الرئيس الفلسطيني أكد حبه
للكويت وتقديره لأميرها وشعبها
عباس لـ «الأنباء»: أتمنى
الهداية لحماس وأدعوها للمصالحة من دون شروط إضافية بعد التغيرات في المنطقة
بيروت: عدنان الراشد -
محمد الحسيني - عمر حبنجر
في زيارته الأولى للبنان
كرئيس لدولة فلسطين، أطلق الرئيس محمود عباس «أبو مازن» نهجا جديدا في العلاقات بين
الدولتين والشعبين، وأرسى منطقا من التعاون افتقده لبنان مع بعض الآخرين، وبعد 3 أيام
موصولة الليل بالنهار من اللقاءات والمباحثات مع المسؤولين اللبنانيين ومع قادة الفصائل
الفلسطينية توصل الى رسم حدود العلاقات الواجبة بين الفصائل الفلسطينية مجتمعة ومتفرقة
وبين هذه الفصائل الموحدة المرجعية تحت راية سفارة دولة فلسطين، وبين الدولة اللبنانية.
كان واضحا للغاية، بل صريحا
وشفافا في وضعه النقاط على الحروف إزاء بعض المسائل العالقة والشائكة عن المصالحة الفلسطينية
التي هي في رأس أهداف هذه المرحلة، وانها تعثرت «لكن إذا وافقت حركة حماس على إجراء
الانتخابات التشريعية فنحن جاهزون لها في غضون 3 أشهر».
وقال أبومازن لـ «الأنباء»:
«لا شروط جديدة على حماس»، وأضاف: شرطنا القديم لم يتغير ولن يتغير.. تشكيل حكومة تكنوقراط
برئاستي للإشراف على الانتخابات التشريعية، ومن ثم الانتخابات الرئاسية.
انتخابات نزيهة
وكرر أبومازن استعداده
لإجراء انتخابات حرة ونزيهة في فلسطين، متمنيا ان يهدي الله حركة حماس لإنهاء هذه المرحلة
المخجلة من حياتنا نتيجة الانقسام الحاصل.
وعن العلاقات مع لبنان،
قال الرئيس عباس كلاما قاطعا وكرره في اكثر من لقاء ومناسبة: نحن ضيوف مؤقتون في هذا
البلد، وتحت القانون ولسنا فوقه، ونحن عنصر ايجابي ولا نتدخل مع هذه الجهة أو تلك ولا
نبدي رأيا بالأحداث العاصفة ببعض البلدان العربية، وأملنا ان تحقق مهمة وزير الخارجية
الأميركية جون كيري العائد الينا بعد عدة أسابيع باستئناف المفاوضات مع اسرائيل، التي
اعتبرها البداية «بداية تحقيق أهدافنا الوطنية وعلى رأسها القدس، ونعاهد الله على أنه
إذا لم تكن القدس عاصمة فلسطين فلن يكون هناك حل».
وخلال زيارته الأطول نسبيا
الى لبنان ومحادثاته الأكثف مع المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين والتي واكبتها «الأنباء»
عن كثب، أكد أبومازن مكررا على حل الدولتين في فلسطين وليس الدولة الواحدة، واعترف
ولأول مرة كزعيم فلسطيني او عربي بوجود تقصير تجاه الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة
والعالم، حتى لا تبقى هذه الجاليات تسمع بأذن واحدة ومن لسان واحد، هو لسان رئيس حكومة
اسرائيل نتنياهو، مقللا من أهمية الأمر الواقع الذي تحاول الحكومات الاسرائيلية من
خلال بناء المستوطنات او توسيعها، لأن كل الاستيطان الحاصل بعد 1967 غير شرعي، وسنتفاوض
على هذا الاساس وحسب.
اتفاق التهدئة
ضمن الاسئلة الكثيرة التي
طُرحت عليه سؤال يلاحظ غياب المقاومة عن خطاب رئيس منظمة التحرير، وكان جوابه اكثر
صراحة مما توقعه السائل: «لن أقول كلمة مقاومة مسلحة بعد اليوم، وقد جربناها، وكان
آخرها الانتفاضة الثانية التي دمرت كل شيء وحصلت حرب 2007 و2009، ولأول مرة رعت مصر
اتفاقا للتهدئة بين حماس وإسرائيل يعتبران العمل المسلح عدائي». وقال: انا لست مستعدا
لاطلاق صاروخ عبثي كي أدمر بلدي، انا لست عبثيا ولا مغامرا لكن كل المقاومات السياسية
والديبلوماسية مفتوحة.
وعن السلاح خارج المخيمات
الفلسطينية وداخلها، وما إذا كان الرئيس اللبناني ميشال سليمان فاتحه بشأنه، قال: نحن
الآن ضيوف في لبنان، لقد كانت عندنا مقاومة في الماضي تبرر حمل السلاح، فما هو مبرر
حمله الآن طالما لا مقاومة؟ نحن نعيش في ظل السيادة اللبنانية فما هي قيمة السلاح داخل
المخيمات؟ وما الذي يفعله هناك؟ اننا نرفض ان يكون الفلسطيني طرفا في أي صراع داخلي
وفي أي بلد.
وبصراحته المعهودة، قال
ردا على سؤال أنا أمون على سلاح المنظمات التابعة لمنظمة التحرير، وغيرها من المنظمات
لا تأخذ بتوجيهاتنا، ومن هنا قد تجد في بعض المخيمات عرب وعجم وشيشان وسعوديين وسوريين،
وانا اعتبر أن اي سلاح فلسطيني في لبنان بيد الرئيس اللبناني والحكومة اللبنانية.
اعلان الرئيس الفلسطيني
هذا طرح اسئلة كثيرة حول مصير الأسلحة الفلسطينية خارج المخيمات، وأين اصبح، ولماذا
تقف الدولة اللبنانية والسلطة الفلسطينية عاجزتين عن اعادته الى داخل المخيات؟ وماذا
عن دور الدولة في تنظيم اوضاع المخيمات، وما هي قدرة سلطة عباس على ذلك في ظل تنامي
الحركات الاصولية والسلفية فيها، ولاسيما مع تدفق الفلسطينيين من مخيمات سورية الى
لبنان.
والجدير بالذكر ان السلاح
الفلسطيني خارج المخيمات خاضع عمليا للنظام السوري، وهو بعهدة المنظمات الفلسطينية
التابعة لدمشق كالجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، وفتح الانتفاضة والصاعقة، وهو متواجد
في معسكرات: الناعمة جنوب بيروت، وقوسايا وحلوى في البقاع الغربي، ومن هنا قول الرئيس
عباس ان هناك تنظيمات «لا علاقة لنا بهم ولا نستطيع أن نعطيهم الأوامر» مطلقا الحرية
للدولة اللبنانية في التعامل بهذا الشأن.
الى ذلك، ابلغ عباس جميع
الفصائل الفلسطينية التي التقته في مقر اقامته في فندق فينيسيا ضرورة عدم التورط في
الاحداث اللبنانية.
وردا على سؤال حول نسبة
ضمانته للالتزام بهذا التوجه، قال: نظريا الامر مضمون، اما بالنسبة للمتطرفين الفلسطينيين
فإن هؤلاء قد لا يختلقون المشاكل، لكنهم لا يعلنون حربا ولا يوصلوننا الى حرب، وقد
طلبت اليهم عدم التدخل ايضا.
وفضلا عن ذلك، كان ثمة
اسئلة اضافية طرحتها «الأنباء» على الرئيس عباس فيما كان يتهيأ لمغادرة فندقه الى القصر
الجمهوري لوداع الرئيس ميشال سليمان رسميا ظهر السبت تمهيدا للمغادرة. وعن الدور الذي
لعبه في مجال منع بعض الفصائل من التورط بأزمة الاسير، قال عباس: كان لنا دور حازم
في وأد الفتنة، فهذه هي سياستنا هنا، وكانوا سعداء جدا، وكانت الزيارة مقررة قبل الاحداث،
وجاءت مناسبة ان نتكلم عن الازمة وعن مشاكلنا الفلسطينية الدولية وغيرها. التقيت نسيجا
واسعا من القيادات اللبنانية من مختلف الاتجاهات ثم التقيت الاخوة الفلسطينيين، كل
الفلسطينيين المتواجدين هنا في لبنان من كل الفصائل والاتجاهات، لذلك كنت سعيدا بلقائي
معهم، لأن هناك اناسا يخربطون وكانت لقاءات امس بداية لاستيعاب كل الناس، وقد تعدى
الحاضرون الـ 100 شخص، وأحدهم قال كلمة طيبة جد، حيث وصف اللقاء بالمصادفة الحميدة،
فكل الفلسطينيين مجتمعون من كل الاطياف، ولكن مع الاسف في بعض الدول الشعوب تتقاتل.
السفارة الفلسطينية
وردا على سؤال، قال: نعم
الاجتماع كان تحت مظلة الرئاسة الفلسطينية، وتحدثنا اليهم بالكلام الذي تحدثنا فيه
الى الرئاسة اللبنانية ولم نتحدث هنا بلغة وهناك بلغة اخرى.
وبسؤاله عما اذا كانت كل
الفصائل الفلسطينية في لبنان، بما فيها حركة حماس ستتحرك تحت راية السفارة الفلسطينية
المعتمدة في بيروت، اجاب: نعم.
وهل يعني ذلك ان الدولة
اللبنانية تستطيع من خلال الاتصال بالسفارة معالجة كل الامور المتصلة بالوضع الفلسطيني
في لبنان، اجاب: نعم، السفارة هي مرجع الجميع، ولو انه سيصيبنا بعض التعب وهذا طبيعي،
اذ ربما احدهم قد يسرب هيك او هيك، وعلينا ان نضبط السلوكيات وهذا يتطلب بعض الوقت
والجهد ونحن مستعدون لضبط كل الناس، تحت راية منظمة التحرير، وسأرسل وفودا الى الفصائل
للمتابعة.
جواز سفر
وسئل عن جواز سفر دولة
فلسطين ومتى ينتظر تعميمه بدلا مما يسمى بوثيقة سفر فأجاب: علينا الاتفاق بهذا الشأن
مع الإسرائيليين، لأننا نحن من يصدر الجواز لكن على حامله الدخول عبر حواجزهم، فالمنافذ
بأيديهم وسيحمل الجواز اسم دولة فلسطين بدلا من السلطة الفلسطينية بعدما حصلنا على
اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية وكل أوراقنا الرسمية باتت باسم دولة فلسطين،
إنما هذا يحتاج للتطبيق من قبل المنظمات الدولية، هناك 63 منظمة دولية يجب ان ننتمي
إليها كمحكمة العدل الدولية وكمحكمة الجنايات الدولية ومعاهدات جنيف الأولى والثانية
والثالثة والرابعة واتفاقية فينا للعلاقات الديبلوماسية، كل هذه الاتفاقيات علينا طلب
الانتماء إليها وهذه المسألة تصطدم الآن مع الأميركيين والإسرائيليين الذين عارضوا
الدولة الفلسطينية وسنعالجها بهدوء وإن شاء الله خير.
حب الكويت
وقيل له ان الكويت تحبك
من اميرها الى حكومتها الى شعبها، فقاطع القائل قائلا: والله انا احبهم واقدرهم.
وقيل له افتتحت سفارة فلسطين
في الكويت وعلينا مطالبتك بتعزيز كادر السفارة اقله بمستشار اعلامي، فنحن الصحافيين
الكويتيين كنا اول من شق طريق الاعلام العربي اليكم بعدنا كرت السبحة وصار الآخرون
يتجرأون على الذهاب، وكدنا ان نسأل الصحافيين اللبنانيين خلال مؤتمركم الصحافي لماذا
تذهبون الى اي مكان ولا تذهبون الى رام الله؟ فأجاب عباس: هناك حظر لبناني رسمي على
الانتقال الى الضفة وعبور المنافذ الاسرائيلية وسأفاتح الرئيس ميشال سليمان الذي سأودعه
بعد قليل بهذا الامر.
واضاف: الحقيقة ان رئيس
الجمهورية ورئيس المجلس ورئيس الحكومة والكل لا مانع لديهم من فتح الابواب، لكن بعض
القوى اللبنانية (التي لم يسمها) لديها بعض الاعتراضات، وبالامس كلمني بعض الصحافيين
وطلبوا اجراء مقابلات وقلت لهم اهلا وسهلا، فأشاروا علي ان اتحدث الى الرئيس سليمان
فوعدتهم ان اتحدث اليه، وانا متأكد انه سيوافق، متأكد مليون بالمائة لأن الرجل متجاوب
الى اقصى الحدود.
الحكومة الفلسطينية
وعن تشكيل الحكومة الفلسطينية
الجديدة متى وكيف؟ قال: هذا امر يتوقف على المصالحة الفلسطينية.
وقلنا له الآن غزة بحاجة
اليك، هم محتاجون اليك بشدة، الجيش المصري اقفل الانفاق والمعابر ومن غيرك يستطيع التدخل
لمعالجة الوضع، انت الآن المنقذ، فأجاب: نحن نتعامل مع الظروف بما يجب.
وقيل له زيارة مصر ضرورة
الآن، فأجاب: طبعا لكن علينا التريث قليلا لتهدأ الامور هناك، فهناك تفاعلات وكنت انوي
ارسال عزام الاحمد الى مصر ثم دعوته للتريث، علما انه مهما حصل لن نغير شروطنا مع حماس
ولن نستغل فرصة الوضع الراهن الشروط نفسها التي اتفقنا عليها معهم بتشكيل حكومة تكنوقراط
برئاستي ثم نجري انتخابات رئاسية، وعندما يقولون نعم فنحن حاضرون انهم شعبنا ولن نتخلى
عنهم.
جميع فرقاء الساحة اللبنانية
التقاهم ابومازن في مواقعهم او في مقر اقامته، من مختلف الاحزاب والقوى والتيارات اللبنانية
باستثناء حزب الله، وهذا ما اثار فضول احدى الاعلاميات الملتزمات فسألته: لماذا لم
تلتق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فأجاب قائلا: لم يحصل ان قال السيد
نصرالله انه طلب ان يلتقيني، وانا لا مشكلة عندي في لقاء اي شخص في لبنان، ثم انا حر.