القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

أكاديمية دراسات اللاجئين في بريطانيا.. أول أكاديمية متخصصة في دراسات اللاجئين

أكاديمية دراسات اللاجئين في بريطانيا.. أول أكاديمية متخصصة في دراسات اللاجئين
 

الإثنين، 19 تشرين الثاني، 2012

على طريق المطالبة بحق من أهم الحقوق الفلسطينية، وفي سبيل التعريف بأطول قضية لاجئين في التاريخ، أسست قبل عامين تقريبًا أكاديمية دراسات اللاجئين في بريطانيا، أول أكاديمية متخصصة في دراسات اللاجئين، عمل الأكاديمية على مدار العامين أثمر تخريج 400 دارس تقريبًا، جلهم من الفلسطينيين، ولكن من بينهم أيضًا عرب وغير عرب، جمعهم حب فلسطين والسعي للتعرف إلى أوجه معاناتها.

اتصلت الإعلامية فاطمة أبو حية من "فلسطين أون لاين" بمدير الأكاديمية الدكتور محمد ياسر عمرو؛ لتتعرف بشكل أكبر إلى هذه التجربة الجديدة:

يقول الدكتور عمرو عن بدايات الأكاديمية: "أي مشروع يبدأ بفكرة، وهذا المشروع بدأ بفكرة وبدأت تنمو شيئًا فشيئًا"، مضيفًا: "اختيار قضية اللاجئين جاء بالنظر إلى أهميتها، حتى إن البعض يراها الأهم في الصراع مع الاحتلال، فالبعض يقدمها على قضية القدس، إذ يعد الأخيرة نتيجة للأولى، تدخل في نتائج التهجير والاستيلاء على الأراضي العربية، فهذا سبب مركزي إلى جانب البعد الإنساني لقضيتهم، وهذا يجعلها قضية مهمة ينبغي أن تأخذ مساحة واسعة، وكذلك لما وجدناه من ضحالة في ثقافة بعض الناس والشباب والشابات بشأن قضية اللاجئين".

وتابع: "بعد ذلك تبنت جامعة هذه الفكرة وساهمت فيها إلى حد كبير، وخاصة فيما يتعلق بالجوانب الأكاديمية والمنهجية وبرامج التعليم عن بعد، الأمر الذي سهّل العمل، وتلقينا الدعم من أهل الخير لتأسيس الأكاديمية، إضافة إلى جهود العاملين عليها، وفي عشرة أشهر تقريبًا كانت مرحلة الإعداد والتأسيس قد انتهت، ثم بدأنا تدريس الدفعة الأولى، وكانت "دفعة تجريبية" ضمّت أكثر من 50 دارسًا، ثم توالت المشاريع".

وأوضح أن في الأكاديمية حاليًّا برنامجين دراسيين: الأول هو "دبلوم دراسات اللاجئين الفلسطينيين"، ويتم التدريس فيه من خلال برنامج خاص عبر (الإنترنت)، بحيث يقوم المحاضر بإلقاء المادة ويتابعه الطلاب ويتحاورون معه، وذلك في 82 ساعة، بواقع ساعتين أسبوعيًّا، وعلى امتداد سنة دراسية يتخللها امتحان الفصل الأول والفصل الثاني، إلى جانب بحث أو مشروع يقدمه الطالب ويكون موضوعه متعلقًا بقضية اللاجئين، واجتياز ذلك يعني تخرج الطالب.

أما البرنامج الثاني فهو دورة دراسات اللاجئين، وهي دورة قصيرة مدتها ثمانية أسابيع بواقع ساعتين في كل أسبوع، وهي موجهة للطلبة ولمن لا يمتلك الوقت الكافي للالتزام بالدبلوم مدة سنة.

وإضافة إلى ما سبق إن الأكاديمية تعكف على تنفيذ فكرتين أخريين، لكنها لم تنته منهما بعد، وهما ترميان إلى تقديم شيء يخص الأطفال، وهو ما لم تتضح الرؤية الخاصة به حتى الآن، ولم يتم الترتيب له، وكذلك مشروع للتدريس باللغة الإنجليزية يستهدف العرب والفلسطينيين في أوروبا، ولم ينته العمل فيه كذلك، إذ التدريس حتى الآن باللغة العربية فقط.

رؤية الأكاديمية:

"نحو جيل مدرك لحقوقه متمسك بها ويعمل على استعادتها" هذه العبارة هي رؤية الأكاديمية التي وضعتها منذ تأسيسها وتسعى لنشرها بين الناس، وخاصة بين قطاع الشباب، وفق قول عمرو.

أما الأهداف فهي _حسبما بين عمرو_ بناء مساحة معلوماتية واسعة لدى الشريحة الأوسـع من الناس بشأن قضية العودة واللاجئين، وتأهيل وتدريب متخصصين في دراسات اللاجئين الفلسطينيين، ونشر ثقافة حق العودة وأدبيات ومفردات قضايا اللجوء واللاجئين، وإظهار معاناة اللاجئين الفلسطينيين في أماكن وجودهم، إضافة إلى نشر وتبني الدراسات الأكاديمية عن اللاجئين الفلسطينيين، وتعميق مبدأ التمسك بحق العودة.

وقال عمرو: "إنه لا يمكن حتى الآن الحديث عما حققته الأكاديمية من أهدافها، أو إلى أين وصلت في إنجازاتها، إذ ليس من السهل للمؤسسات الأكاديمية دراسة النتائج، ولكن الأكاديمية خرَّجت مجموعة ممن يمكن القول عنهم إنهم متخصصون في شؤون اللاجئين، وكذلك يوجد من يصلحون لأن يكونوا باحثين في هذا المجال"، مشيرًا إلى أن 54 دارسًا التحقوا بالدفعة الأولى وقد تخرجوا جميعًا، أما الدفعة الثانية فقد تخرج فيها 194 طالبًا من أصل 270 شخصًا كانوا قد سجلوا في الدبلوم، وتخرج 160 طالبًا في الدورة الصيفية.

عوامل نجاح

وعن عوامل النجاح التي ساعدت الأكاديمية على شق طريقها، أوضح عمرو أن اتباع أسلوب التعليم الافتراضي وأنظمة التعلم عن بعد المستخدمة في ذلك كان سببًا في تسهيل المهمة، إلى جانب فريق العمل الذي لا يمل أبدًا من المتابعة شبه اليومية، وفق وصفه.

ولكن ثمة عوائق واجهت أكاديمية دراسات اللاجئين، وهي _حسب قول عمرو_ تتمثل في أن التعلم عن بعد ليس مألوفًا لدى الناس، مع وجود مشاكل محلية في بعض الدول مثل عدم انتشار (الإنترنت) وضعف سرعته، وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة.

وأكد عمرو أن الأكاديمية تتميز بأن الدراسة فيها تكون بالبيت، لذا إن الالتحاق بها متاح لأي شخص ومن أي مكان، لكن البعض يتقاعس عن الالتحاق بها؛ بسبب عدم تعوده اتباع هذا النظام في التعليم، مشيرًا إلى أن للالتحاق بالأكاديمية شرطين فقط هما: الرغبة في الدراسة، وأن يكون الطالب حاصلًا على شهادة الثانوية العامة.

وعن فائدة شهادة دبلوم دراسات اللاجئين، أكد عمرو أن ما يتم تحصيله من معرفة في هذا الدبلوم يمثل ثقافة متخصصة لا يمكن تحصيلها في إطار الثقافة العامة، وهي أيضًا شهادة معتمدة تدعم حاملها وتضيف إلى سيرته الذاتية ميزة إضافية، متمنيًا على الدارسين أن يكون السبب الأول للالتحاق بالدبلوم هو رغبتهم في التعرف إلى المزيد عن اللاجئين.

وبيّن أن الفلسطينيين هم المستهدفون بالدرجة الأولى من برامج الأكاديمية، إلا أن الباب مفتوح للجميع للالتحاق بها، وأن الدورة التي عُقدت حديثًا قد ضمت طلبة من خمس عشرة جنسية من العرب وغير العرب ممن يتحدثون بالعربية، ، مشيرًا إلى الأكثر حرصًا على الالتحاق ببرنامج الدبلوم هم أبناء المخيمات، وخاصة المخيمات السورية، ومجموعة من العاملين في مراكز اللاجئين.

وحسب إفادة عمرو، إن الشهادات التي صدرت من الأكاديمية حتى الآن معتمدة من جامعة ماليزية، ولكن بدءًا من الدفعة التالية سيتم اعتماد الشهادات من الأكاديمية لتكون بذلك أكاديمية مستقلة تمامًا، إذ إنها مسجلة في بريطانيا.

مساحة من الحرية

ولفت إلى أن المنهج يغطي كل الحقول والمعارف المتعلقة بقضية اللاجئين تقريبًا، ويستمد من مراجع تحددها الأكاديمية لكل مساق، بحيث تبحث عن الكتاب الأكثر قيمة والأنسب للمادة، أما الطاقم الأكاديمي فتشكيله يعتمد على انتقاء المختصين بغض النظر عن أماكن وجودهم.

وأوضح أن تسجيل الأكاديمية في بريطانيا يعود إلى أن التسجيل والمتابعة فيها أسهل من الدول الأخرى، ولأن مساحة الحرية فيها واسعة، وإلى جانب ذلك إن الرقابة على المؤسسات البريطانية ومتابعتها تضفيان على العمل مزيدًا من المصداقية.

وأعرب عمرو عن أمله بأن تكون الأكاديمية بعد عدة سنوات صانعة لحراك شبابي وثقافي وحقوقي في قضية اللاجئين، ومن ذلك أن بعض الطلبة قد أسسوا صفحات على موقعي التواصل الاجتماعي (تويتر) و(فيس بوك) للحديث عن القضية، وكان ذلك عملًا فرديًّا منهم، مؤكدًا أن الحراك المقصود ليس ثورة على الأرض، وإنما ثورة ثقافية.

وشدد على أن قضية اللاجئين على أهميتها لم تحصل على حجم الاهتمام الكافي، وذلك على الرغم من أنها أعدل قضية لاجئين في التاريخ، وأطولها مدة، وتهتم بالبعد الإنساني بالدرجة الأولى، ثم الوطني ثم الديني.

أجرت المقابلة فاطمة أبوحية - فلسطين أون لاين