القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

عصبة الأنصار من عصابة مسلحة الى عامل إستقرار في لبنان

عصبة الأنصار من عصابة مسلحة الى عامل إستقرار في لبنان


أجرى الحوار برهان ياسين /عاصمة الشتات

عصبة الأنصار الإسلامية باتت تعتبر اليوم القوة الإسلامية الأكبر والأقوى في مخيم عين الحلوة وتتميز بالتنظيم الشديد والإنتشار الواسع في المخيم وبعلاقات متشعبة مع جميع الفصائل الفلسطينية ومعظم الأحزاب اللبنانية وعدد من الحركات الجهادية العالمية.

تأسست العصبة على يد الشيخ هشام شريدي في أواخر الثمانينيات القرن الماضي وبعد مقتل الأخير تولى الشيخ أبو محجن السعدي إمارة العصبة قبل ان يتوارى عن الأنظار بعد إعتقال الأجهزة الأمنية اللبنانية للمجموعة التي نفذت عملية اغتيال رئيس جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية الشيخ نزار الحلبي عام 95 حيث تم إتهام الشيخ أبو محجن بالوقوف وراء عملية الإغتيال.

عرضت العصبة للعديد من التحديات كان أبرزها إتهامها بالعديد من الأحداث الأمنية في مدينة صيدا وكانت العصبة دائما تنفي اي علاقة لها بتلك الأحداث لكن مذكرات توقيف كانت تصدر بحق عناصرها.

برز إسم عصبة الأنصار مؤخرا على الساحة اللبنانية من جديد بعد ان لعبت دورا أساسيا في إخماد نار الفتنة في مخيم عين الحلوة ومدينة صيدا وطرابلس وقادها ذلك لتكون احد أهم القوى الإسلامية الموجودة في لبنان ولإستطلاع رأي عصبة الأنصار الإسلامية حول آخر المستجدات في المخيمات الفلسطينية وفي لبنان التقت /عاصمة الشتات/ الناطق بإسم عصبة الأنصار الإسلامية الشيخ أبو شريف عقل في مكتبه في مخيم عين الحلوة.

ما هي أهداف عصبة الأنصار الإسلامية؟ وكيف تعمل على تحقيقها؟

إن الهدف الأساسي الذي من أجله إنطلقت عصبة الأنصار الإسلامية هو إقامة حكم الله في الأرض وإستعادة الخلافة الإسلامية ولتحقيق هذا الهدف الإستراتيجي وضعت العصبة عدداً من الأهداف المرحلية تبدأ بالدعوة الى دين الله مرورا بنصرة المستضعفين من المسلمين إن كان في فلسطين وفي غير بلد من بقاع الأرض ،ولأننا من فلسطين فنحن أولى الناس بالدفاع عنها والعمل على تحريرها وهذا ليس من منطلق يساري او علماني بل شرعي فنحن نرى ان واجبنا كمسلمين العمل على تحريرها.

وإنطلاقا من تلك الأهداف العامة فإن خطط عمل العصبة تصب في إطار تحقيقها، فأولويتنا اليوم هي توفير الأمن والأمان لأهالي المخيم إنطلاقا من تعليمات ديننا الحنيف وبهذا العمل نحن نتقرب الى الله تعالى فنعمة الأمن هي منّة من الله تعالى حيث قال عن أهل قريش في القرآن الكريم :}وآمنهم من خوف{ وكذلك أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام قدّم الدعوة في طلب الأمن على الدعوة لترك الأصنام }وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام{.

إرتبط إسم عصبة الأنصار بالسابق بإشتباكات مسلحة مع حركة فتح وإستنفارات متبادلة ،فهل لازال الوضع كما هو؟

كل مراقب لهذا المخيم يلاحظ ان عصبة الأنصار تعرضت لإعتداءات متكررة في السابق إن كان على عناصرها او مراكزها وقد قتل لنا إخوة في العصبة والتزمنا فقط بالدفاع عن أنفسنا دون الإعتداء على غيرنا فنحن لا نريد إراقة الدماء في المخيم لأننا على قناعة أن ذلك يخدم مشروع العدو الصهيوني الذي يتربص بمخمينا وبأهلنا شرا فقد قال الله تعالى فيهم "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا.

ومن هنا فنحن لازلنا نعمل جاهدين لوأد الفتنة في وكرها قبل إمتدادها والحيلولة دون وقوع أي إشتباك عسكري في المخيم وإنطلاقا من قناعتنا بأن العديد من الأجهزة الإستخباراتية الدولية لا يردون الخير لهذا المخيم وأهله.

العصبة هي جزء من إطار القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة ،فماهي أهداف هذا الإطار؟

الهدف الأساس من تشكيل القوى الإسلامية هو تحقيق مرضاة الله تعالى من قوله }إنما المؤمنون إخوة {فتم تشكيل القوى الإسلامية التي تضم الى جانب العصبة : حركة حماس والحركة الإسلامية المجاهدة وحركة الجهاد وحزب التحرير ولعل كل هذه الأسماء نحن من أطلقها على هذه الفصائل لكن الله تعالى يقول}هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ{ وأمرنا بالإعتصام}وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ{ ،فعملنا كقوى إسلامية قائم على تبادل الأفكار والتناصح وتنسيق المواقف والتعاون على نشر الدعوة الإسلامية وهذا يبرز من خلال عدد من المؤسسات التي إنبثقت عن القوى الإسلامية كان آخرها إتحاد المؤسسات الإسلامية لإغاثة النازحين الفلسطينين من سوريا والتجمع الطلابي الإسلامي في عين الحلوة.

كيف ترى عصبة الأنصار مخيم عين الحلوة إن تحققت أهدافها فيه؟

نحن نسعى الى ان نصل الى المجتمع الإسلامي النموذجي فطبيعة أهالي شعبنا الفلسطيني هي طبيعة متدينة تخاف الله تعالى وإن الظلم والقهر الذي نعيشه يجعلنا نلجأ الى الله ،لهذا فإن سمة التدين تبدو ظاهرة في فلسطين وفي المخيمات وخصوصا مخيم عين الحلوة وهذا الإيمان بالله الذي يوجد في قلوبنا هو ما يحمينا حتى اليوم ففي المخيم لا توجد سلطة ورغم ذلك فإن نسبة الجريمة أقل بكثير من نسبة الجريمة خارج المخيم.

وعصبة الأنصار تنظر الى المخيم كأنه بيت واحد وان الأحياء فيه عبارة عن غرف وتسود بينهم المودة والرحمة وهذا أمر يمكن ملاحظته ببساطة خصوصا عندما يطلب أحدهم التبرع له بالدم فتجد الأهالي يسارعون لإغاثته وإن لم يكن ذلك الشخص فلسطينيا أو من عين الحلوة ولذا فإن العصبة تسعى الى تعزيز هذه القيم وصولا الى تحقيق المجتمع الإسلامي النموذجي.

مع تكرار الأحداث الأمنية في مخيم عين الحلوة يبرز تحدي أمام الفصائل لإيجاد حل ينقذ المخيم من تلك الأحداث فما الحل الذي تراه عصبة الأنصار لإنهاء الأحداث الأمنية؟

هناك عدة أساليب يجب أن تستخدم في مقدمتها الضغط الشعبي من قبل الأهالي ونحن كعصبة الأنصار نشد على أيدي الأهالي في هكذا خطوات وأنا قد شاركت في المسيرة الشعبية التي إنطلقت في عين الحلوة رفضا للإقتتال الداخلي إنطلاقا من قناعتنا بأهمية هكذا خطوة.

ثانيا يجب العمل على تعزيز المصالحات المجتمعية والعمل على إتمامها بأسرع وقت ممكن فالقوى الإسلامية بالتعاون مع لجنة المتابعة بدأت العمل على إجراء مصالحات بين العائلات التي لديها مشاكل في ما بينها ونسأل الله ان يوفقنا لإتمام المصالحات في كل المخيم.

وثالثا لابد من وجود رادع حقيقي وقوة أمنية فقد ورد في الأثر "إنَّ الله لَيَزَعُ – أي: يردع – بالسُّلطان، ما لا يزع بالقرآن” وكذلك قال شيخ الإسلام إبن تيمية "لا بد من إمارة” والإمارة هنا هي الحكم والسلطة فلا بد من تشكيل قوة أمنية لتوفير الأمن والأمان.

اذا هل عصبة الأنصار مستعدة للمشاركة في القوة الأمنية؟

ليس فقط مستعدة بل إن عصبة الأنصار شاركت وستشارك في أي قوة أمنية تتشكل وقد أوفدت العصبة عددا من الضباط والعناصر لينخرطوا في تعداد القوة الأمنية التي تشكلت بناء على قرار لجنة المتابعة وإستجابة لمطلب أهالي المخيم بتشكيل هكذا إطار.

مؤخرا نشرت جريدة "الديار” اللبنانية معلومات عن مخطط لإستهداف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري من خلال مجموعة موجودة في عين الحلوة ،كيف تردون على هكذا إتهامات؟

نحن وصلتنا هذه المعلومات قبل نشرها في الإعلام من قبل الجهات الأمنية وقمنا مباشرة بالتواصل مع جهات جهادية إسلامية وجهت لها الاتهام وتبين لنا ان لا صحة بتاتا لهذه المعلومات.

لذلك فنحن نؤكد ان هذه الأقلام المأجورة هي عدوة ليس فقط للإسلام والمسلمين بل لفلسطين والقضية الفلسطينية فهي تخرج علينا بين الفينة والأخرى لتقول ان عين الحلوة بات معقلا للارهاب من الحركات الإسلامية وغيرها ونحن نعتبر ذلك يهدف الى إيجاد حالة من الإحتقانداخل المخيم.

وإن الحديث مؤخرا في جريدة "الأخبار” اللبنانية عن أن روضة البهاء بات معسكرا للتدريب تستخدمه جبهة النصرة خير دليل على إفلاس أصحاب الأقلام المأجورة فلا يخفى على أحد من أبناء المخيم وزواره ان روضة البهاء ليست سوى مركز إيواء لعوائل فلسطينية نازحة من مخيمات سوريا الى عين الحلوة.

نحن أكدنا وسنؤكد دائما انه ليس لنا أي أهداف في لبنان بل إننا نتمنى الأمن والإستقرار للبنان وبوصلتنا هي فلسطين المحتلة فندعوا الجميع الى عدم جرنا الى اي مكان غير ذلك لتبقى فلسطين هدفنا وبوصلتنا.

غالبا ما تتهم عصبة الأنصار بأنها "عصابة مسلحة” خارجة عن سلطة القانون اللبناني وتضم مئات المطلوبين للقضاء وفي المقابلة كنتم تردون بأن معظم المطلوبين في المخيم هم مظلومون ولم يرتكبوا ما يخل بالقانون ولكن اليوم أين أصبح ملف المطلوبين الإسلاميين في مخيم عين الحلوة؟

خلال حقبة زمنية ماضية وقع ظلم كبير على أهالي المخيم عموما وعلى عصبة الأنصار على وجه الخصوص وهذا الظلم مرده أن الأجهزة الأمنية التي كانت تحكم حينها كانت تبحث عن شماعة تعلّق عليها إنجازات وهمية لها ،فوجدت تلك الأجهزة عددا من الشباب الذي ارتضوا ان يبيعوا انفسهم ودينهم وقاموا بكاتبة عدد من التقارير الكيدية الكاذبة بحق عناصر ومؤيدي عصبة الأنصار وصدرت بحقهم مذكرات غيابية دونما اي ذنب ارتكبوه.

واليوم هناك مساعٍ جدية لحلحلة هذا الملف و قد وضع على سكة الحل ان شاء الله تعالى وهذا أمر يبعث الإرتياح للمخيم وأهله وهناك بعض الملفات الأمنية قد حلّت فعليا من خلال مساعي العديد من الجهات الفلسطينية واللبنانية وسفارة فلسطين في لبنان.

كيف هي علاقة عصبة الأنصار بالقوى الإسلامية اللبنانية وخصوصا سلفيي طرابلس؟

في كثير من الأحيان إستطاعت القوى الإسلامية إطفاء الفتنة في مخيم عين الحلوة ومنطقة صيدا وصولا الى طرابلس وهذا ان كنا نفعله فما هو إلا من منطلق شرعي فمعظم أهالي صيدا هم من المسلمين وعدد منهم ايضا فلسطينيون.

وقد إستطعنا بناء علاقات مع الكثير من القوى الإسلامية على الساحة اللبنانية وعندما كانت تحدث إشتباكات بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة كنا نسارع للإتصال بالقوى الاسلامية الطرابلسية للتوصل الى صيغة توقف إطلاق النار وقد أبدينا إستعدادنا أكثر من مرة للذهاب الى طرابلس والإجتماع بالإسلاميين في الشمال ولحل الإشكالات المتكررة ،ونحن مستعدون للخروج من المخيم ولقاء جميع الأطراف إن كان ذلك يصب في حماية المسلمين وأعراضهم.

هل لازال التنسيق مستمراً مع إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير لاسيما بعدما أعلن عن تشكيل كتائب المقاومة الحرة؟

منذ البداية لم يكن هناك أي تنسيق مع الشيخ أحمد الأسير بل كان هناك جلسات تناصح كنا نعقدها معه عندما نجد ان الأوضاع وصلت الى مرحلة متأزمة جدا وتتجه نحو الإنفجار او الإشتباك مع أحد مكونات الشعب اللبناني ،وكان الشيخ الأسير يستمع لما يراه يصب في مصلحته من النصائح ولكنه في نهاية الأمر لا يفعل سوى ما يرى هو فيه مصلحة لأهل السنة في لبنان.

كيف هي العلاقة مع حزب الله اللبناني؟

العلاقة قائمة على مبد أابعاد شبح الاقتتال الطائفي وعدم الاستجابة للتحريض الذي يخدم اعداء امتنا …ونحرص على توحيد كافة الجهود والطاقات لنصرة فلسطين واهل فلسطين

ما هو موقف عصبة الأنصار مما يجري في سوريا؟

إن ما يجري في سوريا اليوم هو ظلم يقع على الشعب السوري المسلم هناك وعلى كل إنسان عاقل أن يقف الى جانب المظلوم.

وعلينا ان ندرك انه كلما إشتدت الأحداث في سوريا إشتد الخطر الداهم على المخيمات الفلسطينية في لبنان وزاد خطر إستهدافها وهنا اوجه رسالة الى الشباب انه لا يجوز للمسلم أن يكون أداة في يد أحد بل عليه ان يكون يقظا ويكون أداة في نصرة دينه وخدمه قضيته.