الإثنين، 09 آذار، 2020
كشف سامي أبو زهري، عضو مكتب العلاقات العربية
والإسلامية في حركة "حماس" عن إتمام الحركة ترتيباتها وإجراءاتها لزيارة
رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية عدداً من الدول، ضمن جولته الخارجية، مؤكداً أن
"ملف تحرير الأسرى الفلسطينيين" هو الشغل الشاغل لقيادة الحركة.
وقال أبو زهري، في مقابلة مع "المركز
الفلسطيني للإعلام": "إن جولة رئيس حماس الخارجية والتي كان آخرها زيارة
موسكو، شكلت تطورا مهما ونقلة نوعية على صعيد العلاقات الثنائية مع موسكو، وما شكلته
من رصيد مهم للعلاقات الفلسطينية الخارجية وعلاقات حركة حماس خاصة".
وأضاف: "هناك جملة من الزيارات التي
أنجز ترتيب بعضها، ولا يزال بعضها جارٍ تحت الترتيب، ولا نريد الإفصاح عن أسماء هذه
الدول، ونترك الإعلان عنها في توقيتاتها"؛ لوجود "أطراف أبدت انزعاجها الواضح
من الجولة، وتسعى للتخريب عليها بكل أسف".
وأكد القيادي في "حماس" أن جولة
هنية ليست جولة متلاحقة، "بل نتحدث عن زيارات تنظم كل زيارة على حدة، نظراً لوجود
جدول لـ"هنية" يتعلق بمتابعاته لوضع الحركة وشؤونها الداخلية نظراً لموقعه
الرئاسي فيها، وجدوله في عمله الدبلوماسي خدمة للقضية الفلسطينية، والموازنة بينهما.
وحول ملف الجنود الأسرى لدى كتائب القسام،
الجناح العسكري لـ"حماس" أكد أبو زهري لـ"المركز" أنه "لا
جديد يمكن الإشارة إليه حتى الآن فيه"، موضحاً أن "قضية تحرير الأسرى في
سلم أولويات حركة حماس، وهو الشغل الشاغل لقيادة الحركة".
وقال: "لن يهدأ لنا بال حتى تحرير
أسرانا من سجون الاحتلال، وسنعمل وسنبذل كل جهد ممكن لتحقيق ذلك".
الموقف العربي من صفقة القرن
وحول الموقف العربي من صفقة القرن الأمريكية،
أوضح أبو زهري أنه دون المطلوب، وليس موحداً، رغم إعلان دول عربية رفضها القاطع للصفقة
متحدية الضغوط الأمريكية.
وقال: "هناك دول عربية تحدت الضغوط
الأمريكية والتي حاولت ابتزازها للقبول في هذه الصفقة، وإعلان دعمها لها؛ وبكل أسف
هناك دول أعطت تعبيرات سلبية، عكست حقيقة موقفها برغبة في تمرير الصفقة".
وأضاف: "الموقف العربي الرسمي تجاه
الصفقة مؤلم ودون المطلوب، ولا يشكل إسنادا حقيقيا للموقف الفلسطيني، وكنا نتمنى أن
يكون هناك صوت عربي مرتفع رسمي في مواجهة هذه الصفقة".
وتابع: "كنا نأمل أيضاً ألا تغلب الحسابات
المصلحية لأي طرف هنا أو هناك على المصلحة الفلسطينية؛ لأننا نتحدث عن صفقة خطيرة يمكن
أن تتسبب في شطب وإنهاء القضية الفلسطينية".
وأكد أبو زهري أن المطلوب من النظام العربي
الرسمي توحيد الموقف في مواجهة هذه الصفقة وعدم السماح لأي طرف في التورط بدعمها.
وفيما يتعلق بالموقف الفلسطيني تجاه الصفقة،
شدد أبو زهري على أنه "موقف جيد ومتماسك، وهو مهم لعزل الصفقة وعدم السماح لأي
طرف عربي بأن يتورط ويتواطأ بشكل رسمي في قبولها".
وأردف بالقول: "الموقف الفلسطيني سيعزل
أي محاولة لخذلان فلسطين، وعملياً مفهوم الصفقة أنها بين طرفين، طالما هناك طرف وهو
الطرف الرئيس الذي يرفض هذه الصفقة، ستبقى محاولة لفرض إملاءات، وليست اتفاقا بين طرفين".
وأشار إلى أن إجراءات مواجهتها فلسطينياً
لا تزال دون المستوى الطلوب، قائلاً: "نحن نتطلع إلى أن يكون هناك اتفاق على جملة
من الإجراءات لإفشال الصفقة ومواجهتها في الميدان، وفي مقدمة ذلك وقف حقيقي للتنسيق
الأمني وتنظيم خروج الشارع الفلسطيني تحديداً في الضفة إلى جانب خروجه المستمر في غزة".
وأكد أهمية تفعيل دور الفلسطينيين في الداخل
الفلسطيني المحتل عام 1948 لمواجهة الصفقة، قائلاً: "الصفقة تشكل تهديداً خطيراً
للوجود الفلسطيني كله وليس للفلسطينيين في غزة والضفة".
وتابع: "عملياً الموقف الرافض هو مهم
وجيد، ولكن مستوى المواجهة متواضع ولا يرتقي إلى حجم ومستوى خطورة هذه الصفقة".
الانتخابات الإسرائيلية
وحول الانتخابات الإسرائيلية البرلمانية،
أشار أبو زهري إلى أنها عكست الوجه الحقيقي للمجتمع الإسرائيلي، قائلاً: "الإسرائيليون
يتجهون نحو العنصرية بوضوح، وهذه هي القراءة الحقيقية لنتائج الانتخابات".
وأضاف: "هذا المجتمع إما أن يختار
يمينيين أو ضباطا قتلة في جيش الاحتلال، ونحن الفلسطينيين لا نميز بين الألوان السياسية
الإسرائيلية، ونعدّ كل هذه الأحزاب هي أحزاب محتلة لأرضنا".
وأردف بالقول: "نتعامل مع الأحزاب
الإسرائيلية بالمسافة ذاتها، ونعمل على إنهاء الاحتلال بغض النظر عمن يقود حكومة الاحتلال،
وسيستمر دورنا بمقاومة الاحتلال ورفضه والعمل على إنهاء احتلاله لأرضنا الفلسطينية".
زيارة الجزائر
وحول زيارته للجزائر، أوضح أبو زهري أن
وفداً قيادياً من الحركة، أنهى زيارة رسمية إلى الجمهورية الجزائرية، ضم إلى جانبه،
ممثل حركة حماس في الجزائر محمد عثمان.
وأوضح أبو زهري، في حديث خاص لـ"المركز
الفلسطيني للإعلام"، أن زيارة الوفد شملت العاصمة الجزائرية، وولايات جزائرية
عدّة أخرى.
وذكر القيادي في حماس، أن الزيارة شملت
عقد لقاءات مع العديد من الأحزاب والمسؤولين الجزائريين، ومؤسسات المجتمع المدني والجامعات
الجزائرية، والتي ركزت على توضيح مخاطر صفقة القرن واستنهاض الموقف العربي في مواجهتها.
وشدد أبو زهري أن الموقف الرسمي والشعبي
الجزائري كان في مقدمة الشعوب الرافضة لصفقة القرن الأمريكية، قائلاً: "الجزائر
لها دور كبير في رفض الصفقة، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أصدر تصريحات جازمة
وقاطعة في رفض الصفقة".
وأوضح أن مختلف الولايات التي زارها الوفد
أكدت موقف الشعب الجزائري في رفض صفقة القرن، مضيفاً: "هذا انسجام مع الموقف التاريخي
الرسمي والشعبي الجزائري إلى جانب القضية الفلسطينية على صعيد المراحل والأزمنة".
وأكد أبو زهري أن مكتب تمثيل حركة حماس
يعمل في الجزائر منذ وقت طويل طبيعيًّا.
وقال: "رغم وجود ممثل للحركة في الجزائر،
فإن الشعب الجزائري كله يمثل القضية الفلسطينية وحركة حماس، ونحن أمام شعب يعشق فلسطين
مثلما يعشق الجزائر".