الوضع الإنساني سيء للغاية
هدوء حذر بـ «اليرموك» بعد تسليم «داعش» لبعض المناطق
الثلاثاء، 07 نيسان، 2015
قال ناشط حقوقي إن هدوءًا حذرًا يسود مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين
جنوب دمشق منذ صباح الثلاثاء بعد تسليم تنظيم "داعش" بعض المناطق في المخيم
لكتائب "أحرار الشام"، لكنه أكد أن الأوضاع الإنسانية هي الأسوأ منذ وقت
طويل.
وأوضح المدير التنفيذي لمجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا أحمد حسين لوكالة
"صفا" أن تنظيم "داعش" انسحب من بعض المناطق في أطراف المخيم وسلّمها
لكتائب "أحرار الشام" بعد أن كان سيطر على 80% من المخيم خلال الأيام الماضية.
وأشار حسين إلى أن كتائب "أحرار الشام" من الفصائل المحايدة
في معركة المخيم، والتي لم تتدخل مع أي من الأطراف.
ولفت إلى أن مجموعة من مقاتلي أكناف بيت المقدس-الجهة المدافعة عن المخيم-
"أعادت تموضعها" في منطقة المركز الثقافي جنوب المخيم بالتعاون مع لواء
"أبابيل حوران"، موضحًا أن تلك المنطقة من أوائل المناطق التي انطلق منها
"داعش" في سيطرته على المخيم.
ونبّه حسين إلى أن إعادة تموضع أكناف بيت المقدس جنوب المخيم بعملية التفافية
توافق مع تسليم "داعش" لبعض المناطق، في وقت كانت قوات النظام تلقي براميل
متفجرة "بعنف" على مناطق بالمخيم.
الوضع الإنساني
وفيما يتعلق بالوضع الإنساني، أوضح الناشط الحقوقي أن الأوضاع سيئة للغاية
في الأصل بالمخيم المحاصر منذ 638 يومًا، والذي يتراوح عدد من فيه الآن بين 15- 20
ألفًا، لكن اقتحام تنظيم "داعش" للمخيم فاقم الأوضاع بشكل كبير.
وأشار حسين إلى أن أهالي المخيم كانوا يعتاشون على مساعدات وكالة غوث وتشغيل
اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وبعض الحشائش التي يزرعونها، لكن مساعدات وكالة الغوث
لم تدخل المخيم إلا ثلاث مرات في آخر ثلاثة أشهر.
وأوضح أن أهالي المخيم كانوا يذهبون يوميًا للبحث عن الطعام، والتزود بالمياه
من مناطق معينة في المخيم بعد انقطاع المياه لليوم 208 على التوالي، لكن انتشار قناصة
"داعش" وعمليات الاختطاف منعتهم من الخروج من منازلهم بشكل كامل.
وعن أعداد الضحايا والمختطفين، قال الناشط الحقوقي إن أعداد المختطفين
لا تقل عن 70 مدنيًا بينهم فتاتان، وفق إحصاءات أولية غير دقيقة، إضافة إلى مقتل
13 بينهم اثنان قضيا ذبحًا، وسط أنباء عن مقتل العشرات من "داعش" خلال الاشتباكات.
ولفت إلى أن ممارسات "داعش" في المخيم زادت من حالة الفزع والخوف
التي يعيشها أهالي المخيم، ولاسيما بين الأطفال منهم.
وشدد المدير التنفيذي لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا على ضرورة أن
تنصب الجهود على إيجاد ممر آمن للمدنيين في المخيم، وفك الحصار عنه بشكل نهائي، مشيرًا
إلى أن ذلك من مهام "أونروا" والنظام السوري والسلطة الفلسطينية التي تتمتع
بعلاقات جيدة معه.
وأكد أهمية دور وكالة الغوث، والصليب الأحمر، والهلال الأحمر، في إدخال
المساعدات الإنسانية والطبية للمخيم، والعمل على إيجاد ممر آمن للمدنيين.
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان دعا وكالة "أونروا"
واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى العمل على فتح ممرات إنسانية لسكان مخيم اليرموك
في دمشق والتنسيق مع النظام السوري الذي يحاصر المخيم لإجلاء عشرات الجرحى داخله.
ويشن تنظيم "داعش" منذ الأربعاء الماضي هجومًا واسعًا على مخيم
اليرموك من جهة حي الحجر الأسود وبلدة يلدا اللذين يسيطر عليهما مقاتلو التنظيم، وتدور
الاشتباكات بينه وبين "أكناف بيت المقدس" التي تحاول صد تقدمه وإخراجه من
المخيم.
المصدر: وكالة صفا