القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

أسرانا... صاعق لانفجار الثورة وسبيل لتوحد الجهود

أسرانا... صاعق لانفجار الثورة وسبيل لتوحد الجهود

د. حسن أبو حشيش

قضية أسرى الشعب الفلسطيني في سجون الاحتلال الصهيوني شكلت هاجسا وقلقا لدى كل مكونات المجتمع، فالسجين هو إما والد أو والدة، ابن أو ابنة، زوج أو أخ، صديق أو جار...فلا بيت ولا حي ولا قرية ولا مخيم ولا مدينة خلت من زائر لعتمة الزنازين الصهيونية.

ما يُقارب من خمسة آلاف معتقل مازالوا يعانون كل أنواع البطش والإرهاب، وانتهاكات الإنسانية التي نصت عليها القوانين البشرية والتعاليم السماوية. ولكن إرادتهم تقهر السجان، وبصيرتهم تُبدد ظلمة الزنزانة، وصبرهم يُزعج الجلاد، وصمودهم يُقلق ويُحرج قادة الاحتلال، وكفهم ينتصر على مخرزهم ...

هؤلاء الأبطال ضحوا بحريتهم وبمالهم وبأجسادهم وبغربتهم عن ذويهم ... من أجل الوطن والشعب، ومن أجل القدس وحق العودة، ومن أجل أن تبقى فلسطين صامدة أمام عوامل الشطب الصهيونية، ومن أجل حق الأجيال في حياة وطنية حرة . لذلك هم أدوا الواجب الذي عليهم، وعلى الجميع أن يعطوهم حقهم فلهم حق علينا كل في تخصصه وموقعه واستطاعته. والتفكير في دعمهم ومؤازرتهم يجب ألا يكون عاديا، ومن الضروري أن يكون خارج الدائرة وفوق الجدران وتحت الميدان، الإبداع في ذلك مطلوب، والتنوع في الأساليب أساس، والمحاولات والتكرار يجب ألا تتوقف .فإسنادهم لا بد أن يكون بقدر تضحياتهم.

إن إضراب بعض الأسرى لأيام طويلة وممتدة لنيل حقوقهم وحريتهم وتحسين ظروفهم نوع من أنواع النضال، وقد أثمر في بعض المحطات، وشكل قلقا وإزعاجا للاحتلال ويحتاج إلى حملات إسناد ودعم كبير. وعلينا ألا نستهين بأي شيء، فكل الأفكار والوسائل والأساليب تُسهم تراكميا في خلق حالة ضاغطة على الاحتلال، ورفع معنويات الأسرى، مما يحقق في لحظة من اللحظات الانفراجات وتحقيق ما يسعون إليه .وإننا إذ نقدر الجهد المبذول ميدانيا فإننا من خلال هذه المساهمة المتواضعة ندعو كل وسائل الإعلام لتكثيف حملاتها الداعمة لقضية الأسرى، كذلك كل المؤسسات الحقوقية والأهلية . ونتساءل هنا عن دور السفارات والقنصليات الفلسطينية في أنحاء العالم ؟! ونهيب بالجاليات الفلسطينية أن يضاعفوا اهتمامهم بالأسرى وفضح سياسة الاحتلال وصولا لرفع قضايا وفق القانون الدولي التي ينتهكه الاحتلال كل لحظة في سجونه ومعتقلاته وزنازينه الباستيلية.

ووفق قاعدة عدم ترك أي وسيلة، فإن تجربة وفاء الأحرار تبقى أمانة في أعناق المقاومة الفلسطينية كحل جذري يُغلق هذه الملف، لأن الأسرى عليهم تتوحد الجهود وقضيتهم بمثابة الصاعق الذي يفجر الثورة بكل أشكالها في أي لحظة. كل التحية والإجلال والتقدير لأسرى الحرية .

فلسطين أون لاين