ياسر علي/ كاتب وشاعر
فلسطيني
مضى نحو ثلاث سنوات
على الحملة التي شنّتها السلطات السعودية على عدد من الفلسطينيين المقيمين في المملكة،
والملتزمين بالقوانين والعلاقات التي كانت على أحسن ما يرام طوال سبعين عاماً من النكبة.
لم تتعثر هذه العلاقات
إلا في السنوات الأخيرة، بسبب الإجراءات المفاجئة والحملة الأمنية التي شنتها عليهم
السلطات الأمنية. والتي لم يكن لها داعٍ، فضلاً عن أن اتهاماتها باطلة وخاطئة، كما
بات معروفاً.
وجرى هذا بسبب التغيرات
الدراماتيكية في المنطقة، والتي أدخلت العامل الفلسطيني فيها عنوة ومن غير داعٍ، سوى
تدخّل بعض الجهات المغرضة والكارهة للقضية الفلسطينية.
وكما بات معروفاً،
فإن أسباب الحملة على الفلسطينيين هناك تهدف إلى ضرب المقاومة، وأن المستفيد الوحيد
منها هي «إسرائيل» فقط، وأن ما جرى سيجعل الدور الريادي السعودي يتراجع وسوف يؤثر سلباً
على مكانتها في المنطقة.
وإذا كانت الظروف
الدولية هي السبب الضاغط، فإن التغيرات الحالية على المستوى الدولي، كالانتخابات الأمريكية
والمصالحة الخليجية، تؤكد أنه آن الأوان لإعادة النظر بهذه الإجراءات، من أجل فلسطين
والسعودية، ومن أجل قطع الطريق على الجهات المصطادة في المياه العكرة. والنظر على الأقل
إلى الحالات الصحية التي يعانيها المعتقلون وعلى رأسهم الدكتور محمد الخضري (83 عاماً)
والمصاب بعدة أمراض.
لا يستحق الفلسطينيون
في السعودية هكذا معاملة، بالنظر إلى دورهم الريادي التاريخي في الخليج ونهضته، هذا
الدور الذي ما زالوا متمسكين به باعتزاز ولا ينوون التخلي عنه، بل يستحقون كل التكريم
والاحترام وإعادة الاعتبار في بلاد الحرمين.