صبري: حصار القدس أشد وأنكى من حصار غزة.. غطرسة الاحتلال قد تشعل انتفاضة ثالثة
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام
صرح الدكتور الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية
العليا، وخطيب المسجد الأقصى المبارك، أن الاعتداءات الصهيونية الحالية قد تشعل انتفاضة
ثالثة لأنها تستفز مشاعر أهل فلسطين والعرب والمسلمين.
واعتبر الشيخ صبري في حوار خاص بـ "المركز الفلسطيني
للإعلام" استشهاد الشهيد عرفات جرادات مؤشرًا على الغطرسة الصهيونية بهدف تخويف
الشباب الفلسطيني من أن يقاوموا الاحتلال.
ورأى أن الاقتحامات اليومية من قبل المتطرفين للمسجد
الأقصى المبارك تجعل الأقصى في خطر حتمي، مشيرًا إلى أن الحكومة الصهيونية وحدها هي
التي تخطط لاقتحامات الأقصى.
وقال في تعليقه على زيارة الرئيس الأمريكي أوباما
للمسجد الأقصى المبارك في العشرين من شهر آذار (مارس) القادم "إن زيارة أي مسؤول
رسمي نرحب بها لزيارة المسجد الأقصى المبارك بالشروط المعهودة التي تضعها الأوقاف الإسلامية".
وفيما يلي نص اللقاء:
هل نحن على أعتاب انتفاضة ثالثة حسب وجهة نظرك؟
حينما قامت الانتفاضتان الأولى والثانية، فإن الشعب
لم يستشر أحدًا، وإنما كانت انتفاضة عفوية نتيجة التراكمات لتجاوزات الاحتلال الصهيوني
البغيض الظالم، وإن هذه الاستفزازات الحالية والتجاوزات والاعتداءات قد تشعل انتفاضة
ثالثة وبشكل عفوي، لأن الاحتلال تغطرس في تعامله مع الأسرى وإن أعماله غير الإنسانية
تستفز مشاعر أهل فلسطين، بل تستفز مشاعر العرب والمسلمين جميعًا، وبالتالي من المتوقع
أن تشتعل انتفاضة ثالثة، ولكن المهم في الموضوع أن تدعم الدول العربية والإسلامية هذا
الشعب المقهور لا أن تتركه وحده متفرجة ماذا يمكن أن نعمل، ونؤكد على الشعار الذي رفعناه بالسابق "لا تتركونا وحدنا" على
جميع الأحوال.
الشارع الفلسطيني يغلي بسبب تجاهل الاحتلال لقضية
الأسرى، كيف تنظرون إلى استشهاد الشاب جرادات؟
إن استشهاد عرفات جرادات كان نتيجة متوقعة من قبل
الجلاد الصهيوني، ذلك السجان الظالم الذي يتبع أساليب وحشية ضد المعتقلين، فلم يحتمل
الشهيد جرادات هذا التعذيب الذي فاق عن المعقول، واستشهاده مؤشر للغطرسة الاحتلالية
وبهدف تخويف الشباب الفلسطيني من أن يقاوموا الاحتلال.
كيف تقيم وضع المسجد الأقصى المبارك في ظل اقتحامات
المتطرفين المستوطنين اليهود؟
إن الاقتحامات اليومية من قبل المتطرفين للمسجد
الأقصى تجعل الأقصى في خطر حتمي، وكنا نقول في السابق "الأقصى في خطر"، ولكن
الآن الأقصى في أخطار، والمستوطنون المتطرفون لا يعبثون وحدهم، بل إن الحكومة الصهيونية
وحدها هي التي تخطط لاقتحامات الأقصى، وإن الفيلم الأخير الذي صدر من قبل وزارة الخارجية
الصهيونية هذا الفيلم يكشف النوايا المبيتة للحكومة الصهيونية ضد المسجد الأقصى المبارك؛
فالأمر لم يعد يتعلق بالجماعات المتطرفة بل هو أخطر من ذلك، فالأمر يشمل السياسيين
كما يشمل الرسميين أيضًا.
هل ترحبون بزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى المسجد الأقصى المبارك؟
من حيث المبدأ، فإن زيارة أي مسؤول رسمي نرحب بها
لزيارة المسجد الأقصى المبارك بالشروط المعهودة التي تضعها الأوقاف الإسلامية.
وهناك ثلاثة شروط لم توضع خصيصًا للرئيس الأمريكي
أوباما، بل هي موجودة كبروتوكول منذ عام 1967:
-
أن لا يكون دخول الزائر من باب المغاربة، لأن باب المغاربة مغتصب من قبل
الاحتلال "الإسرائيلي" منذ عام 1967 وحتى الآن وليس لأننا نتنازل عن باب
المغاربة حيث لا تنازل عنه ولكن الذي نخشاه أن يستغل هذا الموضوع لإيهام الزائر بأن
السيادة للاحتلال الصهيوني؛ ونحن نقول الزائر الرسمي ممكن أن يدخل من باب الأسباط وأي
باب من الأبواب الخارجية للمسجد الأقصى باستثناء باب المغاربة.
-
أن لا يرافق الزائر الرسمي أي مسؤول صهيوني؛ وهذا شرط موجود منذ عام
1967 لأن السيادة للمسلمين وللوقف الإسلامي ولا نعترف بأي سيادة صهيونية،
-
أن لا تكون الزيارة مسيسة، أي لا يكون لها هدف سياسي، فالزائر الذي يزور
الأقصى يكون هدفه: الاطلاع، التعارف، السياحة؛ لكن ليس لهذه الزيارة أي مدلول سياسي.
كيف تصف أحوال المقدسيين في مدينة القدس على ضوء
تضييق الخناق المفروض عليهم؟
مدينة القدس محاصرة ، كما أن غزة محاصرة، وأرى أن
حصار القدس أشد وأنكى من حصار غزة، وبالتالي إن أهل بيت المقدس يكتوون بنار هذا الحصار،
فلا فرص عمل ولا رخص للبناء، وهدم البيوت على قدم وساق.
ما هو المطلوب عربيًّا وإسلاميًّا لنصرة المقدسيين
في مدينتهم؟
نقول للعرب والمسلمين، إن القدس اليتيمة الأسيرة
شأنها شأن مكة المكرمة والمدينة المنورة، وإن الأقصى المبارك شأنه شأن الحرم المكي
والمسجد النبوي؛ فالقدس ليست لأهل فلسطين وحدهم بل لجميع العرب والمسلمين؛ والمسؤولية
مشتركة وشاملة، وبالتالي فإن الله عز وجل سيحاسب كل من يقصر في نصرة مدينة القدس.