القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

البطش: جاهزون لأي شكل آخر للانتفاضة

طالب السلطة والجامعة العربية بتبنيها سياسيا
البطش: جاهزون لأي شكل آخر للانتفاضة


الأربعاء، 16 كانون الأول، 2015

أكدّ خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن هناك إجماعاً وقراراً وطنياً بأن تبقى "انتفاضة القدس" شعبية، لافتاً إلى أن السؤال عن دور الفصائل فيها هو ظلم لتضحيات فرسان الانتفاضة الذين ينتمي معظمهم لفصائل المقاومة.

وقال البطش في حوارٍ مع "المركز الفلسطيني للإعلام": "إذا ما استدعت الانتفاضة شكلاً آخر فنحن جاهزون لذلك وهذا ما يقرره أبطال الميدان".

وحذّر القيادي في الجهاد، من انفجار وشيك للأوضاع في غزة إذا ما استمر الحصار وإغلاق المعابر، متوقعا عدوانا صهيونيا على غزة إذ ما قرر الاحتلال حسم الانتفاضة بالقوة عبر نقلها معركتها إلى القطاع.

وفي سياق منفصل؛ دعا البطش رئيس السلطة محمود عباس إلى عقد اجتماع الإطار القيادي لمنظمة التحرير، مؤكداً أن القرار بيده وأن "هذا هو أسرع الطرق لإتمام المصالحة".

ونوه إلى أنه لا يوجد هناك ما يمنع عباس من عقد هذا الاجتماع، مبيناً أن البحث عن مكان لعقده ليس بالأمر الصعب، فإن تعذر في أي عاصمة عربية فتحتويه غزة. كما أوضح.

وفيما يخص ملف الحريات العامة بغزة، فأكدّ رئيس اللجنة أنّ الوضع في قطاع غزة أفضل بكثير مما كان عليه، وقال: "قضايا الحريات العامة لا تكاد تذكر، وإنّ ذكرت فلا تتجاوز أصابع اليد الواحدة".

وأما في قضية معبر رفح، فأوضح القيادي الفلسطيني أن الحل يكمن في تولي حكومة التوافق دورها على المعبر من خلال دمج كافة الموظفين والتعاطي معهم، السابقين والحاليين، وتشكيل إدارة للمعبر تكون مقبولة لدى الجهات المصرية.

وفيما يلي نص الحوار:

* كيف ترى واقع الانتفاضة ؟ وبرأيك ما مستقبلها ؟

بدأت انتفاضة القدس دفاعاً عن القدس وحماية الأقصى من التقسيم ورداً لكرامة المسلمين المهدورة في بيت المقدس، وللتأكيد على أن الأقصى لن يقسم ولذا كانت انتفاضة القدس المجيدة.

أعتقد أنّ مرور ثلاثة أشهر على هذه الانتفاضة منذ انطلاقتها وعلى الرغم من كل المعوقات التي واجهتها سواء من بعض الأطراف الفلسطينية الذين لم ينخرطوا بعد فيها، وحتى التداعي الدولي السريع واللجنة الرباعية ومن بعض الأمراء والرؤساء العرب الذين باتوا يضغطون على السلطة من أجل وقف الانتفاضة، كل هذه المحاولات فشلت من خلال إصرار الشعب الفلسطيني.

الانتفاضة تسير وقد أخذت البعد الأهم، وهو ثورة السكاكين، والبعد الأبرز على عمليات الدهس المنظم في إشارة واضحة على أنها شعبية وأنها مستمرة بإمكانيات بسيطة وإرادة حديدية، لذا نتوقع استمرارها، وفي هذه المرحلة نتحدث عن إنجازات، وإذا ما استمرت لسنة واحدة على الأقل فسنكون على موعد مع الإنجازات، فالعدو الصهيوني سيكون مضطرا لدفع ثمن تضحياتنا ونحن نرنو إلى تحرير الضفة الغربية، لأن شعبنا لا يمكن أن يبقى أسيراً لحواجز الاحتلال ومستوطنيه.

شعبنا يريد أن يتحرر، وبالتالي نرى علميات فردية ونوعية يقوم بها الشباب في تعبير واضح عن رفض الشعب لبقاء الاحتلال، لذا نسعى لاستمرار الانتفاضة، وندعو لرفدها وانخراط كل القوى بها، فنحن نريد تحرير الضفة، ونراه أمراً ممكناً وأصبح قريباً من خلال تضحيات الشعب وانتفاضة القدس الباسلة.

* ما السُبل من أجل استمرارها وتطويرها؟

سبل استمرارها تكمن في انخراط كافة القوى في هذه الانتفاضة وتبنيها سياسياً من السلطة الفلسطينية والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، دعم صمود الناس في القدس والضفة الغربية، والإسراع في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية على قاعدة الثوابت وحماية المقاومة، يجب أن نحترم المضحين في القدس والضفة من أجل إنهاء الانقسام والمباشرة في اتخاذ خطوات لتعزيز الوحدة، والأهم من ذلك أن تتسع الانتفاضة لتشمل كل مدن الضفة الغربية والقدس وأن تكون في كل المناطق، لابد أن تكون الانتفاضة شاملة.

* كيف تراقبون دور السلطة والفصائل من جهة أخرى من الانتفاضة؟

هذا السؤال يطرح دائماً أين دور الفصائل، الفصائل في وسط المعركة، فانظر إلى الشهداء مهند الحلبي الذي فجر الانتفاضة هو ابن حركة الجهاد الإسلامي، ومنفذو عملية ايتمار هم أبناء حركة حماس، كلهم أبناء فصائل وكذا الحال في شهداء غزة.

أنا أجزم أن الشعب الفلسطيني كله معبأ وطنياً في ظل استمرار الاحتلال الصهيوني بارتكاب جرائمه، ولسنا بحاجة لإثباتات بذلك أو شهود، هذا ظلم للتضحيات الواضحة، فالانتفاضة تسير ولكن نحن نركز على أن تكون شعبية تحت راية العلم والكوفية الفلسطينية، وقد أقررنا ذلك في اجتماعاتنا مع الفصائل.

وبإقرارنا أن تكون الانتفاضة شعبية فهذا قرار وطني شامل لا رجعة فيه، وإذا ما استدعت الانتفاضة شكلاً آخر فنحن جاهزون لذلك، وهذا ما يقرره أبطال الميدان.

التهدئة والحصار

هناك إشارات وتصريحات من الاحتلال ترد بين الفينة والأخرى أن الهدوء هش في غزة وأن المعركة قادمة؟ ما رأيكم؟

وهذا ما نؤكد عليه نحن أيضاً أن الهدوء في غزة هش ومؤقت لأنه مرتبط بتنفيذ الاحتلال لشروط وقف إطلاق النار، ولأن العدو لم يلتزم وانحصر فقط في وقف العمليات العسكرية، ونؤكد أن العدو الصهيوني هو المسؤول عن تنفيذ تلك الشروط وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.

قلتم أن الأداء الفلسطيني السيئ ساهم أيضاً في إبقاء الحصار.. ممكن أن توضح لنا ذلك؟

لم يكن هناك سرعة في التئام الوحدة الوطنية حتى يصبح موقفنا موحدا في مواجهة العدو الصهيوني، ولم يكن هناك مبادرة لذلك، والسلطة اكتفت بوقف إطلاق النار ولم تتابع مسألة فتح المعابر كما ينبغي أن يكون عليه الحال، ومن هنا أصبح هناك سيطرة "إسرائيلية" على المعابر مرة أخرى وحصار مستمر والمعابر مغلقة، وهو ما نحذر من خلاله من انفجار الأوضاع في غزة إذا استمر الحصار واستمرت المعاناة لأبناء الشعب الفلسطيني، خاصة أننا أمام انتفاضة هي عنوان للتحدي مع هذا المحتل.

* هل تتوقعون معركة قريبة مع الاحتلال؟

باعتقادنا أنّ هذا أقرب من السبت للأحد، نحن نذكر فقط بتداعيات حرق الشهيد أبو خضير حيث خرجت الضفة احتجاجاً رفضاً لهذه الجريمة، والصهاينة عندما أدركوا أن هذا الواقع لا يطاق بالضفة نقلوا المعركة إلى غزة، وهذا هو أقرب سيناريو الذي قد يتكرر إذا ما وصل المحتل إلى قناعة أن الانتفاضة يجب أن تتوقف، وأن تحسم بالقوة، يكون ذلك من خلال نقل المعركة إلى غزة.

* وماذا عن اتفاقية القاهرة بخصوص هذا الملف حول الميناء والمطار وفك الحصار؟

الاتفاق لم يطبق منه إلا الشق الأول، ولم تطبق باقي الشروط، ولم يتم الالتزام بها من قبل العدو الصهيوني، ونحن شعب تحت الاحتلال نقاتل بما نملك من قدرة.

الوضع العربي سيئ و"إسرائيل" تعربد، ومن يدير المعركة مع العدو فقط هو الشعب الفلسطيني وهو الوحيد الذي تؤشر بوصلته على الصراع الحقيقي والصحيح، وباقي الصراعات استنزاف للأمة وتجسد صراعات لصالح "إسرائيل".

لا توجد مبادرات في مسألة وقف إطلاق النار ونحن وحدنا في المعركة، وأعتقد أنه يجب أن نستعد كفلسطينيين بكل فئات شعبنا للمرحلة القادمة مع العدو الصهيوني، ونحن نتوقع أن يواصل العدو، وقد يذهب العدو للاغتيالات في الضفة وغزة وقد يلجأ لقصف غزة.

المصالحة

* كيف تراقبون استمرار الانقسام؟ وما هو دوركم بهذا الاتجاه؟

الانقسام كان قرارا والمصالحة قرار، وحتى اللحظة بتقديري القرار غير جاهز لإنهاء الانقسام، وحتى اللحظة أصحاب القرار غير جاهزين، والمسألة متعلقة بإضاعة وقت، لذلك عندما تصبح هناك إرادة لدى فتح وحماس، لكن حتى اللحظة للأسف هناك تلاعب بالمصطلحات وتبادل وبالمواقف الحادة والناعمة.

المطلوب منا أن نبذل مزيد من الجهد للوصول إلى تطبيق اتفاق القاهرة لاسيما أن هناك اتفاقاً في القاهرة، وهو لم يطبق حتى اللحظة، وأنا هنا لا أساوي بالضبط بين صناع القرار في المصالحة، فقرار المصالحة بيد الرئيس محمود عباس وإن كان لدى حماس جزء مهم بهذا الاتجاه، لكن الأهم هو لدى أبو مازن، حيث مطلوب منه الدعوة لعقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، وهذا الإطار إذا اجتمع يأخذ القرار وينهي الانقسام ويشكل حكومة وحدة وطنية، وهذا أمر ممكن في هذه المرحلة، الآن هناك تذرع أن مصر لن تقبل وفد حماس، وهذا ليس مبررا، فيمكن عقد الاجتماع في أي عاصمة عربية أو حتى في غزة، وهذا ممكن، وإذا قلنا غزة يعني أن مصر ستكون في الحل.

وإذا هناك تحسس من عقد اجتماع الإطار القيادي، يمكن للرئيس أبو مازن أن يعقد اجتماعاً طارئاً للقيادة الفلسطينية بحضور خالد مشعل ورمضان شلح من أجل الانتفاضة.

هل هناك ما يمنع عباس من عقد الاجتماع؟

لو أنني مقتنع أن هناك دواعيا أو مبررات لعدم عقد هذا الاجتماع، لا أدعوه لذلك، وإذا ما قرر الرئيس ذلك فهذا ممكن، ولكن كل الفصائل بدون استثناء تطالب بعقد هذا الاجتماع، وباعتقادنا أنّ هذا الطريق الأسرع لإتمام المصالحة ونحن نؤكد عليه، وإذا لم يعقد هذا الإطار فعلينا اتخاذ خطوات من أجل حلحلة القضايا.

ملفات غزة

* شكلتم بغزة لجنة وطنية عليا لمتابعة ملف أزمة الكهرباء؟ كيف تسير الأمر بهذا الصدد؟

نحن أمام خيارين إما أن ننتظر أن تكون حكومة التوافق بدورها وهو ما ينبغي، ونحن تواصلنا مع رئيس الوزراء وهو إيجابي كثيراً في هذا الموضوع، وهناك اتهامات متبادلة، فالأزمة أساسها سياسي، وعندما تواصلنا مع رئيس الوزراء اقترحنا كقوى أن نشكل لجنة للتدقيق في الاتهامات الموجهة لموضوع الجباية، وقد قبلت سلطة الطاقة مشكورة بإيجابية عالية بأنّ كشوفات سلطة الطاقة تحت إمرة لجنة التدقيق، وقد بدأت الشركة أعمالها وهذا ما اعتبرناه نحن شهادة صدق لسلطة الطاقة على هذه الشفافية العالية، وستنهي الشركة في نهاية العام أعمالها وهو ما أزال عنصر الشك ونحن جئنا لكي نجدد الثقة، وأن التقارير كانت كيدية مرفوعة للحكومة والرئيس عن سلطة الطاقة، وسيثبت ذلك بكل تأكيد، وهذا سيساهم بأن يستمر إعفاء الضريبة وتدفق الوقود، وإلا سيتحمل كل طرف مسؤولياته، وسنقول من الذي يعوق هذه المسألة.

* ما هو دور لجنة الحريات ؟ وكيف تتابعون عملكم في غزة ؟

لا يوجد قضية تصلنا إلا تتابع، وقضايا الحريات لا تكاد تذكر في غزة والوضع أفضل بكثير الآن مما كان عليه في سنوات الانقسام، اليوم نتحدث عن بعض المخالفات الفردية لا أكثر، وبشكل عام زرت السجون قبل ذلك وكل من في السجون لديهم قضايا، وهناك من هم سجناء على أساس الانقسام والتي نأمل أن تُحل، أما قضايا الحريات العامة انحسرت كثيراً ولا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.

أي قضية يتم متابعتها فوراً مع جهات ذات الاختصاص وهناك تجاوب عالي.

* وماذا عن معبر رفح بعد المطالبة بتسليمه وموقفكم في الجهاد؟

معبر رفح سُبة في جبين الأمة العربية وحتى قادة الشعب الفلسطيني، ولا ينبغي للفلسطيني أن يكون أسيرا أو يعذب لأمرين بسبب معبر رفح ويهان بسبب الإجراءات في معبر رفح، نحن نتمنى على الجانب المصري وعلى الرئيس عباس للمبادرة بفتح معبر رفح وألا يبقوا الناس رهينة لخلاف مع حركة حماس فما هو ذنب الناس؟، الحل أن هناك اتفاق أن يأتي حرس الرئيس لتسلم المعبر كما يريد المصريين وهناك اتفاق المصالحة، ونحن كقوى وطنية وإسلامية أن نقدم بعض الآراء وأن ندرس بعض الأفكار التي قد تفيد في حل أزمة المعبر.

الحل يكمن في تولي حكومة التوافق دورها على المعبر من خلال دمج كافة الموظفين والتعاطي معهم، السابقين والحاليين فكلهم أبناء الشعب الفلسطيني وتشكيل إدارة للمعبر تكون مقبولة لدى الجهات المصرية، والتي قد تستدعي تغيير إدارة المعبر، لذا يجب على الجميع أن يسهل حل الأزمة.

* أطلقتم في حركة الجهاد مبادرة عدّة للمصالحة ؟ ما هي الرؤية التي لا زالت قائمة لديكم؟

نحن لم نطلق أي مبادرة سوى ما توصلنا إليه بالقاهرة، ونحن نبذل جهود للوصول إلى تطبيق اتفاق وهو ما كان ثمرة توافق وطني، وأي خروج عن الاتفاق هو العودة للحوارات والنقاشات، واتفاق الشاطئ كان تفسيرا لاتفاق القاهرة والحل أن يكون الالتزام به.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام