ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان: لن تتنازل عن الثوابت
قيد أنملة
الجمعة، 04 أيار 2012
اكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، الحاج أبو عماد
الرفاعي ان الرهان على التسوية هو رهان على سراب، مشددا ان حركة الجهاد لن تتنازل
عن الثوابت قيد أنملة، مضيفا نحن معنيون بتعزيز وتمتين العلاقة مع الأفرقاء
اللبنانيين بما يصب في مصلحة الشعبين اللبناني والفلسطيني كما إننا معنيون
باستقرار لبنان واستقرار المخيمات.
=============================================================
استقبل ممثل حركة
الجهاد الإسلامي في لبنان، الحاج أبو عماد الرفاعي، وفداً من موقع "صور
سوا" في مكتبه في بيروت، للوقوف على رأيه مما يجري على الساحة الفلسطينية
واللبنانية والعربية وقد مثّل الموقع رئيسه، الزميل خالد أبو العينين، ورئيس
التحرير، الزميل حيدر حيدر، والزميل عبدالله عبد الرازق وأجرى الوفد لقاء مع
الرفاعي مقابلة شاملة، تناولت مختلف القضايا الراهنة على الساحة الفلسطينية
والعربية وما يتعلق بشؤون اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وقد أطلق الرفاعي جملة
من المواقف، أهمها:
•حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لن تتنازل عن الثوابت قيد أنملة
•حركة الجهاد على استعداد لتقديم كل ما تتطلبه المصالحة والوحدة الوطنية،
بما يضمن حقوق شعبنا وثوابته الوطنية ويحفظ المقاومة.
•الدور المصري لم يكن دوراً محايداً لأن تركيبة النظام لصيقة بالجانب
الأمريكي ونحن نعول على مصر ما بعد الثورة، ونتطلع في الأيام القادمة الى تغيرات
جذرية.
•علاقتنا مع الجميع تمر عبر فلسطين. وموقفنا من الجميع يتحدد بناء على
موقفهم من فلسطين وقضية أهلنا ودعم مقاومة شعبنا وصموده، وضد المشروع الصهيوني.
•نحن ندعم الإصلاحات في سوريا، ولكننا نرفض التدخل الأجنبي، ونؤيد الحوار
بين النظام والمعارضة لإخراج سوريا من النفق المظلم، وإخراجها مما يحضر لها.
•إذا كانت الحكومة اللبنانية ترفض التوطين وتريد أن تواجهه فإن ذلك يتطلب
ويستلزم إعطاء الفلسطينيين حقوقهم.
•القبول بجواز سفر السلطة يعني أن المعادلة تصبح كالتالي: العدو الصهيوني
طرد شعبنا من أرضه، ونهب خيراتنا، وشعبنا الفلسطيني يعاني الحرمان وحياة البؤس في
المخيمات، وشعوب المنطقة تدفع الفاتورة. لا يمكن لعاقل أن يتقبل ذلك.
==================
وفيما يلي النص
الكامل للمقابلة
==================
1 - أنتم اليوم كحركة فاعلة على الساحة الفلسطينية، كيف تقيمون الوضع الفلسطيني
الداخلي من جهة المصالحات التي تمت؟
نحن، في حركة الجهاد
الإسلامي، ندرك حجم الإنقسام بشكل عام، وحجم الإنقسام الفلسطيني بشكل خاص؛ كما
وندرك خطر الكيان الصهيوني الذي يمارس الإستيطان ويشن هجمة شرسة ضد شعبنا ويسلب
الأراضي ويهدد غزة العدو الإسرائيلي وجد فرصة سانحة لإستغلال الإنقسام الفلسطيني
الداخلي وبالتالي فإن من أولوياتنا الوحدة الداخلية. وأعتقد أن عدم الوصول إلى
حلول بالنسبة للمصالحة أعطت الفرصة لبعض الدول لتكريس الخلاف الفلسطيني والكل يعلم
أن الخلاف الأساسي هو خلاف بين مشروعين: المقاومة والتسوية للأسف فإن السلطة الفلسطينية
قد تم تقييدها منذ إتفاق أوسلو، وبالتالي أصبح الإنسلاخ عن الإتفاق يؤدي إلى وقف
الدعم المادي للسلطة. ورغم عدم تفاؤلنا بالوصول الى مصالحة كاملة لكننا سنظل نحاول.
نحن في الحركة قلنا
منذ البداية أن الرهان على التسوية هو رهان على سراب ويجب الإعتماد على شعبنا
وتضحياته العظيمة.
من جهتنا في الحركة
فإننا على استعداد لتقديم كل ما تتطلبه المصالحة والوحدة الوطنية؛ فنحن لا نبحث عن
مواقع ولا عن مكتسبات ومادية أو إعلامية القضية الفلسطينية أكبر بكثير نحن نلتفت
إلى القضية الجوهرية: حركة الجهاد لن تتنازل عن الثوابت قيد أنملة. نحن أصحاب حق
ولن نتخلى عن حقنا.
2 - تعيش الشعوب العربية هذه الأيام ما يسمى بالربيع العربي الذي أدى إلى تغيير
النظام في مصر. ما طبيعة العلاقة اليوم بين حركة الجهاد الإسلامي والنظام المصري؟
بالتأكيد، ارتبط
النظام المصري السابق بالفلك الأمريكي. العلاقة مع الجانب المصري ما زالت مقبولة
من أجل الوصول إلى المصالحة، مع قناعتنا أن الجانب المصري لم يقم بالجهد المطلوب
وحاول أن يمارس الضغط على المقاومة، وخصوصاً في قطاع غزة. الدور المصري لم يكن
دوراً محايداً لأن تركيبة النظام لصيقة بالجانب الأمريكي.
نحن نعول على الجانب
المصري في مرحلة بعد الثورة، ونتطلع في الأيام القادمة الى تغيرات جذرية.
3 - ما موقف الحركة من التطورات الأمنية والسياسية التي تجري في سوريا؟
الدخول في خصوصيات
الوضع العربي بحاجة إلى تأنّ. البعض يريد حرف القضية الأساس. ففلسطين كاشفة
العورات كما قال القائد الشهيد فتحي الشقاقي.
حركة الجهاد
الإسلامي في فلسطين حركة أصيلة نشأت من معاناة الشعب الفلسطيني، وقضيتها هي قضية
فلسطين علاقتنا مع الجميع تمر عبر فلسطين وموقفنا من الجميع يتحدد بناء على موقفهم
من فلسطين وقضية أهلنا ودعم مقاومة شعبنا وصموده، وضد المشروع الصهيوني كثيرون
متضررون من مواقف حركة الجهاد في مقاومتها ودعوتها الى الخير وليس جديداً أن تتعرض
الحركة الى موجات من التحريض الإعلامي وبث الإشاعات لإثباط عزائم المقاومين نحن
نشعر أن ما جرى في مصر وتونس يشكل نقلة نوعية نحن ندعم الإصلاحات في سوريا، ولكننا
نرفض التدخل الأجنبي، ونؤيد الحوار بين النظام والمعارضة لإخراج سوريا من النفق
المظلم، وإخراجها مما يحضر لها.
4 - لكم إنتشار واسع في المخيمات الفلسطينية على الأراضي اللبنانية. كيف تقيمون
أوضاع هذه المخيمات وما هي تمنياتكم على الدولة اللبنانية؟
نحن معنيون بتعزيز
وتمتين العلاقة مع الأفرقاء اللبنانيين بما يصب في مصلحة الشعبين اللبناني
والفلسطيني، كما إننا معنيون باستقرار لبنان واستقرار المخيمات. العلاقة مع
الحكومة اللبنانية تزداد قوة عندما تقرّ حقوق الشعب الفلسطيني. الحكومات اللبنانية
المتعاقبة كانت مجحفة بحق الشعب الفلسطيني. إحدى أهم مسؤوليات الحكومة هو أن
تتعاطى بجدية مع حقوق شعبنا. للأسف هناك تناقضات قد لا تسمح بذلك، ونحن نبذل كل
الجهود مع الحكومة ومع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، من أجل معالجة كافة المسائل
التي تخدم الشعبين الفلسطيني واللبناني.
أما علاقتنا مع
الأحزاب اللبنانية فهي مبنية على الأسس التي تنطلق منها حركة الجهاد الإسلامي:
فلسطين وقضية شعبها ومقاومة العدو الصهيوني. وبالإجمال، فإن العلاقة مع معظم القوى
السياسية اللبنانية جيدة.
5 - ما هي رسالتكم الى الشعب اللبناني حول ما يشاع عن التوطين؟
بالتأكيد هناك
إستهداف كبير أصبح أكثر وضوحاً في ما يخص الملفات الفلسطينية وخاصة
"التوطين". هناك ضغوط باتجاه فرض مشاريع ومخططات تهدف الى تصفية قضية
اللاجئين، وتحرم شعبنا من مجرد المطالبة بحقه في العودة الى وطنه وأرضه. نحن نؤمن
أن كل هذا سيتكسر أمام إرادة شعبنا الفلسطيني. ونقول للأفرقاء اللبنانيين أنه إذا
كانت الحكومة ترفض التوطين وتريد أن تواجهه فإن ذلك يتطلب ويستلزم إعطاء
الفلسطينيين حقوقهم. فإعطاء الحقوق للفلسطينيين يجعلهم أكثر تماسكاً بقضيتهم، لأن
شعبنا الفلسطيني أقوى من كل الضغوطات. في الآونة الأخيرة بدأت بعض الدول بالتحرك
على موضوع جوازات السفر لجعل الفلسطينيين جالية. هذا الأمر يعيد الى الأذهان
تجربتنا المريرة مع قانون التأشيرة، الذي هو أكبر شاهد على ما يحمله مشروع جواز
سفر السلطة من مخاطر، إضافة الى أنه يمهد الأرضية لإلغاء وكالة الأونروا وإراحة
العدو الصهيوني من قضية اللاجئين، وبالتالي تصبح الحكومة اللبنانية هي المسؤولية
عن تقديم كل أنواع الرعاية الاجتماعية لشعبنا فوق أراضيها. وتصبح المعادلة
كالتالي: العدو الصهيوني طرد شعبنا من أرضه، ونهب خيراتنا، وشعبنا الفلسطيني يعاني
الحرمان وحياة البؤس في المخيمات، وشعوب المنطقة تدفع الفاتورة. لا يمكن لعاقل أن
يتقبل ذلك. لذلك فإننا نطالب جميع الأحزاب اللبنانية والعربية بضرورة التنبه لما
يجري الإعداد له.
الشعب اللبناني شعب
شقيق وصديق وقف الى جانب القضية الفلسطينية وقدم التضحيات الغالية. ونحن ندعو
الجميع في لبنان الى الوحدة، لأن أمن لبنان من أمن المخيمات.
من جهتنا نحن واثقون
من قدرة شعبنا على مواجهة المشاريع والمخططات التي تستهدف قضيته وثوابته، وعلى
رأسها حقه في الحياة الكريمة وتحقيق العودة الى أرضه. وكلنا ثقة أن يبقى الشعب
الفلسطيني ثابتاً على دوره وحفظ المقاومة رغم كل التحديات. الشعب الفلسطيني هو
ضمير الأمة.
ومن خلالكم أتوجه
بالتحية الى المخيمات الفلسطينية في صور، ولهم منا كل التحية. ونقول لجميع أبناء
شعبنا أن هناك من يريد أن يعبث بأمن المخيمات. هناك إستهداف حقيقي للمنطقة، ونحذر
من العبث بأمن وإستقرار المخيمات.
وفي الختام أتوجه
بالتحية والتقدير لكم على هذه الاطلالة على الواقع الفلسطيني بما يسمح لهذه القضية
أن تبقى في ذاكرة الأجيال، ولكم مني المحبة والتقدير.
المصدر: موقع صور سوا