علي فيصل في "حوار مسؤول": الحراك
الشبابي شكل علامة ضوء بارزة
نحن بحاجة لقيادات جماهيرية وليس بهرجات وعراضات
على سلطتي غزة ورام الله الاهتمام بأبناء المخيمات في
لبنان
الثلاثاء، 07 أيار، 2013
الأستاذ
علي فيصل، مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان، وقد تسلّم مسؤولية العلاقة
مع الجوار اللبناني في مخيم برج البراجنة في السبعينيات. جمهور صفحة «شبكة أخبار مخيم
برج البراجنة» وصفحة «ذكريات شباب البرج» وموقع «مخيم برج البراجنة» طرح على الأستاذ
علي فيصل أسئلة تناولت أبرز مشاكل المخيم، وعلاقته مع الجوار، ورأيه في تشكيل لجنة
شعبية موحدة، والحراك الشبابي في المخيم. فأجاب عن كل الأسئلة المطروحة.
- كيف
ترى الجبهة تحرك الشباب داخل المخيم من أجل التغيير والتحسين وما توصياتكم؟
الحراك الشبابي في مخيم برج البراجنة شكل علامة ضوء بارزة
اثبت قدرة الشباب اذا ما تحرك بالاتجاه الصحيح، وتجسيد قاعدة للمشاركة في التغيير والإصلاح
حيث تمكن، مع أطر شعبية أخرى، من طرح حال المخيم، ومعاناته ومشكلاته الامنية والاجتماعية،
وفرض وبالتعاون مع الفصائل تشكيل قوة أمنية فاعلة التي اتخذت إجراءات حدّت نسبياً من
الآفات الاجتماعية، وحققت أمناً أفضل..
ولهذا نوصي باستمرار هذا الحراك كعامل مساعد ومشارك للفصائل
واللجان والاتحادات الشعبية والقوى الامنية عبر تنظيم الندوات والمسيرات، ونشر الوعي
والثقافة الديمقراطية والوطنية، وتأمين مشاركة الشباب في القرار، وبناء المجتمع السليم،
ومواجهة مظاهر الفساد وتحسين خدمات مستشفى حيفا، والحفاظ عليه وتطويره، وتنظيم شبكة
الكهرباء والمياه، وتوفير مياه الشفة للمخيم والبنية التحتية والصحية والتعليمية. وتنظيم
تحركات ضاغطة على الدولة اللبنانية لتأمين حق العمل للشباب في كافة المهن، وكذلك على
الأونروا لبناء جامعة فلسطينية ومستشفى خاص باللاجئين لصيانة النسيج والأمن الوطني
والاجتماعي لشعبنا في المخيم. وليبقى مخيم برج البراجنة كما كان قلعة من قلاع المقاومة
والثورة الفلسطينية.
- ما
هو موقفكم من مشروع توحيد اللجنة الشعبية؟ وهل ترون ضرورة لوجود مرجعية محلية لها،
وما شكلها؟
نحن نعمل لطي صفحة الانقسام واستعادة الوحدة لأن من شأن
ذلك أن ينعكس إيجاباً على تعزيز مكانة منظمة التحرير كمرجعية تمثيلية، وعبر مشاركة
الجميع من بوابة الانتخابات، وهو ما ينعكس إيجاباً على توحيد اللجان الشعبية وانتخابها،
لكن إذا تعذر الأمر فنحن ندعو إلى تشكيل لجنة متابعة تنسق العمل بين اللجان المشكلة
في المخيم وتشكل مرجعية للمخيم، وتكون مرجعيتها الفصائل المشاركة بها من إطاري المنظمة
والتحالف. ودورالتحرك الشبابي كان بارزاً هنا بالدعوة للوحدة وللجنة شعبية موحدة وعليه
أن يواصل تحركه لتحقيق ذلك.
- هل
هناك تفاهم وتنسيق جدي بين كل الفصائل وفاعليات المخيم لما يصبّ في مصلحة المخيم؟
برز مؤخراً تفاهم وتنسيق مهم بين الفصائل وفاعليات المخيم
بعد استفحال ظواهر الفلتان الأمني والاجتماعي، وتجلى ذلك في أكثر من لقاء شعبي وشبابي
داخل المخيم أدى لتشكيل قوة أمنية فاعلة اتخذت إجراءات مهمة تركت ارتياحاً لدى أبناء
المخيم. وعلينا مواصلة هذا الجهد لصيانة أمن مخيمنا وأبنائه، وتوفير الحياة الكريمة
لهم، فهؤلاء هم عنوان كرامتنا الوطنية وعلينا مسؤولية حمايتهم. فنحن بأمسّ الحاجة لقيادات
جماهيرية مؤتمنة، وليس لزعامات وبهرجات وعراضات.
- متى
سيحين الوقت لكي نساوي شعبنا الفلسطيني في لبنان مع أهلنا في غزة والضفة، مع العلم
أن شعبنا في لبنان اكثر بؤساً، والميزانيات في الضفة وغزة أضعاف مضاعفة كما تقول الأرقام؟
لا شك أن معالجة قضايا اللاجئين الفلسطينيين بشكل عام
ولاجئي لبنان بشكل خاص تحتاج إلى اهتمام وتقديمات اوسع بكثير، وعلى رغم ما يقدم للطلبة
وللمرضى وأسر الشهداء والجرحى من «م.ت.ف»، لكن الأساس يبقى في توفير التعليم المجاني
ببناء جامعة فلسطينية الى جانب تأمين الاستشفاء الكامل بالضغط على الأونروا لبناء مستشفى
خاص يتوافر فيه كافة الاختصاصات وبالتعاون مع «م.ت.ف» والفصائل، حتى لا تبقى جثامين
موتانا أسرى البرادات، والشعب يستجدي صحته على أبواب المستشفيات، فخدمات الأونروا أشبه
بدائرة موت متنقل، وصحة مستباحة، وتعليم للأجيال كالأكوام، وطحين فاسد وظلمة وعطش وراتب
أجنبي براتب مئات..
كما أن على «م.ت.ف» والسلطتين في غزة ورام الله توفيرالاهتمام
اللازم بأبناء مخيماتنا من زاوية تأمين خدمات أفضل، ودفع الدولة لإقرار الحقوق الإنسانية،
وإعمار مخيم نهر البارد ورفع التضييقات الأمنية عن شعبنا.
- فيما
نشهده من نهضة شبابية لأجل الإصلاح في المخيم هل سنشهد للأخ علي فيصل دوراً مباشراً
في هذه الحملة، وبماذا ينصح شباب مخيمنا كابن مخيم؟
كان لي دور مباشر في أكثر من تحرك ومسيرة شبابية، وأنا
أشجع الحراك الواعي الذي يطرح للعلاج مشكلات المخيم الأمنية والاجتماعية، ويؤكد على
دور الشباب في الشراكة في القرار طالما هو شريك أساسي في النضال والمقاومة وحركة اللاجئين
التي مارست الشهادة الساطعة في مارون الراس، وقبلها وعلى امتداد سنوات النكبة قدم مخيمنا
أكثر من 1000 شهيد وشهيدة للحفاظ على وجوده وأمنه ليأخذ دوره في النضال من أجل العودة
والدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس.
أما نصيحتي هنا لشباب مخيمنا تطوير تحركهم ليشمل ملف
الحقوق الإنسانية خاصة حق العمل بالتعاون مع الفصائل والمؤسسات واللجان الشعبية، والضغط
على الأونروا لخدمات أفضل، ولتأمين الرقابة على مشاريعها، وتبني مطلب بناء جامعة فلسطينية
إلى جانب بناء مراكز شبابية متنوعة بالمخيم.
- لماذا
لا يكون هناك مشروع وطني اقتصادي لأنه أساسي؟
المشروع الوطني الاقتصادي ركن أساسي من أركان الصمود
والحياة الكريمة، وللأسف لا منظمة التحرير ولا السلطتين في رام الله وغزة توليان الاهتمام
اللازم لهذا الأمر، باستثناء تقديم بعض القروض المحدودة التي لا تلبي الحد الأدنى،
وهذا يعود لفقدان النظرة الاستراتيجية لأهمية وجود مشروع وطني اقتصادي. يكفي أن نتذكر
مؤسسة صامد سابقاً وما حل بها إذ إن المطلوب إعادة إحيائها لتشغيل شبابنا وعمّالنا،
وبناء مؤسسات وطنية، ومشاريع اقتصادية منتجة، وهنا تكمن قيمة وجود جامعة ومستشفى فيها
نعلّم أبناءنا ونعالج ونشغل أطباءنا وممرضينا وأكاديميينا وعمالنا..
- هل
ما زال هناك امل ان نصحو على وطن؟
بالطبع نعم، فطالما هناك شعب فلسطيني ومقاومة ولاجئون
يناضلون رغم حال التآمر العربي، والانحياز العالمي، والانقسام الفلسطيني فكل الشعوب
تمر بانكسارات وإحباطات لكنها أيضاً تحرز الانتصارات كما حصل مؤخراً في غزة، وفي الأمم
المتحدة وعلى يد صمود الأسرى، وآخرهم رفيقنا سامر العيساوي. فدماء الشهداء في مخيمنا،
وكل المخيمات في صبرا وشاتيلا، والزعتر، وجسر الباشا، والضبية، والنبطية، والبارد،
وعين الحلوة، والرشيدية، والبداوي، والجليل، وفي كل التجمعات وبقاع أرضنا المحتلة لن
تذهب هدراً، وستزهر ربيعاً للعودة والدولة والقدس، فأعظم هندسة وطنية، أن نبني جسراً
من الأمل على نهر من اليأس، فكيف إذا كان لدينا نهر من المقاومة، وجبال من الشهداء،
والآلاف المؤلفة من الأحرار المعتقلين، حتماً سننتصر.
- لقد
تسلمتم رئاسة لجنة العلاقة مع الجوار في السبعينات... كيف ترى العلاقة اليوم مع المحيط،
وما أبرز السبل لتعزيزها وتطويرها، وهل هناك عقبات دون ذلك؟
العلاقة اليوم مع المحيط اللبناني جيدة، وهناك جهود بذلت
من كافة الفصائل واللجان الشعبية والروابط الاجتماعية لضمان استقرار هذه العلاقة فهذه
مصلحة فلسطينية ولبنانية، وعلينا أن نعزز من علاقتنا بمحيطنا خاصة الأحزاب والمجالس
البلدية والاختيارية، والمؤسسات والشخصيات اللبنانية لضمان الأمن والاستقرار لمخيمنا،
وعلى شبابنا أن يدرك أن أمن واستقرار المحيط والجوار أمن لنا واستقرار لمخيمنا وأطفالنا.
أختم لأحيي أبناء مخيمنا، وشبابه، وعماله، وشيوخه، ونساءه،
وأطفاله ومهنييه من أطباء ومهندسين ومحامين ومعملين وإعلاميين)، وفصائله، ولجانه الشعبية،
واتحاداته، وروابطه الاجتماعية، وقواه الأمنية، ومؤسساته الصحية والاجتماعية. وأدعوها
لمزيد من التعاون لضمان أمن مخيمنا، وتوفير الحياة الكريمة لأبنائه، وتحقيق وحدته،
ووحدة مؤسساته الوطنية والاجتماعية لنعزز من قدرة مخيمنا وشعبنا للخلاص من اللجوء والاحتلال،
وتحقيق العودة والدولة المستقلة بعاصمتها القدس.
المصدر: موقع مخيم برج البراجنة