
بيروت – شبكة لاجئ نت|| الإثنين، 10 تشرين
الثاني، 2025
في ظل تصاعد الأزمة التعليمية داخل مدارس وكالة
غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا” في لبنان، أجرت شبكة لاجئ نت مقابلة
خاصة مع الحاج أبو أحمد فضل، مسؤول مكتب اللاجئين في العمل الجماهيري لحركة
المقاومة الإسلامية (حماس)، عقب اللقاء الشعبي الموسّع الذي نُظّم في مخيم عين
الحلوة لمناقشة الوضع التربوي المتأزم.
أكد فضل في مستهل حديثه أن الواقع التعليمي في
مدارس الأونروا وصل إلى مرحلة حرجة تنذر بكارثة تربوية، مشيراً إلى أن "الصفوف
باتت مكتظة بشكل غير مسبوق، إذ يتجاوز عدد الطلاب في بعضها الخمسين طالباً، في ظل
نقص حاد في الكادر التعليمي وتأخر في التعيينات، إضافةً إلى استمرار نظام الدوام
المزدوج الذي أضرّ مباشرة بجودة التعليم وأرهق المعلمين والطلاب على حد سواء”.
وأوضح أن اللقاء الشعبي الأخير الذي جمع ممثلين
عن الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والحراكات الشبابية والمؤسسات الأهلية "جاء
بهدف مناقشة الأزمة بشكل علمي وموضوعي، وطرح حلول عملية تضمن الحفاظ على جودة
التعليم في ظل القرارات الأخيرة للأونروا المتعلقة بدمج الصفوف وإقفال بعض
المدارس”.
وانتقد فضل بشدة ما وصفه بـ "السياسات الأحادية
للأونروا”، قائلاً: "الوكالة تتخذ
قراراتها بمعزل عن المجتمع المحلي والمجالس التربوية، في تجاهل تام لرأي الأهالي
والطلاب والمعلمين. هذه السياسة غير المسؤولة تمثل تقليصًا ممنهجًا للخدمات
التربوية، وتؤدي إلى بيئة تعليمية طاردة وغير صحية”.
كما شدّد على أن نظام الدوام المزدوج (Two Shifts) يجب أن يُلغى تدريجيًا لأنه "لا يمنح الطالب
الوقت الكافي لاستيعاب المناهج، ويضعف التفاعل التربوي المطلوب، في حين أن التعليم
هو آخر ما يملكه الفلسطيني من عناصر الصمود، ولا يجوز التفريط به”.
وأضاف فضل أن اللقاء الشعبي خرج بعدد من
التوصيات الأساسية، أبرزها:
· إعادة ترميم
وصيانة المدارس المغلقة، وخصوصاً مدرسة مرج بن عامر في مخيم عين الحلوة.
· إلغاء نظام
الدوام المزدوج والعودة إلى الدوام الكامل.
· وقف دمج الصفوف
والشعب لتخفيف الاكتظاظ وتحسين جودة التعليم.
· بناء مدارس
جديدة ونموذجية لتعويض المدارس المتضررة.
· تخفيض عدد
الطلاب في الصف الواحد وتعديل مدة الحصص الدراسية بما يضمن التفاعل التعليمي
السليم.
وختم الحاج أبو أحمد فضل حديثه بتوجيه رسالة
حازمة لإدارة الأونروا، قائلاً: "التعليم بالنسبة
لنا خط أحمر. نطالب الوكالة بتحمل مسؤولياتها كاملة تجاه اللاجئين الفلسطينيين في
التعليم والصحة والإغاثة. كما نثمّن تحركات الأهالي واللجان الشعبية في بيروت
والجنوب، الذين يعبّرون عن وعي حقيقي ورفض صادق لسياسات التقليص. الدفاع عن حق
أبنائنا في التعليم هو واجب وطني وأخلاقي لا تراجع عنه”.