نداء استغاثة عاجل من العائلات الفلسطينيية السورية
في مدينة مرسى مطروح على الحدود المصرية الليبية
العائلات الفلسطينية
العالقة في مدينة مرسى مطروح بالقرب من الحدود المصرية مع ليبية تناشد السفارة الفلسطينية
في القاهرة والمؤسسات الدولية الراعية والهيئات الاغاثية المصرية.
منذ ستة أشهر مضت، أغلقت السلطات الليبية حدودها
في وجه العائلات الفلسطينية القادمة من سورية. واستجارت هذه العائلات بمشايخ مدينة
مرسى مطروح المصرية، بعد ان اشار عليهم بعض الوجهاء في مدينة السلوم بالذهاب هناك،
لعلمهم بهؤلاء الشيوخ وكرمهم، وكرم اهل مدينتهم.
وبالفعل كان هؤلاء المضيافين عند حسن الظن بهم.
فأسكنوا تلك العائلات في شقق مفروشة مجانا، وأمدوهم ببعض المساعدات الغذائية.
في الأيام الأولى لإغلاق الحدود ،كان عدد تلك العائلات
لا يتجاوزعدد أصابع اليدين، ولكن هذا العدد تزايد حيث تجاوز هذا اليوم الثلاثون عائلة
فلسطينية لاجئة، أي ما يزيد عن مئة وخمسين شخصا ما بين طفل وامراة ورجل.
كل تلك العائلات كانت تقصد ليبيا بحثاً عن عمل يؤمن
لها قوت يومها ويؤمن لهما بعضاً من الأمن والأمان،
الذي افتقدته في مخيماتها بعد استهدافها في الحرب الطاحنة في سورية .علما ان اغلبية
تلك العائلات جاءت من مخيم اليرموك والرمل الفلسطيني وضواحي دمشق وحلب.
وبعد شهر من وصول تلك العائلات مدينة مطروح ، أغلقت
السلطات الليبية الحدود في وجه السوريين ايضاً. لتتدفق الى المدينة العشرات من العائلات
السورية، التي كانت تقصد ليبيا، ليصل عددهم اليوم الى اكثر من 125 عائلة سورية، وهذا
بدوره أثقل كاهل المضيفين من تلك المدينة الكريمة. وخصوصاً عبئ السكن.
مضى أربعة أشهر على وجود تلك العائلات في مدينة
مطروح على أمل ان تفتح الحدود الليبية في وجههم ولكنها بقيت موصدة.
بعدها أخرجت العائلات اللاجئة، من الشقق التي كانوا
يسكنونها. بسبب ان أصحابها بدؤوا يجهزون شققهم لاستقبال موسم الصيف والمصطافين إليها.
ولأن هذه المدينة مدينة سياحية تعيش على هذا الموسم السياحي. والتي يقصدها الناس من
جميع المدن المصرية، والتي قد يصل عدد المصطافين اليها خلال اشهر الصيف الاربعة. الى
4 ملايين سائح .
استأجرت تلك العائلات شققا مفروشة ، ولمدة محددة
حتى بداية موسم الصيف والذي يبدأ في الأول من حزيران، وبمبلغ ما يعادل مئة دولار شهريا، وانقضت مدة الشهرين بسرعة ووجدت تلك العائلات نفسها
امام معضلات شتى أحلاها مر.
إن هذه العائلات كانت تقصد ليبية ولم يكن بالحسبان
لديهم ، مكوثهم في مصر كل هذه المدة، لذلك فقدوا في هذه الاشهر الستة الماضية كل ما
لديهم من أموال ومقتنيات كانت بحوزتهم.
إن الذي لا يزال يريد الذهاب من تلك العائلات الى
ليبية بطرق غير شرعية ستكلفه المال الكثير ليصل الى هناك، هذا إن تمكن من الوصول، حيث
تبلغ التكلفة ما بين300 الى 500 دولارعن كل شخص، وهذه العائلات أصبحت لا تملك هذه المبالغ
الطائلة، عداك عن المخاطر التي ستحدق بهم اذا ما قرروا الذهاب، لان الطريق غير آمنة،
وقد تتعرض هذه العائلات من نساء وأطفال إلى التهلكة في الصحراء ورمالها.
إن انتقال تلك العائلات الى مدينة أخرى من مدن مصر،
سيكلفهم أعباءاً مالية كبيرة، تتوزع ما بين تكاليف سفر، ونقل أمتعتهم واستأجار للبيوت،
وتكاليف للمعيشة، خاصة أن هذه المدينة تبعد عن القاهرة مئات الكيلو مترات واكثرمن سبع
ساعات سفر في المواصلات البرية، وفوق هذا كله العبئ النفسي الذي سيطال تلك العائلات
بسبب تفرقهم عن بعضهم البعض والذي خففت عنهم ألام الغربة في الاشهر الماضية ، وابتعادهم
الى أمكنة جديدة لا يعرفون فيه أحدا.
إن الشركات السياحية قامت بحجز معظم الابنية في
مدينة مطروح، وإن استأجار شقة مفروشة في المدينة أصبح من الصعوبة البالغة، وإن وجد
فإن أجرة الشقة ارتفع عما كان عليه في السابق، فبينما كان 100$ شهرياً، أصبح يتراوح
ما بين 200$ الى 1000$، واذا ما افترضنا الحد الادنى يشترط المأجر على ان المستأجر
دفع اجرة أربعة أشهر مسبقا حيث يصبح المطلوب 800$ . اضافة للمعيشة التي بدأت ترتفع
لتتناسب مع الأسعار السياحية تلك، وهذا ما أصبحت لا طاقة لها به تلك العائلات اللاجئة
هناك .
عدم وجود جمعيات إغاثية اوإنسانية مصرية في المدينة.
وعدم قبول المفوضية العليا للاجئين تسجيل اللاجئين الفلسطينيين ومساواتهم باللاجئين
السوريين في مصر، وعدم وجود مكاتب للاونروا في مصر، جعل تلك العائلات بلا معين ولا
سند، وجعلهم جميعا في مهب الريح
.
بقي امام تلك العائلات ثمانية ايام بعدها سيلقون
في الشوارع دون ماوى ودون مال
.
ولكل هذا: تتوجه العائلات الفلسطينية اللاجئة من
سورية، والذين فاق عددهم الثلاثون عائلة، والذين لجؤوا الى مدينة مرسى مطروح المصرية
، بعد ان أوصدت الحدود الليبية في وجههم !!
يتوجهون إليكم يا من تدّعون انكم تمثلونهم، ويامن
تدّعون أنهم في رعايتكم، هذه العائلات البعيدة مئات الكيلو مترات عن مدينة القاهرة،
تناشد ضمائركم أن تتحركوا لانقاذهم من هذا المأزق، يتوجهون في ندائهم الى السفارة الفلسطينية
في القاهرة ،وإلى المفوضية العليا للاجئين، وإلى الاونروا، وإلى الهيئات الاغاثية والخيرية
المصرية، أن ترأفوا بحالهم، وأن ترأفوا بهؤلاء اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون النكبة
تلو النكبة ، منذ العام 1948، حتى اليوم، يخاطبون فيكم كل ضمير حي ؟؟ اذا بقي لديكم
من ضمير فهل من اذان صاغية .