القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

ممثل "حماس" في لبنان لـ"البلد": عباس يقدّم ثمناً باهظاً

ممثل "حماس" في لبنان لـ"البلد": عباس يقدّم ثمناً باهظاً
 

الثلاثاء، 27 أيلول، 2011

لأنها الشريك في الدم والمقاومة والوطن، والحائزة على 60 في المئة من المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات الاخيرة، والتي تعتبر بأنها قدّمت تنازلا في القاهرة من اجل انجاح المصالحة الداخلية واعادة ترتيب البيت الداخلي، أسفت حركة المقاومة الاسلامية – حماس للخطوة الانفرادية التي تقوم بها منظمة التحرير الفلسطينية لنيل عضوية الامم المتحدة، الا ان الخلاف يبدو اعمق واكبر في وقت تعتبر حماس بأن كل هذا المشروع برمته كان قفزة بالهواء. ومواكبة لاستحقاق 23 ايلول كان هذا الحوار مع ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة.

- لماذا حماس تعارض خطوة الرئيس ابو مازن بالتوجه الى الامم المتحدة؟

حركة حماس مع حق الشعب الفلسطيني بالحصول على دولة فلسطينية مستقلة على ارضه المحررة دون تقديم اي تنازلات. فنحن نفرّق بين حقنا في اقامة دولتنا المستقلة على كامل ارضنا وبين خطة الرئيس ابو مازن الذي يقدم تنازلات سلفا الى الاحتلال مقابل الحصول على الدولة، فنحن نرفض ان يكون هناك ثمن للحصول على حقنا. وللاسف الرئيس عباس ذهب الى الامم المتحدة وهو يريد اقامة الدولة على 22 في المئة من ارض فلسطين الانتدابية اي على خط الرابع من حزيران كحدود نهائية ويسقط حقنا بالعودة الى ديارنا التي احتلت العام 1948، ومعروف ان اللاجئين الفلسطينيين وعددهم 6 ملايين هم من الاراضي التي احتلت العام 1948، فهو يقدم تنازلا كبيرا مقابل دولة على 22 في المئة من فلسطين.

فهذا الخلاف، فنحن اختلفنا مع عباس حول الثمن والطريقة، فنحن ذهبنا الى القاهرة في ايار 2011 ووقعنا اتفاق مصالحة، لكنه جمد الاتفاق وذهب في خطوة منفردة الى الامم المتحدة وكأنه لا يوجد شريك فلسطيني معه، وهذا الامر غير مقبول ففي ظل المصالحة يجدر ان تكون الاولوية تعود الى ترتيب البيت الداخلي، فكان المطلوب ان نتشاور ونحن الشركاء في الدم والشهداء والانتفاضة، لا نتشارك في قرار مصيري كمسألة الدولة، فهل مسألة الدولة بهذه البساطة؟ فلذلك نحن نعترض على هذه الخطوة الانفرادية دون التشاور مع الفصائل اولا وثانيا للثمن الباهظ الذي يقدمه عباس مقابل الحصول على دولة على 22 في المئة من ارض فلسطين.

- وبالتالي ما تصوركم كحركة حماس للدولة الفلسطينية المنشودة؟ وهل انتم مع حدود الـ 67؟

نحن نعتبر ان قضية فلسطين لها ثلاثة مكونات الارض والشعب والمقدسات وبالتالي اي حل عادل لقضية فلسطين ينبغي ان يشمل تحرير الارض الفلسطينية كاملة وعودة كل اللاجئين الى ديارهم الاصلية واستعادة المقدسات الاسلامية والمسيحية للشعب الفلسطيني. اما ان يعطونا جزءا من حقنا مقابل ان نتنازل عن الجزء الاكبر فهذا امر مرفوض، والمطروح اليوم هو تنازل حتى عمّا كان يطلبه الرئيس ياسر عرفات الذي اعلن دولة فلسطين في الجزائر العام 1988 على اساس القرار 181 اي 44 في المئة من فلسطين للعرب و54 في المئة لليهود و2 في المئة ادارة دولية اي حسب قرار التقسيم الذي صدر في العام 1947، في حين ان عباس اليوم يتنازل الى حد ان يطالب بـ 22 في المئة اي نصف ما كان يطالب به عرفات.

- وهل انتم توافقون على الطرح القديم الذي كان يتبناه عرفات؟

لا، نحن نريد كل فلسطين لكن لا نمانع من اقامة دولة فلسطينية على اي جزء يُحرَّر من ارض فلسطين دون ان نتنازل عن الباقي.

- لكن الرئيس عباس قال بأن طلب العضوية لا يعني التنازل عن باقي الارض؟

الرئيس عباس حدّد بأن حدود الـ 67 هي حدود نهائية. ولو طالب عباس بدولة فلسطينية مستقلة "فوق" ارض فلسطين او "فوق" الاراضي التي احتلت في العام 1967 لما كنا لنختلف معه، لكنه قال "على اساس" حدود الـ67، وبالتالي فهو عطّل حق الاجيال بالمطالبة بالعودة الى حدود 1948، فانا على سبيل المثال من الناصرة فاين تكون دولتي؟ هل ابقى في لبنان لاجئاً؟

واكثر من ذلك اذا ما قبل مجلس الامن عضوية دولة فلسطين شرط الاعتراف بدولة اسرائيل، لن يستطيع ابو مازن بعد ذلك من الزام اسرائيل باعادة اللاجئين الى ارضها التي ستكون ارضا اسرائيلية على سبيل المثال. وبالتالي نكون تنازلنا عن حق العودة دون ان نقولها صراحة، والاعتراف باسرائيل هو تنازل عن الارض الفلسطينية وعن حق 6 ملايين لاجئ بالعودة الى ارضهم. وهذا سبب خلافنا الجوهري مع ابو مازن وليس على مفهوم الدولة، فنحن نرفض ان يكون ثمن دولة فلسطين الاعتراف باسرائيل والتنازل عن حق العودة.

- كيف تعلقون على وصف موقفكم بالمؤسف؟

الديمقراطية لدينا في فلسطين كما وصفها دولة الرئيس سليم الحص في لبنان بأنها "سكّر زيادة"، فهذه وجهة نظر في النهاية، وكيف يمكن لشخص لا يستشيرك ان يصف موقفك في ما بعد بأنه مؤسف؟ واذا كنا نحن اصلا ابناء بيت واحد يجب ان نتشاور. لذلك نحن مأخذنا على الرئيس عباس انه للاسف جمّد المصالحة وذهب الى الاستحقاق وحيدا، فكان اولى له ان يفعّل المصالحة ويعيد ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني ويعيد تنظيم مؤسسات منظمة التحرير ويبحث هذه المسألة في المؤسسات ويذهب بقرار اجماع وطني ولا يذهب بقرار فردي او بقرار تنظيم، فالمطلوب استراتيجية وطنية موحدة وان تُبحث القضايا على طاولة الحوار الفلسطيني وان نتفق على برنامج مشترك لان فلسطين اكبر من حماس وفتح.

- كيف سيكون الموقف برأيك ما بعد 23 ايلول؟

خطوة عباس تأتي ضمن سياق التسوية لا التحرر الوطني، فهي تكتيك من اجل الضغط على اسرائيل للعودة الى طاولة المفاوضات. ونحن نعتبر ان المفاوضات مع هذا الكيان اثبتت فشلها، وانا ادعوهم للعودة الى المقاومة.

- وماذا عن نيل فلسطين موقع عضو مراقب في الامم المتحدة؟

هذا تنازل كبير فلهذه الخطوة ايجابية واحدة وسلبيات كثيرة، والايجابية الوحيدة هي ان دولة فلسطين المراقبة يحق لها ان ترفع شكوى الى المحكمة الدولية ضد اسرائيل. وهذا ما تستطيع اي دولة عربية ان تقوم به لو ارادت وهنا يكمن التقصير العربي في هذا المجال، وحتى هذا الحق كان ساركوزي يفاوض عليه الرئيس عباس في نيويورك على قاعدة منح فلسطين مقعد عضو مراقب مقابل تعهد عباس بعدم رفع اي شكوى ضد اسرائيل.

والمخاطر الاخرى هي ان الاعتراف بفلسطين دولة مراقبة يعني طرد منظمة التحرير من الامم المتحدة كعضو مراقب لانه لا يحق للشعب الفلسطيني ان يكون له عضوان مراقبان. كما تكون بذلك ايضا رضيت باسرائيل دولة على 78 في المئة من ارض فلسطين مقابل دولة مراقبة، فعمليا مقابل هذا التنازل الكبير تعتبر الدولة المراقب فتاتا. وهذا المشروع برمته عبارة عن قفزة في الهواء.

- هل خطوة عباس نسفت اتفاق المصالحة؟

لا ابدا، فنحن لم نصعّد من جهتنا لاننا حريصون على المصالحة لكنني بعد هذه الخطوة ادعو الرئيس عباس والاخوة في حركة فتح ان يعيدوا الاعتبار لبرنامج المقاومة ولتعزيز الوحدة الداخلية ولترتيب البيت الداخلي ولتنفيذ اتفاق المصالحة.

لماذا لم نلحظ بعد اي خطوات عملية تعكس واقع المصالحة التي احتضنتها القاهرة؟

لانه لم يكن هناك التزام حقيقي من قبل الرئيس محمود عباس بالاتفاق، فنحن اتفقنا في القاهرة على تشكيل حكومة واحدة في الضفة وغزة وان رئيس الوزراء ينبغي ان يكون مستقلا ومتفقا عليه من الفصائل الفلسطينية، لا ان يُفرض فرضا من قبل اي فريق، وحركة حماس قدمت تنازلا في هذا الجانب باعتبار ان حركة حماس حصلت على 60 في المئة من مقاعد المجلس التشريعي في انتخابات كانون الثاني 2006 ومن حقها ان تشكل هي الحكومة وان ترأس الحكومة على الاقل، لكننا قدمنا التنازل لمصلحة الكل الفلسطيني ولمصلحة انجاح المصالحة، فتفاجأنا بالرئيس عباس يفرض علينا مرشحا وحيدا هو سلام فياض، وهذا يتناقض مع اتفاق القاهرة وفياض هو مرشح اميركي اوروبي مفروض من الخارج فلماذا الرئيس عباس يخضع للضغوط الخارجية ويفرض علينا مرشحا ليس توافقيا. لذلك نحن نحمل عباس المسؤولية عن تجميد ملف المصالحة ولا اقول فشل لان المباحثات لا تزال مستمرة ونحن اتفقنا مع الاخوة في فتح ان نلتقي في تشرين الاول المقبل في القاهرة.

- اذا ما وصلتم الى السلطة في الانتخابات المقبلة هل ستجلسون على طاولة التفاوض؟

لقد تبين ان خيار التفاوض هو خيار فاشل وقد ثبت فشله من خلال ما قامت به منظمة التحرير الفلسطينية من مفاوضات في مدريد ثم اوسلو الى انابوليس الى المفاوضات المباشرة وغير المباشرة في ايلول 2010، فخيار التسوية فشل لان هذا العدو لا يفهم الا لغة القوة لكن حركة حماس تعتقد ان الذي يعيد الحق هو طريق واحد، طريق المقاومة والجهاد، ونحن لن نستعيد ايا من حقوقنا عبر المفاوضات، فالعدو الصهيوني استغل المفاوضات لتكريس وقائع على الارض فتضاعف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس خمسة اضعاف منذ اتفاق اوسلو العام 1993، والقدس الان تُهوَّد بشكل سريع وغزة محاصرة وبالتالي ماذا حققنا في مسار المفاوضات؟ لذلك نعتقد ان هذا المشروع فشل ولن يعيد الحق الفلسطيني الى اصحابه.

- هل يمكن ان نقول انكم جزء من التيار الاسلامي الذي سيحصد ثمار الربيع العربي مستقبلا؟

نحن نعتقد ان ما جرى في مصر تحديدا هو زلزال كبير ستكون له تداعيات ايجابية على مجمل الواقع العربي وخصوصا على القضية الفلسطينية. فللاسف النظام المصري السابق كان متعاونا مع الكيان الصهيوني في اضعاف المقاومة الفلسطينية وفي حصار غزة وزوال هذا النظام هو خسارة للكيان الصهيوني كما عبر قادة العدو حين قالوا "مبارك كنز خسرناه" وعمليا اذا العدو خسر نحن ربحنا، فنحن نعتقد ان فلسطين ربحت في ظل الثورات العربية ولا يمكن ان تتحرر فلسطين في ظل انظمة عربية تتعامل مع اسرائيل، ولذلك نحن كفلسطينيين المستفيدين الاكبر من الثورات العربية.

- لماذا اجل اردوغان زيارته الى غزة؟

هذا شأن تركي داخلي، نحن رحبنا بالزيارة والامر يعود لهم ولم نتبلغ باي اعتبارات. ونرحب بكل المسؤولين العرب والمسلمين، فهناك وزراء خارجية اوروبيون زاروا غزة وللاسف حتى الآن لم يقم اي مسؤول عربي بزيارتها.

- هل انتم في اجواء زيارة محتملة قريبة للرئيس عباس؟

الزيارة لا بد ان تسبقها خطوات على الارض في مجال المصالحة لان الزيارة اذا لم تكن في سياق تعزيز المصالحة والوحدة الداخلية فلن تكن مجدية، فينبغي ان تكون تتويجا للمصالحة الفلسطينية. ونحن نرحب بالطبع وغزة هي لكل الشعب الفلسطيني. لكن زيارة رئيس السلطة ينبغي ان تكون في سياق توافق فلسطيني وفي سياق تعزيز المصالحة، فنريد ان تكون هناك حكومة فلسطينية وقيادة واحدة ويأتي الرئيس عباس يرأس هذه القيادة فماذا يمنع مثلا ان تجتمع القيادة الفلسطينية في غزة وتكون حماس وكل الاطراف حاضرة؟

- من يسد الفراغ السوري بالنسبة لحماس اذا ما حصل؟

نحن نقدر لسورية قيادة وشعبا وقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وحركة حماس تتمنى الخير والاستقرار لسورية، واذا لا سمح الله تغير الوضع في سورية وحصل مكروه فيها يؤثر سلبا ليس فقط على الوضع الفلسطيني بل على الوضع اللبناني والعربي.

لكن نحن صراعنا مع العدو الصهيوني ومقاومتنا داخل فلسطين وحركة حماس علاقاتها واسعة مع ابناء امتها العربية والاسلامية، وقد تخسر هنا او هناك بعض النقاط لكنها لن تغير برامجها، فستبقى حركة مقاومة ومع سورية والعرب وبوصلتنا نحو العدو الصهيوني وهدفنا هو تحرير فلسطين وتحقيق العودة والاستقلال الشامل.

- تشهد المنطقة اليوم مدا تركيا من جهة وايرانيا من جهة اخرى، فمن هو الاقرب الى حركة حماس؟

قضية فلسطين هي قضية عربية واسلامية ونحن نرحب باي دعم عربي او اسلامي للقضية الفلسطينية، ومن يكون الاقرب للمقاومة وفلسطين نحن معه. لكننا لسنا في جيب احد ولسنا في محور يُستخدم لاهداف لا تحقق المصالحة للشعب الفلسطيني.

- حق العودة مقدّس

اكد بركة ان حركة حماس ترفض الوطن البديل وترفض التوطين والتهجير وتعتقد ان حق العودة حق مقدس لا يسقط بالتقادم ولا تملك اي جهة في العالم او اي دولة او اي زعيم ان يساوم على حق العودة او يسقط حق العودة.

المصدر: جريدة صدى البلد