الشيخ جمال خطاب لـ"موقع عاصمة الشتات":
على الجميع العمل اليوم من أجل تأمين مراكز إيواء للنازحين
الإثنين، 15 نييسان، 2013
تعتبر الحركة الإسلامية المجاهدة أحد أعرق الأحزاب
الإسلامية الفلسطينية العاملة على الساحة اللبنانية وقد برزت الحركة برئاسة أميرها
الشيخ جمال خطاب كعامل إستقرار في مخيم عين الحلوة ومنطقة صيدا من خلال تجنيبهما العديد
من الفتن المتلاحقة، ولمعرفة رؤية الحركة حول آخر المستجدات في المخيمات الفلسطينية
ولبنان كان لموقع عاصمة الشتات حوار خاص مع أمير الحركة الإسلامية المجاهدة أمين سر
القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة فضيلة الشيخ جمال خطاب في مكتبه في مركز النور
الإسلامي.
متى أنشأت الحركة الإسلامية المجاهدة؟ وما أهدافها
ومجالات عملها؟واين تتواجد؟
انشئت الحركة الإسلامية المجاهدة في منتصف السبعينات
كحركة اسلامية تسعى الى رفع راية الجهاد ضد الإحتلال الإسرائيلي في وقت لم تكن الحركات
الإسلامية التي تدعو الى الجهاد ذات ظهور واضح وكانت اغلبية الحركات المقاومة للإحتلال
ذات طابع علماني ويساري،والحركة الإسلامية المجاهدة لازالت حتى اليوم متمسكة بتحرير
فلسطين وإقامة الدولة الإسلامية فيها.
واليوم وتماشيا مع التغيرات التي طرأت على الساحة
اللبنانية توسع اطار العمل في الحركة ليشمل العمل الإجتماعي والتربوي والتنموي الى
جانب العمل الدعوي والجهادي.
ولا يقتصر عمل الحركة الإسلامية المجاهدة على
مخيم عين الحلوة فهي تعمل في معظم المخيمات الفلسطينية في لبنان ولها مؤسسات وجمعيات
خيرية فيها.
كيف هي علاقة الحركة المجاهدة مع باقي الفصائل
الفلسطينية الموجودة في المخيمات؟
تتمتع الحركة بعلاقة مع باقي الفصائل الفلسطينية
العاملة على الساحة اللبنانية وهي علاقة قائمة على أساس التعاون لتحقيق ما يصب في مصلحة
الأهالي في المخيمات وهذا إنطلاقا من قناعة لدينا بأن المخيمات لا يستطيع اي طرف ان
يستفرد بحكمها بل بتعاون وتضافر جهود الجميع، ومن هنا فالحركة هي جزء من لجنة المتابعة
للقوى والفصائل الوطنية والإسلامية في مخيم عين الحلوة.
الحركة المجاهدة هي جزء من القوى الإسلامية وفضيلتكم
أمين سر هذه القوى،فلماذا أسس هذا الإطار؟ ومن يضم؟
القوى الإسلامية هي إطار انشىء قبل حوالي العشرين
عاما لكي يكون لقاءا يجمع بين كافة الأطراف الإسلامية في مخيم عين الحلوة ويضم الى
الحركة المجاهدة،عصبة الأنصار الإسلامية،الجماعة الإسلامية والتي اصبحت حركة حماس لاحقا،حزب
التحرير وحركة الجهاد الإسلامي.
والهدف منها تنسيق المواقف تجاه الملفات المستجدة
وتنسيق خطب الجمعة في مساجد المخيم وتتمتع القوى الإسلامية في عين الحلوة بالتكامل
فيما بينها فلا تستطيع اي حركة الإستغناء عن الأخرى ونأمل ان يصبح هذا الإطار جامعا
لكل الحركات الإسلامية ويتم توحيدها في حركة واحدة.
يشهد عين الحلوة بين الفترة والأخرى توترات أمنية
تؤذي المخيم وأهله فهل لدى الحركة رؤية للحد من هذه الإشكالات؟ وما موقف الحركة من
القوة الأمنية المشتركة؟
المشكلة اليوم في المخيم هي غياب اي سلطة تمسك
بزمام الأمور وبالتالي لا يوجد اي قوة امنية تقوم بضبط المشاكل اذا لزم الأمر استعمال
القوة،ولكن في الوقت نفسه اذا نظرنا الى محيطنا القريب في لبنان حيث هناك مؤسسات وقوى
امنية نجد بأن الوضع الأمني ليس بأفضل حال.
ومن هنا فإن ما يجري في المخيم من تهدئة للإحتقانات
والمشاكل اصبح من خلال الحفاظ على التوازن بين الفصائل واستخدام الضغط العائلي على
الأفراد كما حصل في الإشكال الأخير بين آل بدر وآل السعدي وقد اثبتت الدراسات ان الرابط
الإجتماعي يشكل سلطة في المجتمع بغياب السلطة الحقيقية والتي نؤمن انها السلطة الإسلامية.
كيف تنظرون الى الحراك الشعبي الأخير والذي أطلق
عليه اسم المبادرة الشعبية في مخيم عين الحلوة؟
المبادرة الشعبية الأخيرة او غيرها من المبادرات
لها دور مهم ويعوّل عليها إن احسنت التصرف،فأي فصيل واي قوة بحاجة الى اسناد شعبي ليدعمه
وايضا الحركات المطلبية تقوم على أساس الدعم الشعبي وان اردنا وضعه في مكانه الصحيح
فهو يعتبر مكملا لعمل الفصائل.
وبالنسبة للأطر الشبابية المستقلة سواء اللقاء
الشبابي الفلسطيني او غيره ما هي المهمة المتوجبة عليهم؟
تحديد الأمور التي يمكن العمل والمساعدة فيها
والتنسيق مع الفصائل الموجودة لأنه مهما تكن قدرات الشباب فإن ما لدى الفصائل من القدرات
لا يتوفر للمبادرات الشبابية.
وعلى الشباب الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي
التحلي بدرجة من الأخلاق والشعور بالواجب وتحمل المسؤولية.
مع تزايد الحديث في الإعلام اللبناني عن مجموعات
في المخيمات الفلسطينية تسعى لزعزعة الأمن في لبنان،الى أي حد تعتبر هذه المعلومات
دقيقة؟
هناك مشروع يكاد لهذا المخيم ويهدف الى تسليط
الضوء على عين الحلوة تمهيدا لضربه وترويع اهله لخدمة أطراف على الساحة اللبنانية ولذلك
فإننا نسمع كل يوم أخبار لا صحة لها وخير دليل على ذلك الأخبار التي وردت عن إعلان
جبهة النصرة في عين الحلوة او بيع السلاح الى عرسال،فأين هي جبهة النصرة في عين الحلوة
ومن هم عناصرها؟ بالتأكيد غير موجودين،وهل اصبحت عرسال بحاجة الى سلاح من المخيم
!!،هناك تضخيم إعلامي متعمد لزج المخيم في صراعات وازمات خارجية.
لكن اليس هناك شباب من المخيم يعلنون تعاطفهم
مع الثورة السورية او جبهة النصرة؟
مسألة التعاطف مع جبهة النصرة او مع الثورة السورية
هي قضية لا تقتصر على مخيم عين الحلوة ومن يتابع مواقع التواصل الإجتماعي يرى ان التعاطف
من الثورة متزايد في كل المناطق اللبنانية وان كان هناك شباب يخرجون للقتال في سوريا
فكيف يهدد ذلك الأمن في لبنان؟! وما يشاع عن مخططات لضرب اليونيفيل هو عار عن الصحة
ايضا فكيف يستطيع شاب فلسطيني ان يخترق الحواجز الأمنية المشددة على طول طريق الجنوب
اللبناني ليستهدف مراكز قوات اليونيفيل !!
ما هو دور الحركة الإسلامية المجاهدة في ملف
إغاثة النازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا؟
نحاول تقديم المساعدات بالتنسيق مع المؤسسات
الإسلامية من خلال توفير مأوى والبسة وتموين ومواد تنظيف وفرش وتقديم خدمات تعليمية
للأطفال وارشاد إجتماعي للأسر اضافة الى المساعدات النقدية.
على الجميع العمل اليوم من أجل تأمين مراكز إيواء
للنازحين فبعضهم يعيش في خيم ولا أحد حتى اليوم من المؤسسات او التنظيمات او الهيئات
تعهد ببناء مراكز إيواء او بيوت جاهزة داخل المخيم او خارجه رغم صعوبة البناء في الخارج
لأن الدولة اللبنانية تضع قيودا دون ذلك.
ما المطلوب من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
(الأنروا) ومنظمة التحرير الفلسطينية تجاه النازحين؟
ومن واجب الأنروا دفع الإيجارات لمساكن النازحين
وهذه هي اولوية العمل اليوم، اضافة الى توفير المواد التموينية بشكل شهري إضافة الى
الطبابة والعلاج بشكل تام وحل ملف التعليم من خلال إدخال كافة أبناء النازحين الى المدارس.
منظمة التحرير الفلسطينية قدمت مساعدة نقدية
في السابق لكنها لم تتجدد ورغم ان مسؤولي المنظمة يقولون بأنهم يمرون بأزمة مالية لكن
ذلك لا يعفيهم من مسؤولياتهم فبإمكانهم طلب المساعدات من اصحاب رؤوس الأموال الفلسطينيين
في مختلف أماكن تواجدهم في الشتات.
شهدت القوى الإسلامية نقلة نوعية في الآونة الأخيرة
تمثلت بالإنفتاح على الجانب اللبناني بشقيه الشعبي والسياسي، لماذا هذا الإنفتاح اليوم؟
إن الدور الإيجابي الذي استطاعت القوى الإسلامية
تحقيقه في المخيمات وخارجها من تعزيز للأمان ودرءٍ للفتن إنطلاقا من واجبها في الحفاظ
على المخيمات ساهم في بناء جسور التواصل مع الجانب اللبناني.
وقد سعت القوى الإسلامية من خلال العلاقات والزيارات
خدمة أهالي المخيمات فقد قدمت القوى الإسلامية رزمة مطالب للمسؤولين الفلسطينيين تحاكي
مطالبهم في المجالات الإجتماعية والعمل والطبابة وغيرها.
هل هناك سعي الى إيجاد حل نهائي لأزمة المطلوبين
الإسلاميين في المخيمات الفلسطينية؟
الى الآن لا يوجد حل فعلي لمشكلة المطلوبين الإسلاميين
ولكننا نسعى لحلها وطالبنا بإنهاء الملف ولا سيما ان العديد من أصحاب الملفات الأمنية
هم مظلومون ومطلوبون جرّاء بلاغات كاذبة من المخبرين وكذلك بعض الملفات غير بحاجة للقضاء
ولم يصدر بها مذكرة توقيف.
أهم الأحزاب والهيئات الإسلامية اللبنانية التي
تتمتعون معها بعلاقة مميزة؟
إجمالا على الساحة الإسلامية اللبنانية تجمعنا
علاقة جيدة مع الجماعة الإسلامية وكذلك مع حزب التحرير يشقيه اللبناني والفلسطيني والقوى
الإسلامية في الشمال وهيئة علماء المسلمين في لبنان وهناك علاقة مع مفتي صيدا الشرعي
دون اي علاقة مباشرة مع دار الإفتاء في بيروت.
مع تشكيل حكومة لبنانية برئاسة تمام سلام،هل
من رسالة لها؟
المطالب تتكرر دائما علّها تلقى يوما تجاوبا
معها،وهي إقرار الحقوق الكاملة للاجئين الفلسطينيين ولكن طالما ان الحكومة المقبلة
هي مجرد حكومة مرحلية فلا نعتقد انها ستقر شيئا لصالح الفلسطينيين فالأمر مرتبط بالتوافق
السياسي اللبناني وهذا امر غير موجود حاليا.
المصدر: برهان ياسين، عاصمة الشتات