السكان من الإهمال والتهميش
وعدم وجود مستوصف طبي في البلدة، مما يضطرهم للذهاب إلى بلدة المزيريب المجاورة للعلاج،
وهذا الأمر يرهق الأهالي والمرضى الذين لا يستطيعون التنقل إلا بشق الأنفس.
وعلى صعيد اللاجئين المهجرين من سورية إلى اليونان،
قالت مصادر صحفية يونانية، إن الحكومة تنوي إغلاق مخيمات اللاجئين المفتوحة في الجزر
اليونانية بشكل كامل بهدف منع تفشي وباء كورونا.
وكانت وزارة الهجرة اليونانية أعلنت قبل عدة أيام
عن تدابير مشددة جديدة لحركة طالبي اللجوء القاطنين في مخيمات اللاجئين في الجزر لمنع
انتشار فيروس كورونا المستجد، وسرعت العمل على بناء مرافق مغلقة جديدة لإيواء اللاجئين.
ويشتكي المهاجرون الفلسطينيون السوريون في الجزر
اليونانية، من أوضاع إنسانية قاسية نتيجة تهميشهم وانقطاع المساعدات عنهم، من قبل الحكومة
اليونانية التي باتت تعالج طلبات لجوئهم بشكل بطيء جداً، بسبب الأعداد الكبيرة للاجئين
التي تخطت الأربعة آلاف لاجئ.
استجابة المانحين سلبية
ويطالب اللاجئون الفلسطينيون في سورية "الأونروا"
باتخاذ إجراءات وتدابير وقائية، لحمايتهم من انتشار فايروس كورونا، كونها مسؤولة بشكل
مباشر عن صحتهم.
وحتى الآن لم تقم الوكالة بالدور المنوط بها على
المستوى المطلوب، منها والذي لم يرتق إلى خطر هذا الوباء الذي صنفته منظمة الصحة العالمية
بأنه عالمي، خاصة وأن المخيمات جميعها في سورية تحديدًا تعيش أوضاعًا صحية وطبية مزرية
للغاية.
وأطلقت الوكالة قبل أسبوعين نداءً إلى الجهات المانحة
لتوفير الأموال من أجل مواجهة الفايروس في المخيمات.
وقال مدير عام "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق
اللاجئين والخبير بشئونهم علي هويدي: "إنه حتى الآن تم تأمين مليون دولار فقط
من أصل 14 مليونا طلبتها وكالة الغوث من أجل مكافحة فايروس كورونا”.
وأضاف في تصريح مكتوب وصل وكالة "صفا"
"أن المليون تم تأمينها بعد موافقة المتبرع الصندوق السعودي للتنمية أن تُستخدم
بدل أن كان مقررًا استخدامها للصيانة”.
ورغم أنه اعتبر أن هذه خطوة مهمة في سياق تقدير
الوكالة والصندوق للحاجة والأولويات، إلا أنه أضاف "حتى الآن لا استجابة من المانحين
وهو مؤشر غير سليم على الإطلاق”.
وحذر من أن التأخير في الحصول على المبلغ ممكن أن
يؤدي إلى إصابات محتملة وهو أمر وارد وبقوة نتيجة الازدحام في المخيمات والتجمعات والتواصل
الدائم بين اللاجئين الفلسطينيين ومجتمعات الدول المضيفة.
المصدر: وكالة صفا