بركة: سلفاتوري لومباردو متورطٌ في قضايا فسادٍ مالي
الجمعة، 22 تموز، 2011
حاوره في بيروت: حبيب أبو محفوظ
كشف ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة عن وجود فسادٍ مالي وإداري في هيئة "الأونروا" بلبنان.
وأكد بركة في حواره مع السبيل أن المدير العام للوكالة في لبنان سلفاتوري لومباردو متورطٌ هو الآخر في قضايا فسادٍ مالي.
وحول المصالحة الفلسطينية أشار إلى أن المصالحة دخلت مرحلة الجمود بعد رضوخ محمود عباس للضغوط الأمريكية والأوروبية بتسمية سلام فياض رئيساً للحكومة القادمة، وتالياً نص الحوار.
- هناك خلافات حادة بينكم كفصائل فلسطينية، وبين وكالة "الأونروا"، ما حقيقية هذا الخلاف؟
القضية ليست شخصية المسألة أن وكالة "الأونروا" بدأت بتقليص خدماتها للاجئين منذ توقيع ما يسمى باتفاقية أوسلو عام 93 انسجاماً مع ما يسمى بعملية السلام، وبالطبع فإن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعانون نتيجة تقليص خدمات "الأونروا" في المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية والإغاثية، وكذلك تقاعس وكالة "الأونروا" في عملية إعادة إعمار مخيم نهر البارد.
- لكن أنتم اتهمتم "الأونروا" ومديرها العام سلفاتوري لومباردو بالفساد المالي؟
هذا صحيح، هناك تفشي للفساد داخل مؤسسة "الأونروا" في لبنان، وخصوصاً أن هناك 47 موظف أجنبي يعملون في لبنان بما فيهم المدير العام سلفاتوري لومباردو ونوابه الذين يتقاضون رواتب تصل مجموعها نصف مليون دولار، للأسف فإن السيد لومباردو قدم وعود لتحسين الخدمات المقدمة للاجئين لكن وعوده ذهبت هباءً ، وكان يدعي أن ليس لديه المال الكافي لإعادة إعمار مخيم نهر البارد والآن لديه مال يكفي لبناء 3 رزم في مخيم نهر البارد، وهو حتى اللحظة لم ينجز رزمة واحدة منذ عام 2009 حيث أنه وعد أنه خلال عام سينجر الرزمة الأولى وبدأ بالإعمار في نوفمبر 2009 على أن يسلمها لأصحابها بعد عام والآن نحن في تموز 2011 وهو لم ينته من بناءها، وهذا نتيجة الفساد.
- ما هي تحركاتكم على صعيد كشف ومواجهة "الفساد" الذي تشهده منظمة "الأونروا" في لبنان؟
نحن في حركة حماس واللجان الشعبية والأهلية قمنا بسلسلة تحركات شعبية من اعتصامات وإضرابات واتصالات مع الجهات اللبنانية والفلسطينية من أجل الضغط على الأونروا لتحسين خدماتها والوفاء بالتزاماتها تجاه شعبنا الفلسطيني اللاجئ في لبنان.
والآن استطعنا أن نشكل إطار موسع يضم معظم القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية واللجان الشعبية والأهلية، ومهمة هذا الإطار القيام بحراك شعبي واسع للضغط على إدارة "الأونروا" من أجل تحسين خدماتها ووقف الهدر والفساد.
- بعد تمسك محمود عباس بسلام فياض كرئيس للحكومة المقبلة، هل نستطيع القول بأن المصالحة الفلسطينية في طريقها إلى الفشل؟
المصالحة الفلسطينية لم تنته، ولم تفشل بعد، لكنها دخلت في مرحلة جمود بإعلان "أبو مازن" تمسكه بسلام فياض رئيساً للحكومة المقبلة، وهذا الموقف من "أبو مازن" أدخل المصالحة مرحلة الجمود، وقد أكد ذلك قبل يومين عزام الأحمد لإحدى الصحف العربية، من أن تمسك عباس بسلام فياض يعرقل المصالحة، ونحن ندرك أن غالبية اللجنة المركزية لفتح لا تريد فياض لكن محمود عباس يطرح سلام فياض التزاماً بالموقف الأمريكي والأوروبي الذي يريد فياض، لأنه يؤمن بما يسمى السلام الاقتصادي الذي يتلاقى مع مشروع نتنياهو.
- قلتم بأن هناك نتائج إيجابية للثورات العربية على القضية الفلسطينية، كيف؟
بالطبع لأن فلسطين لن تتحرر في ظل وجود دول عربية تعترف بالكيان الصهيوني وتسير بالفلك الأمريكي، إذ لا بد من أن يأخذ الشعب العربي زمام المبادرة لأن مواقف الشعب العربي هي في المحصلة مع القضية الفلسطينية.
والمقاومة لا تؤمن بما يسمى بالسلام مع الكيان الصهيوني أو التطبيع معه، وقد أثبت ذلك الشعب المصري الذي وعلى الرغم من مرور 32 سنة على كامب ديفيد، إلا أنه لم يطبع مع الصهاينة وسقوط نظام مبارك وقبله نظام زين العابدين بن علي، هو مؤشر آخر أن هناك تغيير كبير في آتٍ على المنطقة.
نحن نعتبر أن ما يحدث هو زلزال، وسيكون له تداعيات جيدة على القضية، والخاسر الأكبر هو الكيان الصهيوني، ونحن نحيي الثورات العربية والربيع العربي، ونعتبر هذه حالة صحية لأن الشعب العربي بحاجة إلى الحرية والديمقراطية والتنمية الاقتصادية حتى يواصل دعمه.
- كيف تنظرون إلى تصاعد معاناة الأسرى في السجون "الإسرائيلية"؟
أولاً حركة حماس تعتبر قضية الأسرى والإفراج عنهم قضيتها المركزية ومن أوليات الحركة، وما عملية أسر الجندي جلعاد شاليط إلا تأكيداً على أن الحركة تعمل بكل الوسائل من أجل الإفراج عن أسرانا البواسل الذين نوجه لهم التحية على صمودهم من أجل فلسطين وأهلها.
في لبنان قمنا بتحركات شعبية تضامناً مع الأسرى عبر الإعتصامات، أما مقرات الصليب الأحمر أو عبر إقامة لقاءات تضامنية في المخيمات، وكذلك زيارة بعض المسئولين والمؤسسات لشرح معاناة أسرانا البواسل، وخاصة ما يتعرضون له من ممارسات عنصرية من قبل السجان الصهيوني،
نحن في حركة حماس مستعدون للعمل بكافة الوسائل من أجل أن ينال أسرانا البواسل حريتهم، وهناك التزام واضح من قبل قيادة حماس والقسام بالعمل على الإفراج عن كافة الأسرى في سجون العدو.
- إلى أين وصلت المفاوضات بخصوص صفقة تبادل الأسرى؟
أود أن أشير إلى أن الوساطة الألمانية قد توقفت، وانتقلت إلى مصر حيث أن مصر بعد الثورة هي التي تقوم بدور الوسيط حول الصفقة، ولا جديد حتى الآن على صعيد هذه القضية.
- كيف تنظرون في حماس لقضية استمرار اعتصام نواب القدس، دون أي تحركٍ عربي أو دولي؟
بدايةً أوجه التحية إلى نواب القدس ووزيرها المعتصمين في مقر الصليب الأحمر في القدس، وتحية إلى أهلنا في بيت المقدس وكل فلسطين الذين يقفون إلى جانب هؤلاء النواب ويدافعون عن عروبة القدس ويواجهون مشاريع تهويدها.
إن صمود النواب لأكثر من عام في القدس، رغم قرار الإبعاد الصهيوني العنصري ساعد على افشال مشروع التهويد وافراغ المدينة من سكانها العرب، لذلك فإننا نشد على أيدي النواب وعلى أهلنا في القدس وخاصة في أحياءها كالشيخ جراح، وسلوان، وباب العامود.
كما أننا في "حماس" نطالب جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي والدول الصديقة في هذا العالم بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وخصوصاً أهلنا المقدسيين والضغط على حكومة العدو لوقف عمليات التهويد والتهجير التي تنتهجها حكومة نتنياهو، ونؤكد أن لا سلام في المنطقة دون عودة اللاجئين واستعادة القدس الشريف.
المصدر: جريدة السبيل الأردنية