القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 21 تشرين الثاني 2024

محمود كلّم لـ«شبكة لاجئ نت»: مجزرة صبرا وشاتيلا جريمة العصر


محمد السعيد، خاص – لاجئ نت || الأربعاء، 14 أيلول، 2022

40 عاما مرت على مذبحة صبرا وشاتيلا والتي أتت في أعقاب الاجتياح اسرائيلي، ورداً على مقتل رئيس الجمهورية بشير الجميّل. والمنفذون كانوا جيش العدو الصهيوني وعملاءه الذين لم يفرقوا بين فلسطيني ولبناني وحتى الحيوانات لم تسلم منهم.

هذه المذبحة يصفها ابن مخيم شاتيلا الكاتب الفلسطيني محمود كلّم بأنها أكبر عمل إجرامي وقع بحق اللاجئين الفلسطينيين وسط صمت عربي ودولي واستمرت من مساء الخميس 16 أيلول إلى ظهر السبت 18 أيلول عام 1982.

وأضاف كلّم في حديثه لشبكة "لاجئ نت" بأن مجزرة صبرا وشاتيلاً تجاوزت كونها مجرد رداً انتقامياً غرائزياً بشعاً، وترجمة لعنصرية حاقدة تنطوي عليها نفوس القتلة، بل تأتي أيضاً امتداداً لسياسة مدروسة ممتدة في التاريخ الصهيوني، مؤكداً بأن استهداف المخيم لكونه كان خزان المقاومة الفلسطينية وحوى العديد من مراكز التدريب لتدريب المقاتلين، فمن هذا المخيم خرجت الشهيدة، دلال المغربي، وعدد من فدائيي عملية ميونيخ الشهيرة، والتي نفذها 8 فدائيين منهم 5 كانوا لاعبين رياضيين في نادي الكرمل الرياضي مقره جمعية انعاش المخيم الفلسطيني مقابل السفارة الكويتية حيث ابتدأت المجزرة من هذا المكان بالتحديد ما ولّد حقداً ورغبة إسرائيلية بالانتقام.

وتابع كلّم، مخيم شاتيلا كان بمثابة مركز القرار الفلسطيني ومنبعاً للفدائيين الذين يؤمنون بتحرير فلسطين ويؤمنون بعدالة قضيتهم فمعظم العمليات الفدائية تجد فيها مقاتل من شاتيلا، ولو راجعنا سجل العمليات الفدائية لوجدنا اثراً لهذا المخيم، حتى الذي اغتال السفير الأمريكي في الباكستان كان غانم خريبي ابن مخيم شاتيلا.

وقائع المجزرة

يقول الكاتب، بدأت المجزرة نحو الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم الخميس 16 أيلول عام 1982، وتركزت بداية في أطراف المخيم، حيث قتل المهاجمون كل ما يتحرك.

وأردف كلّم في حديث، وقام جنود الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق قنابل مضيئة في سماء المخيم لإنارة طريق القوات المقتحمة، التي تشكلت من ميليشيا "القوات اللبنانية" و"جيش لبنان الجنوبي" إلى جانب عناصر الاحتلال ووضع على رأس هذه القوات إيلي حبيقة.

وأضاف، الرضع لم يسلموا من القتل، وما زلت أذكر قصة الشهيد محمد زهير وهو طفل عمره لم يتجاوز السنة ونصف وجده جدّه ممدداً على سريره مقطوع الرأس هذا بالإضافة الى بقر بطون النساء الحوامل وكان المجرمون يتراهنون على جنس المولود وهكذا حصل مع الشهيدة آمال شوكت أبو ردينة وكانت امرأة حامل بالإضافة الى انها امرأة خرساء.

ومن بشاعة المجازر يروي الكاتب قصة الشهيد محمد متعب قاسم رمضان "أبو جهاد" الذي أمسك به من قبل عناصر القوات اللبنانية ليربط من فخده اليمين في سيارة وفخذه اليسار في سيارة أخرى لتسير السيارتين في اتجاهين مختلفين ليقسمه نصفين، هذا الحدث حصل أمام مقبرة الشهداء.

ويروي كلّم قصة أخرى حصلت أمام منزل بيت الدوخي في الحي الغربي من مخيم شاتيلا، وهي قصة شهيدة قام القتلة بطعنها بالسكاكين حتى الموت الموت، الا ان موتها لم يشفع لها وقاموا بربطها واغتصابها امام الناس. وهذه من أبشع الاعمال التي قد تحصل في التاريخ البشري اغتصاب فتاة ميتة ومدرجة بالدماء.

وتابع كلّم حديثه لـ"لاجئ نت" أنه في صباح اليوم التالي للمجزرة كان اقتحام مستشفى عكا، وقتلوا الطبيبين علي عثمان أحمد وسامي الخطيب، وعذبوا الممرضات قبل قتلهن وأعدموا المسنين بلا رحمة.

وأشار الكاتب بأن الجثث باتت مكدسة وظاهرة للعيان وواصل السكان محاولات الهرب من صبرا وشاتيلا ومن المستشفيات والمساجد، لكن جنود الاحتلال كانوا يقطعون الطريق عليهم ويجبرونهم على العودة بالقوة، حيث كان الموت بانتظارهم. وكانت المجزرة لا تزال مستمرة، والمهاجمون ينادون عبر مكبرات الصوت للاستسلام واقتيدوا إلى المدينة الرياضية حيث يتواجد جنود الاحتلال للاستجواب.

يوم السبت 18 أيلول غادر الصهاينة المنطقة بعد شعورهم بان رائحة الجريمة قد فاحت ورائحة الموت قد انتشرت في كل مكان لتصل الى مسافات بعيدة. ودخلت فرق الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني والاسعافات التابعة لكشافة الرسالة الإسلامية وبدأوا بنقل الجثث وجمع الجثث ومن ثم دفنهم بطريقة جماعية في مقبرة الشهداء بالقرب من محطة الرحاب.

العدو الصهيوني وعملائه لم يفرق بين فلسطيني ولبناني وسوري ومصري وجزائري وباكستاني وايراني قتلوا أي شخص صادفهم حتى الخيول والكلاب قتلوها.

عدد شهداء مذبحة صبرا وشاتيلا

وحول عدد الضحايا أوضح الكاتب بأنه لا يوجد إحصاء دقيق لعدد الشهداء وان الإحصائية التي تذكر بأن العدد يتراوح بين الـ 3500 و5000 إحصائية غير دقيقة ولا يمكن الاعتماد عليها لأن هناك العديد من الأسماء المكررة وأن الرقم الأقرب الى الصواب يتراوح بين الـ1200 والـ1500 وهي إحصائية قام بها الكاتب ميدانياً بمساعدة بعض الأصدقاء لتبقى جرحاً نازفاً في ذاكرته والذاكرة الفلسطينية الحاضرة بأدق تفاصيلها خاصة مشاهد عشرات الجثث المتناثرة في أزقة المخيم والمنازل المدمرة وأشلاء الأطفال والنساء والشيوخ.