مدير مشروع إعادة اعمار مخيم البارد يتحدث عن: الانجازات والعقبات والإغاثة والإيجارات
السبت، 05 تشرين الثاني، 2011
بعد مرور أكثر من أربع سنوات على انتهاء ما سمي في أيار (مايو) 2007 «حرب مخيم نهر البارد» التي دارت رحاها بين الجيش اللبناني و«فتح الإسلام» وكان من نتيجتها:
تهجير أهالي المخيم (حوالي 35 ألف نسمة) ثم تدميره، ثم إعلانه منطقة عسكرية، وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على انعقاد «مؤتمر فيينا» الرامي إلى جمع الأموال من الدول والجهات المانحة لاعمار المخيم، بعد كل هذا الوقت فإن عشرات الأسئلة تتزاحم في خضم الحديث عن مآل عملية إعادة الاعمار التي ما زالت، رغم مرور حوالي سنتين على إطلاقها، تسير سلحفائياً، حيث لم يعد لغاية اليوم سوى 400 عائلة فقط؟
من هنا كان هذا الحوار الشامل حول مختلف القضايا المتعلقة بمأساة مخيم البارد وأهله.
تشارلز هيغنز
ملف الاعمار وكل ما يحيط به كان محور لقاء حواري أجرته «نشرة صوت البارد» مع مدير مشروع إعادة اعمار مخيم نهر البارد «تشارلز هيغنز»، وجاء فيه:
عودة 400 عائلة و2000 طالب
ماذا تحقق من مشروع إعادة اعمار مخيم البارد حتى اليوم؟
ـ «أول ما تحقق هو البرهان والدليل على وجود مخيم دُمِّر وتتم عملية إعادة اعماره بالشراكة مع المجتمع المحلي الفلسطيني والقيادات الفلسطينية والـ(اونروا) والدولة اللبنانية والمجتمع الدولي، وهذا دليل على ان الفلسطينيين يمكن ان يعودوا إلى مكان خرجوا منه لسبب أو آخر.
ولأكون أكثر دقة أستطيع القول أن 400 عائلة فلسطينية عادت إلى بيوتها في الرزمة الأولى و2000 طالب فلسطيني عادوا إلى ثلاث مدارس أعيد اعمارها في المخيم القديم».
هدفنا تسريع عملية الاعمار
ما الذي لم ينجز، وماذا عن التكاليف المالية المتبقية؟
الاعمار بحسب الجدول الذي وضعناه لم يحصل كما كنا نريد لجهة السرعة التي كنا نتوقعها، ولكن ما انجزناه حتى الآن هو برهان على اننا تخطينا كافة المشكلات والعقبات التي واجهتنا، ان كانت مشكلات: الالغام غير المتفجرة، الردميات، الآثار، مع الناس، مع المتعهد، مع الاستشاري، مع الدولة اللبنانية.
كنا كلما تجاوزنا مشكلة تواجهنا مشكلة اخرى. المشكلة الوحيدة التي نواجهها حالياً تتعلق بالجدول والسرعة في إعادة الاعمار، فنحن لا نريد ان يحتاج اعمار كل رزمة من الثماني رزم التي يتألف منها المخيم القديم مدة سنة او أكثر، بل نريد تجاوز هذه المشكلة حتى ننتهي من الاعمار.
ما نريد عمله الآن ان «نعمل على بناء أكثر من رزمة في وقت واحد كي نسرّع عملية الاعمار».
مشكلات المساحات
أضاف «هيغنز»: «هناك مشكلات نواجهها في ثلاثة مجالات، الاول: عندما لا يوافق الناس والقيادة الفلسطينية على مبادىء الاعمار مثل تصغير المساحات والبيوت، لدينا معادلة للمساحات تطبق على كل البيوت، وإذا استمرت الاعتراضات فإن ذلك يؤدي إلى تأخير الاعمار، فتوجيه قدراتنا لحل هذه المشكلة يكون على حساب جهودنا المتعلقة بالاعمار».
أول تجربة لـ الـ(اونروا)
الثاني: كيفية إدارة الـ(اونروا) لهكذا مشروع، فالـ(أونروا) هي منظمة لم تُؤَسَّسَ للقيام بهكذا مشاريع، وهذا المشروع جديد عليها، لذلك عليها ان تقوم بكل شيء فإذا لم تعالج مشكلة مخيم البارد وأعطتها الدعم اللازم لا تستطيع إكمال عملها. وإذا لم ترفع عدد فريق التصميم، وإذا لم تتم عمليات المناقصة بشكل أسرع لا تكون إدارة مشروع الاعمار ناجحة، وهذا المشروع هو تحدٍ لنا كإدارة محلية وكإدارة (أونروا).
تأثيرات البيئة الخارجية
الثالث: البيئة الخارجية، مثل أن لا تعود الدولة اللبنانية داعمة للمشروع، إذا قرر الجيش تغيير تصميم المخيم بأكمله، إذا ظهرت مشاكل بين الفلسطينيين والدولة اللبنانية في مخيم ثانٍ، أو إذا حصلت أزمة أخرى في لبنان. كل هذه المسائل تشكل تحدياً لنا وتعرض المشروع للتوقف.
مشكلة التمويل
وأردف «هيغنز»: «هناك مساحة أخرى، أو تحدٍ آخر في حال تجاوز أو عدم ظهور المشكلات المذكورة، وهو يتعلق بالتمويل، أي أن الدول المانحة لا تقدم الأموال إلا عندما ترى النجاح على الأرض. يوجد نجاح وعمل وتطور على الأرض يقدمون أموالاً، لكن إذا رأوا وجود فشل أو عوائق تعيق استمرار العمل فلا يقدموا الأموال».
«الرزمة» الثالثة قريباً
بما أن تكاليف اعمار منطقة N.O. واعمار الرزمة الثالثة متوفرة، متى سيبدأ العمل فيهما؟
ـ «بالنسبة للرزمة الثالثة تم تأمين تمويلها كاملاً في الأسبوع الماضي، وبالنسبة لـ N.O. يوجد «بلوك N100» تمت مناقصة تلزيم اعماره ونحن بانتظار إيجاد استشاري يشرف على العمل، وخلال فترة شهرين سيبدأ العمل فيه بعد الحصول على إذن من مديرية التنظيم المدني.
وبالنسبة للرزمة الثالثة فقد تم انجاز تصاميم عدد من «البلوكات» (N13 ـ N20) وقريباً جداً سيبدأ اعمارها، وحالياً نحن في مرحلة تصميم N14 ثم بقية «البلوكات» تباعاً».
الأموال متوفرة لبناء مدرسة جديدة وعيادة
ماذا عن المدارس الثلاث التي لم يتأمن تمويل بنائها حتى الآن؟
ـ «الأموال لبناء مدرسة جديدة، هي الرابعة، مؤمنة، وتمويلها من النروج والصندوق السعودي للتمويل»، ويوجد تمويل للمركز الصحي (العيادة) الذي سيتم بناؤه في المخيم، ونبقى بحاجة إلى تمويل لمدرستين فقط .
طرحنا موضوع التصاريح على أعلى المستويات
مسائل مثل: إبقاء المخيم منطقة عسكرية بعد مرور أكثر من أربع سنوات على انتهاء الحرب والمتجلية عبر نظام التصاريح والأشرطة الشائكة، أين دور الـ(اونروا) في حلها؟
ـ «على المستوى العملي، قليل جداً ما تستطيع الـ(اونروا) فعله لتغيير الصورة الحالية في المخيم، ما نستطيع فعله هو طلب نقل سياج شائك من مكان إلى آخر أو تغيير نوعيته».
بالنسبة للتصاريح وعملية الدخول والخروج من والى المخيم فقد طرحنا الموضوع على أعلى المستويات ابتداء من المفوض العام للـ(أونروا)، وقد طرح الأمر في الاجتماعات واللقاءات التي عقدت مع رئيس مجلس الوزراء وقيادة الجيش، ولكن حتى الآن لا يوجد تغيير للصورة في المخيم.
سيتم وقف الاعاشات للعائدين
هل صحيح إنكم ستوقفون المساعدات الاغاثية (الاعاشات الغذائية) عن العائلات التي تعود إلى بيوتها في المخيم القديم وعن أصحاب البيوت في المخيم الجديد، كما بالنسبة للإيجارات، وما مدى صحة ما يقال عن رفع قيمة الإيجارات بعد وقف إيجارات العائدين إلى المخيم القديم؟
ـ «بالنسبة للمواد الغذائية سنقوم بوقف توزيعها للعائدين إلى بيوتهم في المخيم القديم إلا إذ كانوا من «حالات الشؤون الاجتماعية» التي تحصل على اعاشات منذ ما قبل الحرب، كما سنقوم بدراسة أوضاع العائلات العائدة لجهة اعتمادها كحالات اجتماعية أم لا.
.. ولأصحاب البيوت في المخيم الجديد
أما بالنسبة لأصحاب البيوت في المخيم الجديد فإنه ستنطبق عليهم نفس الإجراءات كونهم يعيشون في بيوتهم، ولكن لن يتم توقيف الاعاشات قبل نهاية شهر كانون الأول المقبل.
زيادة قيمة الإيجارات مرتبطة بالتمويل
أما زيادة قيمة الإيجارات فإنها ليست مرتبطة بعودة النازحين إلى بيوتهم، بل مرتبطة بالتمويل وتأمين مصادرها كي ترفع قيمة الإيجارات إلى 200 دولار أميركي شهرياً (حالياً 150 دولاراً)، وحتى الآن لم نجد هذه المصادر.
نحتاج إلى 190 مليون دولار
كم تبلغ القيمة الإجمالية لاعمار ما تبقى من المخيم القديم؟
ـ «عدا عن تكاليف اعمار الرزم الثلاث لدينا حوالي 20j من تكاليف الرزمة الرابعة، أما المبلغ اللازم لاعمار ما تبقى من المخيم فيبلغ 190 مليون دولار أميركي».
المصدر: صوت البارد