أبو
طربوش: مؤسسة القدس الدولية تطلق الحملة العالمية "هي القدس" لتكون
محطةً لاستعادة الاهتمام بالقدس
الخميس، 20 حزيران، 2013
أجرى الحوار: آلاء عبدالغني
في
الذكرى السادسة والأربعين لاحتلال كامل القدس أطلقت مؤسسة القدس الدولية الحملة
العالمية" هي القدس" من القاهرة
للتأكيد على عروبة وإسلامية القدس ونشر واقعها وما تتعرض له من تهويد يهدد
مستقبلها، وللإطلاع على تفاصيل الحملة وأهدافها قمنا بمقابلة مع مدير إدارة
الإعلام في مؤسسة القدس الدولية الأستاذ محمد أبو طربوش وكان معه الحوار الآتي:
1- خلال
زيارتكم الأخيرة إلى مصر، أطلقتم حملة "هي القدس". ما هي أهداف الحملة،
وما هو تصوركم عن آليات عملها، والنتائج التي تنتظرها مؤسسة القدس منها؟
أردنا في
مؤسسة القدس الدولية أن يكون إطلاق حملة "هي القدس" من أرض الكنانة من
بوابة التحرير؛ لأننا نستبشر بمصر وأهلها كل الخير، ونأمل أن تهبّ رياح التحرير من
النيل؛ إذ إنه بعد ثورة الشعب المصري المباركة، والحراك الثوري في عدّة دول عربية،
وبعدما رفعت هذه الثورات منذ انطلاقتها شعار "الشعب يريد تحرير القدس
وفلسطين"، رأينا في مصر البيئة الملائمة لانطلاق حملتنا العالمية لنصرة القدس
هذا العام تحت شعار: "هي القدس"، في الذكرى الـ46 لاحتلال كامل القدس.
تتلخص
فكرة الحملة بأن تكون هذه المناسبة محطةً لاستعادة الاهتمام بالقدس، وتذكير الأمة
بأنّ القدس ما زالت تحت الاحتلال منذ 46 عامًا، وأنّ المحتلّ لم يترك حجرًا ولا
بشرًا إلا أعمل فيه آلته التهويدية في سبيل سلخ القدس عن وجهها العربي والإسلامي،
وهذا ما يرتب مسؤولياتٍ دينية وسياسية وإنسانية وأخلاقية ووطنية على كل مكوّنات الأمة،
ومن هنا تهدف الحملة إلى استثمار البيئة الإعلامية والتعبوية والقيمية التي
ستوجدها بالأدوات المختلفة لترجمة تفاعل الأمة إلى دعمٍ حقيقي على مختلف المستويات
لمقاومة الاحتلال ونصرة القدس.
أما
أهداف الحملة، فتتبلور في تسليط الضوء على واقع القدس بعد 46 عامًا من احتلالها
بشطريها الشرقي والغربي، و تفعيل قضية القدس في الخطاب السياسي والإعلامي، وتشجيع
الجماهير العربية والإسلامية لترجمة تفاعلهم مع القدس إلى دعم معنوي ومادي، وإبراز
القدس كقضية جامعة، إضافةً إلى تعزيز مكانة القدس الدينية والتاريخية والسياسية
لدى الأمة، ومقاربة قضية القدس ضمن رؤية شاملة لمشروع التثبيت في مقابل مشروع
التهويد.
2- ما هي
الرسائل التي أردتم توجيهها من خلال إطلاقكم لحملة "هي القدس"؟
هناك
عدّة رسائل أرادت مؤسسة القدس الدولية إيصالها من إطلاقها لحملة "هي
القدس" في القاهرة بتاريخ 29-5-2013م، وأهم هذه الرسائل:
ترسيخ
حقيقة مرور 46 عامًا على احتلال كامل القدس وجعل هذه الحقيقة المؤلمة مؤثرة في
وجدان المتلقي.
ترسيخ
فكرة أن القدس أمانة الأمة وضرورة العمل من أجل إنقاذها.
ترسيخ
فكرة أن التحرك الجماهيري له أبلغ التأثير على قرار الاحتلال لمنعه من الاعتداء
على القدس.
التأكيد
على أن تراجع الاهتمام بقضية القدس يسرّع من محاولات الاحتلال لتحويل القدس إلى
"عاصمة يهودية".
3- كانت
لكم عدّة زيارات في مصر لشخصيات وأحزاب سياسية بارزة. ما مدى التفاعل الملموس من
خلال هذه الزيارات، مع القدس في الوسط السياسي المصري؟
التقى
وفد المؤسسة مع فخامة الرئيس المصري محمد مرسي، ووزير الإعلام المصري الأستاذ صلاح
عبد المقصود، وشيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، والدكتور محمد
بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، والمهندس أبو العلا ماضي رئيس
حزب "الوسط".
كانت
جولتنا في مصر غنية، ولمسنا تفاعلًا كبيرًا مع قضية القدس ليس في الوسط السياسي
المصري فحسب، بل أيضًا في الشارع المصري المتعاطف مع قضية القدس المصيرية العادلة.
لقد
هدفنا من خلال لقاءاتنا إلى تفعيل الحراك السياسي المصري مع القضية الفلسطينية
عمومًا، وقضية القدس خصوصًا، لاسيما في ظل حملة التهويد الشرسة التي تطال المدينة
المقدسة بحجرها وبشرها، بتاريخها وإنسانها وحضارتها.
من
الواضح أن مصر في عهد فخامة الرئيس مرسي، وبعد نجاح ثورتها، عادت تتصدر المشهد
السياسي الدولي في خدمة قضايا الشعوب العربية المتطلعة إلى الحرية والعدالة
والكرامة، ومصر بمواقفها الحقيقية وتضحيات أبنائها تعدّ أول الدول التي كسرت
الحصار عن الفلسطينيين، فمصر تمثل العمق الاستراتيجي للشعب الفلسطيني وقضاياه
العادلة؛ وهناك روابط وعلاقات ومصالح استراتيجية ووطنية وإنسانية وعلاقة جوار، بل
علاقة مصير تربط الشعبين الفلسطيني والمصري، وقضية فلسطين بحاجة لمن يدافع عنها في
المحافل الدولية، ويتصدى للسياسية والحرب الإعلامية والعسكرية الإسرائيلية ضدّها،
ومصر جديرة بأن تحمل هذا الدور.
4- ما هي
الاستراتيجية الإعلامية التي تتبناها مؤسسة القدس الدولية لنصرة مدينة القدس،
وتفعيل حضورها الإعلامي عربيًا ودوليًا في مواجهة الحرب الإعلامية الإسرائيلية
المعلنة على مدينة القدس؟
تتعدد
ميادين الصراع مع المحتل الإسرائيلي، ويشكل الإعلام بوسائله المختلفة أحد أبرز تلك
الميادين التي يحتدم فيها الصراع بين احتلال يستمرّ في ترويجه الكاذب والباطل،
ومحاولة إبراز صورة القدس "اليهودية" منذ أكثر من 46 عامًا، وتزييف
الحقائق، وبين أهل المدينة من المقدسيين.
وتبدو
المعركة غير متكافئة بين الطرفين؛ إذ يمتلك الطرف الأول إمكانيات إعلامية هائلة
داخل الكيان الإسرائيلي وداخل الدول الغربية التي يسيطر اليهود فيها على مؤسسات
إعلامية ضخمة، فضلاً عن الاهتمام المستمرّ بتكريس مدينة القدس "عاصمةً
يهودية" في هذه المؤسسات، فيما يفتقد الطرف الثاني هذه الإمكانية، ويشكل
اهتمامه بالقدس مساحة ضئيلة في وسائل إعلامه، وتبدو قدرته على التأثير في الرأي
العام الغربي ضعيفة جدًّا، ولا شك في أن غياب التخطيط الاستراتيجي للعمل الإعلامي
للقدس يؤدي إلى هذا التخبط والتقاعس والقصور في الإعلام العربي والإسلامي، ومن هنا
تأتي أهمية الاستراتيجة الإعلامية التي تتبناها مؤسسة القدس الدولية في إطار عملها
من أجل القدس؛ إذ تسعى لأن تكون أحد اللاعبين الأساسيين في صياغة التغطية
الإعلاميّة للمدينة، ولتحقيق هدفها هذا تُركِّزُ مؤسّسة القدس الدولية عملها في
أربعة مسارات متوازية هي:
اكتساب
المعرفة الدّقيقة لواقع مدينة القدس والتطوّرات التي تحصل فيها بشكلٍ مستمرّ،
لتحديد الحاجات وأولويّات الدّعم بشكلٍ صحيح وواقعي.
نشر
الثّقافة المقدسيّة الصّحيحة والدّقيقة ومخاطبة وعي المتلقّين لزيادة معرفتهم
واهتمامهم بالتّاريخ والحقائق المقدسيّة.
مراقبة
وضع القدس في وسائل الإعلام وزيادة المساحات المعطاة لمدينة القدس فيها.
تغطية
أعمال المؤسّسة لنصرة القدس وتقديمها والتّعريف بها بالشّكل المطلوب والكافي.
5- إلى أي مدى ساهم الحراك الثوري في عدّة دول
عربية بعودة الاهتمام الشعبي بقضية القدس والمقدسات الإسلامية؟
انتفاضة
الشعوب العربية ضدّ الظلم والقهر هو مصدر قوة للقضية الفلسطينية ولجميع الجهات
التي تتعاطف مع قضية القدس باعتبارها القضية التي تجمع أبناء الأمة العربية
والإسلامية، ونحن بين يدي مرحلة جديدة تبشر بالخير إن شاء الله، وهي مرحلة ربيع
الشعب الفلسطيني وخريف دولة الاحتلال الإسرائيلي.
الدور
الآن للشعوب العربية كي توجّه بوصلتها نحو تحرير القدس؛ لأن عجلة التاريخ لا يمكن
إلّا أن تظل في تقدم مستمر للأمام، والقاعدة تقول إن البقاء لصاحب الحق، ونحن
أصحاب الحق المقدّس بأرض القدس المباركة التي لم ولن يعمّر فيها ظالم.
نحن نعيش
الآن مرحلة حسّاسةً ابتسمت الدنيا فيها لمن ظنوا أنهم الأقوى، إلّا أن التاريخ لا
يجامل أحدًا، والتاريخ علّمنا أن القوي لا يبقى قويًا إلى الأبد وأن الضعيف لن
يبقى ضعيفًا إلى الأبد، وشعوبنا العربية التي نهضت لتمتلك زمام المبادرة قادرةٌ
الآن على خوض معركة التحرير من أجل القدس وفلسطين حتى تحرير كل ذرة تراب من أرضها
الطاهرة.