القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 3 تشرين الأول 2024

في الذكرى الـ 42 لمجزرة “صبرا وشاتيلا”.. "طه" و"بدر": يطالبنا بمحاسبة "إسرائيل" أمام المحافل الدولية لارتكابهم جرائم حرب ضد الإنسانية


خاص- لاجئ نت|| الأربعاء، 18 أيلول، 2024

ما تزال ذكرى مجزرة "صبرا وشاتيلا" تعشعش في ذاكرة اللاجئين الفلسطينيين وخاصة في لبنان، فأجواء الحزن والألم لم تفارق أزقة ومنازل اللاجئين في المخيمات الفلسطينية في بيروت ودول الطوق، فمشاركة حزب لبناني في مذبحة بشعة نُفّذت بحماية ودعم من جيش الاحتلال آنذاك ليس من السهل على أهالي الضحايا نسيانها وطي صفحاتها.

ومجزرة صبرا وشاتيلا لم تكن أول المجازر الصهيونية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، كما لم تكن آخرها، فقد سبقتها مجازر قبية ودير ياسين والطنطورة، وتلتها مجزرة مخيم جنين، ومجازر غزة وغيرها، ورغم بشاعة ما جرى من قتل وتدمير في صبرا وشاتيلا، أمام العالم أجمع، لا يزال الفاعلون طلقاء، يسرحون ويمرحون ولا من يحاسب.

نعيش هذه الأيام أجواء الذكرى الـ 42 لمجزرة صبرا وشاتيلا، التي وقعت في 16 من أيلول عام 1982 على ايدي المجموعات الانعزالية اللبنانية المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني وميليشيا العميل سعد حداد والجيش الإسرائيلي، واستمرت لمدة ثلاثة أيام وهي 16-17-18 أيلول وسقط بنتيجتها عدد كبير من الشهداء الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل، غالبيتهم من الفلسطينيين، ومن بينهم لبنانيون أيضاً، وقُدّر عدد الشهداء وقتها بين 3500 إلى 5000 شهيد من أصل عشرين ألف نسمة كانوا يقطنون مخيمي صبرا وشاتيلا وقت حصول المجزرة.

الأحزاب والقوى الفلسطينية التي أحيت الذكرى، أصدرت بيانات تدعو للمحاسبة ومحاكمة منفذي المجزرة، فقد دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المجتمع الدولي لتقديم مرتكبي مجزرة "صبرا وشاتيلا" لمحكمة الجنايات الدولية ومحاسبتهم أمام المحافل الدولية، لارتكابهم جرائم حرب ضد الإنسانية.

وطالب جهاد طه المتحدث باسم حركة "حماس" المجتمع الدولي ومحكمة العدل الدولية لاتخاذ قرار شجاع وجريئ لمحاسبة من ارتكب هذه المجازر بحق الشعب الفلسطيني من مجزرة صبرا وشاتيلا وصولا الى المجازر التي ترتكب في قطاع غزة والضفة الغربية.

وأكد طه في حديثه لشبكة "لاجئ نت" بأن هذه المجزرة لا يمكن ان تنسى او تمحى من ذاكرتنا وهي امتداد للمجازر والجرائم التي ترتكب بحق أبناء شعبنا الفلسطيني من كفر قاسم الى قبية والى المجازر اليومية في غزة وضفة، وما نشاهده اليوم في قطاع غزة من مسلسل اجرامي ومجازر من خلال العدوان الصهيوني المتكرر والمستمر وقارب على العام على أبناء شعبنا الفلسطيني.

وأضاف هذه المجازر التي تتنافى مع كل القيم والاعراف والقوانين الدولية، وهذه المجازر ستبقى في ذاكرتنا ولن تسقط بالتقادم ولا بد من محاسبة قادة الاحتلال الذين أوغلو بالدم الفلسطيني وما زالوا يرتكبون المجازر وسط صمت عربي ودولي والذي يقف عاجزا لوقف شلال الدم الحاصل في قطاع غزة.

وأكد طه أن "الأجيال الفلسطينية لن تغفر جرائم الاحتلال وجرائمه، وأن هؤلاء لن يفلتوا من العقاب والمحاكمة، وأن دماء الشعب الفلسطيني نار سيكتوي بها كل من أوغل أو ساهم في سفكها"، ودعا المنظمات الانسانية والحقوقية الى كشف وفضح هذه الجرائم الصهيوني بحق ابناء شعبنا الفلسطيني ومحاسبة كل من اقترف وشارك بالمذابح والجرائم والانتهاكات المروعة والتي ما زالت مستمرة ولم يسلم منها الاطفال والنساء والشيوخ وحتى الشجر والحجر.

بدوره، قال اركان بدر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بأن ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا لا زالت وستبقى في الذاكرة التي راكمت مخزوناً هائلاً من المجازر، و هذه السنين الطويلة على المجزرة لم تستطيع أن تغيب عن أعيننا لون الدم الحي في الذاكرة ونحيي هذه الأيام الذكرى الـ42 لمجزرة صبرا وشاتيلا وندخل في الشهر الثاني عشر لمجازر غزة وحرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا في قطاع غزة الأبي.

وأضاف بدر في تصريح لشبكة "لاجئ نت" أن الذكرى الـ42 لمجزرة صبرا وشاتيلا التي نفذت بحق الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل، تأتي ولا زال الجرح نازفاً في فلسطين والخطر يحدق بتطلعات الفلسطينيين نحو التحرير والعودة.

وطالب بدر في هذه الذكرى بإعادة فتح ملف مجزرة صبرا وشاتيلا سواء من خلال المحكمة الجنائية الدولية أو من خلال مجلس الآمن الدولي وإعادة الاعتبار لمصداقية القانون الدولي عبر محاكمة مرتكبي ومدبري هذه المجزرة والمذابح التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني للمحاكم الدولية.

وقال بدر ما نعيشه اليوم في قطاع غزة يؤكد بأن هذا الاحتلال الذي لم يتم محاكمته على مجزرة صبرا وشاتيلا وما قبلها من مجازر أدى الى تماديه في ارتكاب مجازر أخرى في اعداد هائلة وصلت ذروتها الكارثية والمؤساوية في ما يجري على ارض غزة الابية المقاومة التي تدافع كرامة الامة العربية التي امتهنت وقبلت بالذل والهوان ووقفت عاجزة ومتفرجة أمام ما يجري من إبادة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.

وأضاف نعيش حرب وجود وحرب إبادة حقيقية وبالتالي هذا المشروع كان قد بُدِأَ به منذ اتفاق أوسلو التي شرعت للاحتلال الإسرائيلي الاستيطان وحولت الأرض الفلسطينية من أرض محتلة بموجب القانون الدولي الى أرض متنازع عليها.

وفي مناسبة ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا نؤكد بان هذه المجزرة لم تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة نضاله ومقاومته، وشعبنا في كل مرة ينطلق وينهض من تحت الركام كطائر الفينيق في تأكيد على حقه في الحياة وصلابته.

شعبنا انتصر رغم المجزرة في صبرا وشاتيلا وينتصر اليوم بدماء الشهداء رغم المجازر المتمثلة في غزة الأبية.