هدوء حذر في اليرموك واستمرار التصريحات الفتحاوية المتباينة
الأربعاء، 15 نيسان، 2015
ذكرت مصادر فلسطينية أن هدوءا حذر يخيم على وسط مخيم اليرموك، فيما تستمر
التصريحات السياسية المتباينة في حركة "فتح" حول محاربة "داعش"
والنصرة.
وقال الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية - للقيادة العامة طلال ناجي
في تصريحات له نشرت أمس إن "فصائل منظمة التحرير ترفض استخدام القوة لتحرير المخيم
وإلى اليوم الموقف غير واضح وغير إيجابي رغم كل ما جرى"، مضيفاً: «الدولة السورية
تعلن أنها لن تدخل اليرموك منعاً للمتاجرة بالموقف ضد سورية، ويقولون لنا إنها مسؤوليتكم
نحن نساعدكم بالمناطق التي في أطراف المخيم».
وتابع: «الصراع على النفوذ بين الإرهابيين قائم ولكننا سنمنع تمددهم إلى
أطراف دمشق وسنحرر مخيمنا ولن يكون مخيمنا ممراً أو مقراً للمسلحين».
من جهة ثانية وبعد دعوة عضو اللجنة المركزية في فتح اللواء توفيق الطيراوي
قوات الثورة بمخيمات لبنان إلى التوجه لدعم إخوتهم باليرموك وتحريره من داعش، أكد عضوان
في اللجنة المركزية للحركة أن «الارتباك في مواجهة العدوان جبن وخذلان وسقوط في مستنقع
المهزلة من التاريخ وليست حركة فتح هي التي تحمل سيفاً مثلوماً في مواجهة العدوان على
مخيمات شعبها»، وأن فتح «ستحارب داعش في اليرموك ولو كان الخيار عسكرياً لأن النأي
بالنفس يعني أن الحركة منحازة لداعش». وفي صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»
كتب عضو اللجنة المركزية لفتح مفوض عام العلاقات العربية والصين الشعبية عباس زكي تحت
عنوان «عباس زكي يزيل الغموض عن الموقف من اليرموك»، «رداً على اللغط الإعلامي والتضارب
في المواقف والتصريحات التي صدرت عن العديد من المسؤولين الفلسطينيين في الآونة الأخيرة
حول عدوان داعش وسلالات التكفيريين الأخرى على مخيم اليرموك».
أكد زكي، أن «الصمت على الجريمة خيانة والسكوت عن الحقيقة مؤامرة والارتباك
في مواجهة العدوان جبن وخذلان وسقوط في مستنقع المهزلة من التاريخ، وليست حركة فتح
هي التي تحمل سيفاً مثلوماً في مواجهة العدوان على مخيمات شعبها وليست هي التي تعري
لحم المشردين من أبنائها لسيوف الخونة والمتآمرين من عملاء الأطلسي وكتائب الأشباح
التابعة للموساد والمخابرات الأميركية».
وشدد زكي على أنه لذلك «لن تقف حركة فتح مكتوفة الأيدي عندما يكون العدوان
أجنبياً ويحمل هوية وصفات العدوان الغاشم الذي تعرضت له فلسطين عام 48».
بدوره قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس مؤتمر القدس عثمان أبو غريبة
في مقابلة مع قناة «الميادين»: إن «هناك فارقاً اليوم في موقف حركة فتح مقارنة مع بداية
نشوء الأزمة في سورية، وخاصة في مخيم اليرموك والمخيمات الفلسطينية، وفارقاً آخر بعد
أن احتل داعش مخيم اليرموك». وأكد أبو غريبة أن «الفارق يتلخص في موقفنا من النأي بالنفس
عن الصراع في سورية، لتجنيب شعبنا الويلات»، على حدّ تعبيره.
جاء ذلك في وقت خيم هدوء حذر على الأجواء وسط المخيم، الأمر الذي رفضت
مصادر فلسطينية متابعة لأزمة المخيم رده إلى وجود تفاوض مع المجموعات المسلحة، مجددة
التأكيد أن ما جرى لم «يدع مجالاً للتفاوض». وفي التفاصيل فقد شهد وسط المخيم هدوءاً
حذراً مع حدوث اشتباكات متقطعة في خطوط التماس في شماله بين قوى تحالف الفصائل الفلسطينية
المقاومة واللجان الشعبية والدفاع الوطني ومن انضم إليهم من كتائب «أكناف بيت المقدس»
من جهة وتنظيمي داعش وجبهة النصرة من جهة ثانية.
وأمس الأول أعلنت كتائب «أكناف بيت المقدس» في بيان أصدره مكتبها الإعلامي،
البدء بعملية عسكرية تحمل اسم «على الحق ظاهرين» لطرد داعش من جميع المناطق التي سيطرت
عليها في اليرموك، منذ مطلع شهر نيسان الجاري بالتعاون مع جبهة النصرة.
وإن كان الهدوء الذي يخيم على وسط المخيم مؤشر إلى وجود مفاوضات بين الأطراف
المقاتلة قالت مصادر فلسطينية متابعة لازمة المخيم: «ما جرى أثبت أنه لا مجال للتفاوض»،
مضيفاً: «داعش والنصرة يجب أن يخرجا إلى خارج اليرموك».
وطالبت «النصرة» أمس في بيان بدخول قوافل المساعدات الغذائية إلى اليرموك
عبر شارع راما وادعت بأنها ستقوم بحمايتها مع العلم أن أكثر من 9000 من سكان مخيم اليرموك
في يلدا وببيلا وبيت سحم.
المصدر: وكالات