القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

محمد نزال في حوار خاص لشبكة «لاجئ نت»: صفقة القرن مشروع لتصفية القضية والرد يكون عبر وحدة وطنية على برنامج المقاومة


أجرى الحوار: محمد السعيد
بيروت، خاص- لاجئ نت

دعا القيادي ونائب رئيس حركة «حماس» في الخارجمحمد نزال جماهير الشعب الفسطيني في الخارج الى الانخراط في المشروع الوطني الفلسطيني متكاملاً مع الشعب الفلسطيني في الداخل، وأكد في مقابلة شاملة مع شبكة«لاجئ نت» أن صفقة القرن مشروع لتصفية القضية والرد يكون عبر وحدة وطنية على برنامج المقاومة.

وعن موقف السلطة الفلسطينية من الصفقة قال «بأن موقف السلطة الرافض للصفقة هو موقف إيجابي من الناحية النظرية، ولكن من الناحية العملية فلم يتم ترجمة الرفض إلى أي خطوات عملية حتى الآن، والمؤشّرات التي صدرت من رأس السلطة وأجهزتها، بعد مرور شهر ونيّف على الإعلان عن الصفقة، تفيد بأن السلطة غير مستعدة، لدفع كلفة معارضتها عملياً».

وفيما يلي المقابلة كاملة:

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 28/1/2020م، عمّا يسمّى بـــ «صفقة القرن»... ما هو تقييمكم لها؟

نزّال: هذه الصفقة،هي مشروع سياسي جديد، لتصفية القضية الفلسطينية، والذي يتأمّل في بنودها، يجد أنها تستهدف حل أزمة «الكيان الصهيوني»، الذي ما يزال، يبحث عن المشروعية السياسية والأخلاقية، التي يفتقر إليها، على الرغم من مرور سبعة عقود ونيف، على تاريخ تأسيسه.

ولعلّ هذا التقييم والتوصيف، لا تنفرد به حركة حماس وحدها، بشكل يكاد يكون محلّ إجماع فلسطيني.

وعليه، فإن الموقف الفلسطيني العام موحّد على رفض الصفقة رفضا قاطعا.

بتقديركم، ما هي الأسباب التي دعت إدارة ترمب إلى الإعلان عن الصفقة في غياب الطرف الفلسطيني الرسمي، المعني بها، خلافا لقواعد التفاوض السياسية؟

نزّال: نحن إزاء إدارة أميركية، هي الأكثر انحيازا في التاريخ الأميركي للكيان الصهيوني، وهذه الصفقة هي نتاج طبيعي، للتحالف بين الحركة المسيحية الإنجيلية، والحركة اليهودية الصهيونية، ويراد فرضها على الشعب الفلسطيني، تقديرا من هذا التحالف، أن هناك فرصة تاريخية لذلك، في ضوء العجز الشديد الذي تعاني منه السلطة الفلسطينية، والوضع العربي المهترئ.

ما هو تقييمكم لمواقف الدول العربية؟

نزّال: تباينت مواقف الدول العربية، بين دول رافضة للصفقة رفضا لفظيا، على اختلاف درجة اللفظ بينها، وبين المتواطئ مع الصفقة، ولكنه يظهر ما لا يبطن.

ولكن عموم الموقف العربي، ليس بالمستوى المأمول والمنشود.

ماذا بالنسبة لموقف السلطة الفلسطينية، وهل هناك إمكانية للتعاون المشترك بينكما لمواجهة الصفقة؟

نزّال: على الصعيد النظري، فإن موقف السلطة الفلسطينية الرافض للصفقة، هو موقف إيجابي، أما على الصعيد العملي، فلم يتم ترجمة الرفض إلى أي خطوات عملية حتى الآن، والمؤشّرات التي صدرت من رأس السلطة وأجهزتها، بعد مرور شهر ونيّف على الإعلان عن الصفقة، تفيد بأن السلطة غير مستعدة، لدفع كلفة معارضتها عمليا.

إذن، هل يمكن القول: إن الصفقة سيتم تمريرها، وستحظى بالنجاح خلال الفترة القادمة؟

نزّال: لابد من تحديد معايير النجاح والفشل، حتى يتم الإجابة عن هذا السؤال... برأيي، أن المعيار الأول، يتعلّق بالحصول على موافقة فلسطينية على الصفقة، وهو ما لم يتم، ولا أظنّ أنه سيتم... المعيار الثاني، هو حصول الصفقة على موافقة الهيئات الإقليمية والدولية، وأعني بها«الجامعة العربية، منظمة المؤتمر الإسلامي، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة»، وتقديري أن الحصول على موافقة هذه الهيئات، يكاد يكون مستحيلا لبعضها، وصعبا لبعضها الآخر.

ولكن ما قيمة الموافقة الفلسطينية والإقليمية والدولية في حال أن الإدارة الأميركية فرضت نتائج الصفقة؟

نزّال: القيمة الجوهرية، هي في الحصول على موافقة الشرعية الفلسطينية، والتي ستؤدّي إلى الحصول على موافقة الشرعية العربية والإسلامية والدولية، ولعلّ المثال على ذلك، يكمن في موافقة السلطة الفلسطينية على اتفاق أوسلو في حينه، مما أدّى إلى اعتراف الآخرين بالاتفاق.

هل يعني عدم الحصول على الشرعية الفلسطينية، والعربية، والإسلامية، والدولية، أن مصير الصفقة هو الفشل؟

نزّال: من الناحية النظرية، مصيرها الفشل، ولكن من الناحية العملية، فإنها ستعني تثبيت العدو للحقائق على الأرض، خصوصا ما يتعلّق بالمسائل الجوهرية في الصراع مع الكيان الصهيوني، وهي: القدس/ المستوطنات/ اللاجئين/ الدولة الفلسطينية/ السيادة على الأرض والحدود.

إذن، هل يمكنك بذلك «نعي» اتفاق أوسلو، ومسار التسوية السياسية؟

نزّال: اتفاق أوسلو، شبع موتا، وإن لم ينعه أحد بشكل رسمي حتى الآن، إذ تم تجاوزه عمليا منذ سنوات طويلة، أما مسار التسوية السياسية، فقد دخل في نفق مسدود، ولا أفق لاستئنافه في المدى المنظور.

ما هو رأيكم في نتائج الانتخابات الإسرائيلية في جولتها الثالثة؟

نزّال: على الرغم من أن النتائج لم تعلن رسميا، ولكن النتائج الأوّلية تشير إلى أن «اليمين الصهيوني»، برئاسة نتنياهو، سيكون الأقرب إلى تشكيل الحكومة الجديدة، وهو ما يعني إغلاق الأفق أمام التسوية السياسية تماما، واستمرار المشروع الصهيوني في السيطرة والتحكّم بالأرض الفلسطينية، والشعب الفلسطيني، وانتهاء الوهم بإمكانية إيجاد حلول سياسية.

هل نفهم من ذلك، أن فوز تيار يمين الوسط وحلفائه، بزعامة جانتس، يمكن أن ينعش مسار التسوية السياسية؟

نزّال: لا يوجد خلاف جوهري بين اليمين، أو يمين الوسط، إذ وافق الطرفان على صفقة القرن، التي تعني تصفية القضية الفلسطينية.

في تقديري أن الخلافات بين الطرفين شكلية، وإذا قرّر التيار المناوئ لــ «نتنياهو»، إنعاش مسار التسوية السياسية، فإنه سيكون قراراً تكتيكيا، وفي سياق إشغال الساحة السياسية، مع استمرار المواقف من مسائل الصراع الجوهرية، على النحو المنسجم مع المشروع الصهينوني.

في ضوء ذلك كله، ما هي آفاق نجاح المشروع الوطني الفلسطيني المضاد للمشروع الصهيوني؟

نزّال: استنادا إلى سنن التاريخ والكون، فإن المشروع الوطني الفلسطيني سينتصر بإذن الله، وسيتم اقتلاع الكيان الصهيوني من أرض فلسطين.

ولكن هذه الحقيقة، لا يمكن الوصول إليها، وتحقيقها، إلا بالجهد البشري، وإدراك حقائق الصراع.

إننا بحاجة إلى وحدة الموقف الفلسطيني نظريا وعمليا، ولابد من الاتفاق على برنامج عملي، لمواجهة المشروع الصهيوني، وأن تكون المقاومة بأشكالها كافة ضمن هذا البرنامج، وفي مقدّمتها المقاومة العسكرية، إلى جانب المقاومة الشعبية.

إضافة إلى ذلك، لابد من تفعيل الدور العربي والإسلامي، ليكون عامل إسناد للشعب الفلسطيني.

أين الشعب الفلسطيني في الخارج، من المشروع الوطني الفلسطيني، وما هي رسالتكم إلى هذا الشعب، الذي يندرج ضمن «اللاجئين»، الذين يراد شطبهم من معادلة الصراع؟

نزّال: نحن عندما نتحدّث عن المشروع الوطني الفلسطيني، فإن ذلك يعني الفلسطينيين في الداخل والخارج، ولا يمكن لأي مشروع وطني، أن يتجاهل أكثر من ستة ملايين فلسطيني يتوزّعون في مشارق الأرض ومغاربها.

إن المركز القانوني للاّجئين الفلسطينيين، لا يتغيّر بتغيّر أماكن إقامتهم، أو وجودهم، وإن الشعب الفلسطيني لا يرضى بغير فلسطين وطنا، وبغير القدس عاصمة.

هذا ليس حديثا عاطفيا، ولا قصيدة شعرية... هذه حقيقة يعرفها من يذهب إلى مخيمات اللجوء، وإلى المنافي في الأمريكيتين، وأوروبا، وآسيا، وأفريقيا، فالفلسطيني ما يزال يحمل هويته النضالية، حتى لو حمل جنسية أخرى.

وإنني أدعو من منبركم، جماهير شعبنا الفلسطيني في خارج فلسطين، إلى أن ينخرط في المشروع الوطني الفلسطيني، متكاملا مع الشعب الفلسطيني في الداخل.