عدوان للمركز الفلسطيني للإعلام: العودة حق مقدس والمفاوضات العبثية إلهاء للشعب
السبت، 19 أيار، 2012
أكد الدكتور عصام عدوان رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على ضرورة تفعيل قضية اللاجئين والعودة إلى فلسطين التاريخية عبر العديد من الفعاليات الداخلية والخارجية, والاهتمام بدور الجاليات في الدول الأوروبية من أجل فضح الاحتلال الصهيوني, وعودة الحق الفلسطيني إلى أصحابه.
وأكد عدوان في حوارٍ خاص مع مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" في غزة، أن الشعب الفلسطيني مجمع حول حقه في العودة، لافتاً إلى أن هناك حالة إلهاء للشعب من خلال المفاوضات العبثية مع الاحتلال الصهيوني.
وأشار رئيس دائرة اللاجئين في "حماس"، إلى أن حركته لها مواقفها السياسية المعلنة والتي تصب ضمناً في صالح قضية اللاجئين حيث أن جملة "لا اعتراف بإسرائيل" تؤكد أنه لا اعتراف باغتصاب الحق الفلسطيني.
بعد مرور 65 عام على النكبة.. برأيك هل نسي الفلسطينيون أرضهم؟
قطعا لا, لم ينسوا أرضهم والشواهد على ذلك كثيرة, حيث الاحتفالات السنوية التي تقام, وأسماء المدن الفلسطينية التي تطلق على المدارس وعلى القاعات والمراكز والمؤسسات, حيث سميت بعض المؤسسات بيسان, يافا, حيفا, مما يدلل بأن فلسطين حاضرة في ذهن الشعب الفلسطيني على مدار الساعة, كذلك يتم إطلاق أسماء المدن على الأولاد والبنات, كل هذه مؤشرات على أن الفلسطيني لا زال يحتفل بذكرى النكبة, والاحتفالات التي نُحييها بهذه الذكرى ليست احتفالات سرور وإنما للتذكير بالمأساة والنكبة, ومن المؤكد أن فلسطينيي أوروبا كذلك لم ينسوا حيث يعقدوا بشكل سنوي مؤتمر جامع لكافة فلسطينيي أوروبا.
ما هو تقييمك لالتفاف الشارع الفلسطيني حول ثابت العودة لفلسطين التاريخية؟
نحن متأكدون أن الشعب الفلسطيني مجمع حول حقه في العودة, لكن هناك عملية الهاء للشعب من خلال المفاوضات العبثية مع الاحتلال الصهيوني, إضافة إلى العديد من الأحداث الأخرى التي تشتت انتباه الفلسطينيين عن هدفهم لأن هذه الأحداث آنية وعاجلة, ولكن لو أجرينا دراسة حول تمسكهم بقرار العودة سنجدهم متمسكين بحق العودة, حيث أجرينا نحن في دائرة اللاجئين بحركة حماس مقابلات مع 100 عجوز شهد النكبة, وسنرفق هذه المقابلات في كتاب سيتم نشره قريباً, قالوا جميعاً أنهم لا يقبلون بأي وطن بديل عن وطنهم فلسطين, حتى ولو كان جيداً أو جميلاً, كلهم يتمسكون بحقهم, ويريدون العودة في أقرب وقت, ولا أحد يجرؤ على التفريط بحقهم.
ما هي الخطوات التي تقوم بها "حماس" من خلال دائرة اللاجئين بخصوص قضيتهم؟
حركة حماس لها مواقفها السياسية المعلنة والتي تصب ضمناً في صالح قضية اللاجئين حيث أن جملة "لا اعتراف بإسرائيل" تؤكد أنه لا اعتراف باغتصاب الحق الفلسطيني, وتمسك الحركة بقضية اللاجئين وبعودتهم, كذلك هناك دائرة مختصة تتناول الأمور التفصيلية, وتنظر في الأمور التي تخص اللاجئين مثل تقليص الأونروا لخدماتها المقدمة لهم, كذلك تتابع المؤسسات التي تمس حق العودة, علاوة على القيام بالعديد من الفعاليات للتذكير بالعودة, عبر لجنة فنية مختصة.
هل هناك تحركات رسمية حول قضية اللاجئين والعودة؟
منذ حوالي 3 سنوات بدأت الحكومة الفلسطينية في غزة بتنظيم فعالية إحياء ذكرى النكبة حيث تم تخصيص لجنة عليا بالإشراف على النشاط ومتابعة الجهات والمؤسسات والفعاليات, وتم تنفيذ 3 مؤتمرات, ومن المتوقع أن يتم تنظيم مؤتمر رابع خلال الأيام القادمة, ولكن هذا غير مؤكد نظراً لانشغال الحكومة بالفعاليات المساندة للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام, مبيناً أن دائرة شئون اللاجئين في حركة حماس لها العديد من الفعاليات الخاصة بقضية العودة.
ما هي نسبة اللاجئين داخل فلسطين وخارجها؟
عدد أهالي غزة حوالي 1,700 ألف مواطن منهم 1,200 ألف لاجئ تقريباً, الضفة الغربية بها حوالي 3 مليون مواطن, واللاجئين فيها حوالي 700 ألف مواطن, أما الأردن فتحوى 4,5 مليون فلسطيني لكنها لا تعتبر سوى حوالي 2 مليون منهم لاجئين, وتعامل البقية على أنهم مواطنين أردنيين, في لبنان حوالي 430 ألف لاجئ فلسطيني, وفي سوريا حوالي 460 ألف لاجئ, أوروبا بها حوالي 400 ألف لاجئ, الخليج بها حوالي 700 ألف, إضافة إلى لاجئين فلسطينيين مشتيين في العديد من الدول الأخرى، معتبراً أن هذه نسباً تقريبية وتقديرية.
في ظل تنامي الاستيطان الصهيوني, هل هذا يمثل إعدام لحق العودة لفلسطين التاريخية؟
هناك فرق بين الاستيطان الذي يجري على أراضي 1967 وبين حق العودة على الأراضي التي احتلها الكيان الصهيوني عام 1948, حيث أن عودة اللاجئين ستكون إلى الداخل الفلسطيني, وعندما نقول لا اعتراف بإسرائيل أي أننا نقول لا اعتراف إلا بالحق الفلسطيني, ولكن الاستيطان القائم حالياً يأخذ ما تبقى من الأرض الفلسطينية, أي يأخذ الأراضي التي لم يحتلها عام 1948, فهناك 530 قرية فلسطينية هجر منها الفلسطينيون اللاجئون وأقيمت إسرائيل على أنقاضها.
برأيك؛ هل هناك إجماع عربي على قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين؟
الموقف العربي في الماضي منذ الخمسينات كان جيداً ومتمسك بالعودة, وعدم التوطين, ومعاملة اللاجئين الفلسطينيين معاملة حسنة كأي عربي, ولكن منذ بدء المبادرات والتي انبثقت عنها مبادرات أخرى عن عدد اللاجئين, وحل قضية اللاجئين حل عادل ومتفق عليه, مما أضاع قضية اللاجئين لأنها أصبحت قضية مساومة ضيعت حقوق اللاجئين, كذلك فاوض المفاوضون الفلسطينيون على عودة 100 ألف لاجئ, وبدأ العدد يتناقص حتى انتهى, ونتمنى على دول الربيع العربي أن تجري تغييراً جذرياً على الواقع الخاص بقضية اللاجئين.
هل يعي اللاجئ الفلسطيني مدى أهمية تمسكه بحق العودة؟
طبعا, فهو متمسك بحق العودة, ولكن لديه شعور بأن القضية صعبة وبعيدة في ظل الانقسام الفلسطيني الحاصل, ولكن يمكن تطوير الرؤية من خلال الخروج بمواقف موحدة على ألأقل حول قضية العودة, مما يطمئن اللاجئ الفلسطيني, ويمنحه أملاً أكبر في المستقبل, نتمنى من العرب في الدول الأجنبية أن يتحركوا بشكل أكبر مما هو قائم, لأن أدائهم ضعيف, ويجب تفعيل دور الجاليات لأن لها دور مهم من أجل توصيل الصورة للشعوب التي تدعم الكيان الصهيوني عن غير فهم.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام