«القليل منكَ يكفينا»
فاطمة الحداد –مخيم البرج الشمالي
خاص «لاجىء نت»
«القليل منكَ يكفينا» عنوان حملةٍ جديد ينطلق وسط اللاجئين الفلسطينيين في مخيم البرج الشمالي بعدما أطلق مركز بيت أطفال الصمود حملته الأولى على صعيد المخيم والمخيمات الفلسطينية في الثلاثين من شهر تشرين الأول ولغاية 15 تشرين الثاني، وذلك لجمع التبرعات المالية لمساعدة النازحين السوريين من اللاجئين الفلسطينيين الذين يقيمون داخل المخيم والذين وصل عددهم إلى نحو 150 عائلة لاجئة وذلك بحسب ما صرحت به السيدة هبة ادريس.
للوقوف على تفاصيل هذه الحملة توجهنا إلى مقابلة العاملة الاجتماعية السيدة هبة ادريس - نائب مدير مركز بيت أطفال الصمود في مخيم البرج الشمالي، متوجهين إليها بالسؤال حول هذه الحملة وإليكم التالي:
لاجئ نت: ما هي الأسباب التي دفعت المؤسسة لمثل هذه الحملة؟
إن تواجد ما يقارب 150 عائلة فلسطينية نازحة داخل مخيم البرج الشمالي مع ظروف اقتصادية صعبة، وعدم قدرة أفرادها في الحصول على عمل تعتاش منه وتكفي به احتياجات أفرادها، وفي ظل ضعف الخدمات المقدمة إلى هذه العائلات واقتصارها على المواد العينية والتي لا تكفي احتياجاتها، وفي ظل تفاقم احتياجات العديد من أفراد هذه العائلات لناحية شراء الأدوية غير المتوافرة داخل عيادة الأونروا، وبحاجة لشراء ملابس الشتاء التي تفتقدها غالبية الأسر بدخول فصل الشتاء، إضافة إلى المبلغ المترتب بدل إيجار المنازل التي استأجرتها غالبية هذه الأسر وشكلت عبئاً اقتصادياً إضافياً على كاهلها، وبعدما قررت بعض الأسر إلحاق أبنائها بالمدارس الرسمية اللبنانية متخذين قراراً بعدم المجازفة بمستقبل أبنائهم في مدارس الأونروا، ما أضاف تكاليف وأعباء اقتصادية جديدة. كل هذه الظروف دفعت المؤسسة بالتفكير في طريقة لمساعدة تلك العائلات فكانت «القليل منكَ يكفينا».
لاجئ نت: ماهي أهداف هذه الحملة؟
للأسباب التي ذكرتها، قرر عدد من الأفراد العاملين داخل المركز إقامة هذه الحملة التي رعتها المؤسسة بعدما بينت الدراسة التي أجراها المركز داخل مخيم البرج الشمالي حاجة الأسر لبعض المال الذي قد يعينها في مقر لجوئها في المخيم، فكان هدف الحملة حمل اللاجئ الفلسطيني في لبنان الذي يقطن المخيم الشعور بألم ومعاناة أخيه اللاجئ القادم من سورية والذي لا يملك مقومات حياته وحياة أسرته، لتمكنه من سد بعض احتياجاتها التي لم تلبها المساعدات العينية المقدمة من المؤسسات.
لاجئ نت: لماذا كان اختيار هذا الشعار؟
نظرا للأوضاع الإقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني في لبنان بسبب الضغوط المفروضة عليه، ونظراً لعدم قدرته على دفع الكثير -فهو بالكاد يستطيع أن يكفي عائلته- وحرصاً منا على إيصال رسالتنا كان الاختيار لنقول للاجئ الفلسطيني داخل المخيم بإمكانك فعل شيء وإن كان قليلاً.
لاجئ نت: ماذا عن جامعي التبرعات المالية للحملة؟
في هذه الحملة لم نستعن بفريق تطوعي، حيث اقتصرت الاستعانة على العاملين الاجتماعيين المتواجدين داخل المركز، فجمع الأموال بحاجة إلى أشخاص ذوي ثقة ممن يثق بهم المركز والناس أيضاً، لهذا اقتصر العمل على العاملين الاجتماعيين.
لاجئ نت: لماذا اقتصرت الحملة على الجمع المادي بعيداً عن الجمع العيني؟
الجمع العيني كان مطروحاً خلال إعدادنا وتنظيمنا للحملة إلا أن الخوف كان من أن يفضل التبرع العيني على المادي في حين أن اللاجئ المهجر بحاجة أكثر حالياً الى التبرع المادي الذي سيمكنه من استكمال بعض احتياجاته التي لم تستوفها المساعدات العينية التي قدمت، مع امكانية القيام بمثل هكذا حملة لاحقاً بعد الفراغ من الحملة الحالية.
لاجئ نت: ماذا عن تفاعل الشارع الفلسطيني داخل المخيم؟
بدأنا الحملة يوم الثلاثاء الموافق 30-10 بدأنا الجمع من حي المؤسسة وصولاً الى حي المدرسة، وفي أثناء جمع التبرعات لم نجد ذلك الاقبال واللهفة من اللاجئ الفلسطيني، فكان ما جمعناه لا يتوافق مع توقعاتنا حيث لم يتجاوز اجمالي المبلغ المجموع ال400$، فقد كانت تصوراتنا وتوقعاتنا تمكننا من تخصيص مبلغ 100$ لكل عائلة، ولكن على هذا النحو نخشى أن يكون حجم المبلغ المجموع مساوياً للتكاليف وعلى هذا النحو تكون الحملة قد بدأت من الصفر لتستقر مكانها دون أن تساهم بحل قليل من أزمة العيش للفئة المستهدفة.
لاجئ نت: ماهي الآليات المتبعة في العمل؟
في هذه الحملة استخدمنا ثلاث استراتيجيات بحسب الإمكانيات المتوافرة التي قدمها المركز من عاملين اجتماعيين وإعلان تلفزيوي على التلفزيون المحلي المبتكر، إضافة لتصوير أوراق الإعلان. الاستراتيجية الأساسية كانت التوجه لجميع منازل المتواجدة داخل المخيم وطرق أبوابها لجمع التبرعات المالية، وطرق أبواب الميسورين في المخيم وخارجه وشرح معاناة اللاجئ السوري الموجود داخل المخيم لجمع التبرعات اللازمة، كما قام المركز بنشر إعلان الحملة على بعض صفحات موقع التواصل الاجتماعي facebook كصفحة مخيم البرج الشمالي وموقع ياصور.
لاجئ نت: هل من خطوات لاحقة لتطوير الحملة؟
كان من المفترض القيام بحملة جمع تبرعات عينية تلي جمع التبرعات المالية، إلا أن مخطط اللجنة الشعبية في القيام بمثل هذه الحملة حمل المركز بالتراجع عن هذه الخطوة، مقابل وضع كامل إمكانيات المركز بتصرف اللجنة إذا طلبت المساعدة، وذلك سعياً في المساهمة برفع المعاناة عن اللاجئ الفلسطيني المهجر من سورية.
غادرنا اللقاء، وفي البال فكرة واحدة، هي أن الفكرة قد تكون راودت الكثيرين من المؤسسات والأفراد في المخيم، ولكن هذه الحملة غرست شيئاً من الأهداف التي رسمت لها بسبب دعم أصحاب الأيادي البيضاء... فأيادي الخير ممدودة وساهمت وستساهم بمسح ألم لاجئ لم يجف نزف جرحه الأول ليذوق ألماً جديداً أجبر وعائلته على دفعه لأنه الحلقة الأضعف في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.