حماس، فجهاد، ففتح... فـ "عـودة"
الأحد، 15 أيار، 2011
أجرت المقابلة إسراء الفاس إسلام الريحاني - المنار
|
|
تدخل على اجتماع لجنة التنسيق لمسيرة العودة، تحدق بين أعضائها علك تميّز الحمساوي من الفتحاوي أو الجهادي، تكرر المحاولة فتدقق في مفردات البعض وعبثاً تحاول، لتجد أن اللغة قد توحدت أمام الثوابت.
الكل جالس هنا، يتبادلون وجهات النظر، يناقشون الإشكاليات ويذللون الصعاب، تكاملت الأدوار واكتمل التنسيق والتفاصيل لا تزال قيد المتابعة، هذا ما أجمعوا عليه، وهذا ما ستقتنع به عند حديثك مع أي منهم. فتاريخ ما بعد مسيرة العودة ليس كسابقه، بل هو يوم سيؤرخ لغد فلسطيني مشرق.. |
وسجل، فمن هنا تبدأ قصة العودة !
الحماسة بادية في وجوه الجميع وبريق فرحة النصر يلمع في عيونهم، وعندما تسأل عن السر، يباشرونك: دع الإجابة لنهار الأحد 15 أيار 2011.. هنا يراود كل من يبحث عن الاجابة الكثير من الاسئلة ،ماذا سيحمل هذا التاريخ؟ ،هل ستكون خطوة الالف ميل نحو تحرير فلسطين؟ ..عيونهم شاخصة وهذا اكبر دليل على ان ارض القدس لا تزال في وجدانهم ...
فكرة "فايسبوك" ساهم الغباء الإسرائيلي في تفعيلها
|
|
توجهنا إلى المنسق العام لمسيرة العودة (ياسر علي)، وفي جعبتنا تساؤلات أخرى امتزجت بنوع من الحماس الذي لم نعهده إلا عند اشتداد الملاحم.
كان الناشط الفلسطيني مدركاً قيمة ما فقده، وفي كلامه ثقة ويقين بأن ما بعد الأحد 15 أيار/مايو 2011 يختلف عما قبله؛ فإحياء ذكرى النكبة في ما سبق "لم يكن ضمن مشروع توحيدي يجمع الكل،" وكان للثورة المصرية الدور الأبرز في ما قدمته من نموذج للفلسطينيين، استطاع فيها الشباب المصري توحيد أطياف مجتمعهم كافة في ساحة واحدة. "في مصر صار القبطي يصب ماء الوضوء للسلفي"، وهذا طبيعي طالما أن "الظلم والعدوان يوحدان، فينبغي بالإحتلال أن يوحد أكثر،" بحسب علي. |
واستطرد الناشط الفلسطيني قائلاً أن فكرة مسيرة العودة بزغت في شهر شباط من خلال صفحة "الإنتفاضة الثالثة" على موقع التواصل الإجتماعي "الفايسبوك"، مع تصاعد الثورة المصرية وبدء الحديث عن سقوط حسني مبارك. وقد ساهم الغباء الإسرائيلي بدوره في تفعيل الفكرة، إذ "قدم الإسرائيليون شكوى إلى إدارة الفايسبوك ضد الصفحة المذكورة بعد أن كانت تضم حوالي 250,000 مشترك، فتم إقفالها، وسرعان ما انتشرت مئات الصفحات التي تحمل الإسم نفسه، إلا أن الفاعلة منها لم يقل عددها عن الثلاثين صفحة."
مسيرة الإنتفاضة خطوة تراكمية في طريق الانتفاضة المستمر
وحول احتمال تكرار المشهد المصري في فلسطين، قال علي: "أنا لا أزعم أن أحداً شارك في إطلاق الثورة المصرية وهو يدرك ما ستؤول إليه الأمور، لكن الأمل كان موجوداً،" مضيفاً بأن نجاح فكرة مسيرة العودة قد حسم منذ البداية بمجرد أن توحدت صفوف الفلسطينيين للقيام بنشاط واحد.
"نحن نراهن على أن مسيرة هذا اليوم ستكون خطوة تراكمية في طريق الانتفاضة المستمر"، وتابع علي "هذه هي البداية، وما بعد 15 أيار ليس كما قبله،" رافضاً الإعلان عن أي تفاصيل أخرى.
وأكد المنسق العام للمسيرة أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يؤمنون بالعودة ولو بعد حين، مستشهداً بالإحصاء الذي أجرته اللجنة المنظمة لمسيرة العودة: "سألنا الناس: هل أنت مع حق العودة، رفضوا الإجابة على السؤال باعتبارهم أن العودة حق! فغيرنا السؤال ليصبح: هل تؤمن بالعودة ولو بعد حين؟ وكانت النتيجة أن 89% من الفلسطينيين في لبنان قالوا نعم نؤمن." فالإيمان موجود.. وهو يعزز بالعمل.
وفي ختام حديثه معنا، لفت الناشط الفلسطيني أنهم – كفلسطينيين - لطالما حرصوا في كل المسيرات السابقة على دعوة كبار السن وصغاره، "لأن ذلك يعني أن نسلم الأمانة للصغار"، على حد تعبيره، ًمضيفاً هناك مقولة مستهكلة تقول "الكبار يموتون والصغار ينسون، ونحن نقول أن الإسرائيليين تورطوا بالصراع معنا لأن الشعب الفلسطيني لا ينسى حقه."
"ما لازم يكون في مشهد متكرر، المشهد الجاي مشهد التحرير"..
ختم ياسر علي حديثه، مفسحاً المجال لمداخلة عضو لجنة التنسيق الشاب سامي حمود الذي اختصر تاريخ فلسطين في ثلاثة مشاهد، أولها في عام 1948 عندما بدا مشهد الخروج من فلسطين بشكل جماعي مريع ومخيف، وثانيها في عام 2011 بينما تعبر مسيرة العودة في مشهد هو اليوم أشبه بالخروج القسري ولكن بصورة معكوسة، فالرجل المبعد عن أرضه يعود مع أولاده وأحفاده... وثالثها مشهد ينبغي أن يكون التحرير.. معقباً: "ما لازم يكون في مشهد متكرر، المشهد الجاي مشهد التحرير".
ودّعنا الأخوة وصدى كلمات سامي حمود -التي تعبر عن امال كل الفلسطينيين - يتررد في آذاننا "ما لازم يكون في مشهد متكرر، المشهد الجاي مشهد التحرير"..
من نافل القول أن مسيرة العودة هي تعبير معنوي صارخ بوجه عدو جائر وفلسفة صمود جديدة انتهجها شباب لم ينس فلسطين حفظ الامانة التي عرشت في قلبه وجوارحه كمبدأ وعقيدة تسري في دمه وتعشعش في موطن افكاره لتصبح فلسطين النكبة ،الذكرى ، الجهاد ، التحرير والعودة ... غدا ستهز قبضات اهل الارض التي سلبها الاسرائيليون عروش طواغيتهم وسيعرفون أن مع اشراقة يوم الاحد الواقع في 15-5-2011 يبزع فجر جديد يحمل لهم البؤس والهزيمة وشر القصاص... فلا بد لقصة العودة من نهاية تكون فتحاً بعد حماسٍ يعقبه جهاد!