الثلاثاء، 18 آب، 2020
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية
حماس الدكتور موسى أبو مرزوق: "أن حركة حماس وجميع مكونات الشعب الفلسطيني ترفض
وبشدّة الاتفاق الإسرائيلي-الإماراتي، وهو يضر بشكل بالغ في القضية الفلسطينية، ويمنح
الاحتلال غطاء للاستمرار في جرائمه بحق الشعب والأرض والمقدسات، ونعتبره طعنة في ظهر
الشعب الفلسطيني وتضحياته، وتضحيات الشعوب العربية والاسلامية، وخيانة لتاريخ دولة
الإمارات وشعبها الذي يرى في قضية فلسطين القضية المركزية لهم، وهذا الاتفاق لن يغير
من حقيقة الصراع، وهو مكافئة للاحتلال وتشجيعًا له على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد أبو مرزوق في تصريح خاص للمركز الفلسطيني
لمقاومة التطبيع على رفض ربط تطبيع العلاقات الاسرائيلية الاماراتية بحجة دعم الشعب
الفلسطيني حيث قال: "هذا تبرير واهي، ونحن لا نقبل ايقاف جريمة بحق الشعب الفلسطيني
كالضم مقابل ارتكاب جريمة أخرى متمثلة في تطبيع العلاقة مع الاحتلال، ومع ذلك فإن هذا
التبرير غير صحيح، وصرّح نتنياهو عقب الإعلان
عن الاتفاق بأن خطط الضم لازالت قائمة وأن الاتفاق لا يغير من خططه شيئًا، وكرر تصريحه
في موطن الآخر، وبكل الأحوال، فالضم سياسة اسرائيلية ثابتة، وإن توقف مؤقتًا فسيعودون
له في المستقبل، ويعلم الجميع بأن خطط الضم
تأجلت بسبب الأوضاع الداخلية في الكيان الصهيوني والانتخابات الأمريكية.
ونبه القيادي في حركة حماس أبو مرزوق على
أنه "لا يجب النظر إلى التطبيع على أنه يُضر بالمصلحة الفلسطينية وحدها، فالاحتلال
الاسرائيلي سرطان يحاول الشعب الفلسطيني كبحه واستئصاله، وهو لا يرضى إلا بالتوسع على
حساب العديد من الدول العربية، إضافة إلى العبث بأحشاءها واثارة القضايا الخلافية داخل
هذه الدول أو في العلاقات البينية داخل منطقتنا العربية والاسلامية، وانظر إلى عبث
هؤلاء الصهاينة في ملفات لازالت حاضرة آثارها، سواء مشكلة الأكراد في العراق أو مشكلة
جنوب السودان، وحتى انفصالهم ومشكلة سد النهضة في اثيوبيا، أو مشكلة اللعب بأحشاء لبنان
وسوريا وغيرها، ولهذا فإن وقوف الدول والشعوب ضد هذا التطبيع هو وقوف مع أنفسهم، حتى
لا يقولوا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض، ويجب أن تبدي الدول رفض واضح، وأن تتخذ موقف
معارض تجاه الشخصيات والكيانات المطبعة، وفي المقابل فإن الدور الأكبر للشعوب، فثقتنا
بها أعلى، ونرى أنها صادقة في رفض الاحتلال ومقاومته، وعليهم التعبير عن غضبهم، ورفض
ما يرتبط بالإمارات على المستوى الاقتصادي والثقافي وغيره، كتعبير عن غضبها، وحتى لا
تستسهل قيادات دول أخرى السير على نحو هذا الطريق".
وفي رده على إشادة بعض الأنظمة العربية
على اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي قال أبو مرزوق: "لم نستغرب من إشادة أطراف
عربية بإعلان الاتفاق الاسرائيلي-الاماراتي، فالعديد من الحكومات العربية لا تمثل مزاج
الشعوب ولا نبضها، ولم تكن هذه المعضلة وليدة اللحظة وإنما منذ مستمرة منذ عقود، والنبض
الحقيقي لدى الشعوب العربية التي لا تزال ترى في القضية الفلسطينية قضيتها المركزية".
وأوضح أنه "على دولة الامارات وأي
دولة تنوي التطبيع أن تنظر إلى أحوال الدول التي أبرمت اتفاقيات سلام مع الكيان الصهيوني
سابقًا، ولينظروا إلى ما آلت إليه أحوالهم بعد عقود من ابرام هذه الاتفاقيات، ليدركوا
بأن الهرولة نحو التطبيع لن ينعكس ايجابًا عليهم، وعلى العكس تمامًا، سيتسبب التطبيع
بأضرار في مكانتها وسمعتها".
وفي إشارة لمسار السلطة الفلسطينية واتفاقياتها
مع الاحتلال الإسرائيلي أضاف أبو مرزوق "المشكلة الأساس أننا كفلسطينيين اعترفنا
بالكيان الصهيوني ونبذنا المقاومة وجرمناها واعتمدنا الحل السياسي لمشاكلنا وكل هذه
الأخطاء شجعت معظم دول العالم على الاعتراف بالكيان وإقامة علاقات سياسية معه، فقد
كانت علاقات الكيان مع دول العالم لا تتعدى 73 دولة والآن 163 دولة من مجموع الدول
الأعضاء في الأمم المتحدة، ثم أننا شجعنا بعض الدول لعلاقات مع الكيان كما حدث مع عُمان
وتساهلنا وتعاملنا مع أمريكا كوسيط والعالم أجمع يعلم أن أمريكا لم تكن وسيطًا نزيهًا،
ولم نلتفت إلى قوانا الذاتية ووحدنا صفنا، وراهنا على شعبنا حتى ننهض بقضيتنا ونستعيد
وحدتنا.